قصة سعودي تحدى أشرس السرطانات 9 سنوات.. دكتور على درجة سفير!

السعودية

بوابة الفجر


توّج شاب عصامي، صراع 9 سنوات مع مرض السرطان، بشهادة الدكتوراه، والتي حصل عليها مسافرًا بين عدة مدن ودول دون مرافق؛ معتمدًا -بعد الله- على نفسه؛ فعاش تلك السنوات متنقلًا بين جرعة كيماوي أو إشعاعي في مستشفى، ومحاضرة في جامعة؛ ليطوي رحلة الدراسة والعمل والغربة والسفر والتنقل متعايشًا بإيجابية وتفائل مع مرضه؛ ليدونها في كتابه "أنا والسرطان ألم وأمل".

وفي التفاصيل، روى سفير الجمعية السعودية لمكافحة السرطان الدكتور حمد بن جروان الغامدي قصة تحديه وكفاحه ضد واحد من أخطر وأشرس أنواع مرض السرطان، الذي هزمه بالأمل والعلم؛ حتى حصل على درجة الدكتوراه في تخصص الرياضيات وأصبح سفيرًا للجمعية.

وقال: "قبل 9 سنوات أُصِبت بالسرطان، وكنت أدرس في نهاية المرحلة الجامعية تخصص رياضيات قبل تخرجي بسنة؛ حيث أصبت بالسرطان في الأنسجة والأعصاب، وحاليًا انتقل إلى الحبل الشوكي، وهو من أخطر وأسوأ الأمراض؛ لكنني واجهت المرض بشجاعة وثقة بالله وأمل في الشفاء؛ فالإنسان هو من يسبب لنفسه العوائق وأصبح لديّ يقين وإيمان أن العامل النفسي هو العلاج بإذن الله".

وتابع رحلة التحدي مع المرض خلال حديثه على هامش برنامج #ماضيكم_حاضرنا٦، الذي نفّذته الجمعية السعودية لمكافحة السرطان مؤخرًا في مستشفى الملك خالد الجامعي: "اكتشفت إصابتي بالمرض صدفة، وعمري وقتها 21 عامًا، ومكثت في المستشفى سنة ونصف السنة، وأجّلت الدراسة؛ حيث خضعت للعلاج الكيماوي والإشعاعي وعمليات، وبعد رحلة العلاج أكملت دراستي الجامعية وكنت أراجع المستشفى كل 3 أشهر، وانتقل السرطان إلى الأعصاب، وأصبحت حاجتي تزداد للعمليات؛ لكني حينها اتخذت قرارًا بنسيان شيء اسمه "مرض"!

وأشار في هذا الصدد إلى عجيب أقدار الله، أن بعض من كانوا يرافقونه في تنويم المستشفى، يأتي يبكي قبل إجراء العملية، ثم يقدّر الله عليه حادثًا مروريًّا ويتوفى!

وتابع سفير الجمعية السعودية لمكافحة السرطان، كفاحه مع المرض ومسيرته العلمية: "بعد أن تخرجت ببكالوريوس رياضيات، ذهبت إلى نيوزيلاندا لأواصل على حسابي الخاص مرحلة الماجستير؛ لكن للأسف لم تتيسر الأمور؛ فعدت للسعودية، وعُيّنت معلمًا".

واتخذت خطوة حتى الأصحاء قد لا يُقدِمون عليها؛ طلبت التدريس في محافظة القريات؛ حتى أتمكن من الدراسة في المملكة الأردنية الهاشمية في جامعة اليرموك؛ وذلك على حسابي الخاص. وكنت في الصباح معلم رياضيات، وفي المساء طالبًا في الأردن، وكل شهر كنت أسافر للرياض لآخذ جرعة علاج كيمياوي، ومكثت على هذه الحال لمدة 3 سنوات، وتوجت الكفاح بشهادة الماجستير في الرياضيات تخصص قياس وتقويم".

وأضاف "بن جروان": "بعد تخرجي، اشتد عليّ المرض وقررت مغادرة القريات حتى أُشغل نفسي عن المرض، وحصلت على قبول لدراسة الدكتوراه في ماليزيا على حسابي الخاص، وقبل أن أسافر أخبرني الأطباء في الرياض بأن لديّ مخاطر ومشكلات في الدم والورم والعلاج والقدرة على المشي".

وتابع: "قررت وقتها أن أدير ظهري لهم وتوجهت لإكمال دراستي في ماليزيا؛ وبينما كنت أدرس كنت أيضًا أتعالج في ذات الوقت بالمستشفى الأمريكي في بانكوك، وكانت المسافة بينها ساعة بالطائرة؛ حيث أمكث للعلاج أسبوعين ثم أعود، ودرست مواد باللغة الماليزية وبعد سنتين ونصف نلت درجة الدكتوراه بفضل الله، وأذكر أنه ذهب معي وقتها مبتعثان، وإلى الآن لم ينتهيا من دراستهما"؛ مضيفًا: "أمضيت وقتي بين المحاضرات والمستشفى، ولم يكن معي مرافق في طيلة رحلتي العلاجية والدراسية منذ السنة الثانية لإصابتي بالمرض، وقد اعتمدت -بعد الله- على نفسي".

وعن حالته الصحية الآن؛ أوضح "الجروان": "المرض الآن في الحبل الشوكي، ومكان العملية الأولى يحتاج لإجراء عملية أخرى؛ لأنني لا أستطيع المشي، وتم تحويل ملفي من المستشفى التخصصي إلى المستشفى الجامعي لإجراء هذه العملية؛ لأن الأولى سببت لي إشكالية صحية لكوني خضعتُ لأكثر من 60 جلسة علاج إشعاعي".

واختتم بكل أمل وتفاؤل: "الحمد لله الآن تُوِّجْتُ سفيرًا للجمعية السعودية لمكافحة السرطان برعاية نائب أمير الرياض، كما كنت مؤخرًا في زيارة لأمير منطقة الباحة واتفقنا على عقد شراكة لافتتاح فرع للجمعية ومركز كشف للسرطان؛ ومنها -بإذن الله- نطمح لافتتاح فروع ومراكز أخرى للجمعية في المناطق، ولديّ مبادرات عبر حساباتي في مواقع التواصل "سناب شات" و"تويتر"، وأشدد خلال رسائلي للمرضى والمصابين بالسرطان بضرورة نسيان المرض، وأن يعيشوا مثل غيرهم".

يُذكر أن الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان تُقَدم للمرضى الخدمات الاجتماعية، من النقل والإسكان والمساعدات المالية، وخدمات الدعم النفسي، وخدمات الدعم والوقاية، وتمكنت من تقديم أكثر من (100 ألف) خدمة للمرضى، ويمكن المساهمة في دعم الجمعية عن طريق إرسال رسالة SMS فارغة للرقم (5070)، وللتبرع بمبلغ (12) ريالًا شهريًّا إرسال الرقم "1".