صحيفة: قطر لا تزال غير مؤهلة لاستضافة مونديال 2022

عربي ودولي

مونديال 2022
مونديال 2022


منذ أن فازت قطر بحق استضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم، الرياضة صاحبة الشعبية الأكبر في العالم، ارتفعت الأصوات المطالبة، بشكل متسق ومتواصل، بالنظر في الاتهامات التي وجهها مختلف الخبراء الرياضيين والمنصات الإعلامية وجماعات حقوق الإنسان، والتي تدور حول الرشاوى والهدايا التي أحاطت بهذا الملف.

 

وذكرت صحيفة "ذا هيرالد ريبورت" أن التساؤلات كلها تدور حول وجود مؤشرات واضحة على وجود تواطؤ؛ خاصة في ظل عدم احترام النظام القطري لقيم وقوانين حقوق الإنسان، إضافة إلى المناخ المحلي الحار، وتاريخها الكروي الهزيل، والتكاليف غير المفهومة، والمناخ السياسي المتردي في قطر.

 

كل الأشياء المذكورة أعلاه تجعل المرء يتساءل: لماذا يصوت مجلس الفيفا المكون من 22 عضوًا لصالح قطر لاستضافة أكبر حدث لكرة القدم في العالم.

 

وتشير الشروط والتكاليف وغير ذلك من المؤشرات أنه كان الأولى منح حق استضافة البطولة إلى دول أخرى لديها تطابق مع معظم شروط الفيفا، لكن حتى هذه اللحظة يدافع الاتحاد الدولي لكرة القدم باستمرار عن قراره بمنح قطر حق الاستضافة.

 

وكشف الصحيفة إلى أنه على مدار الأعوام السابقة وجهت اتهامات تبادل الرشاوى وسوء السلوك إلى عدد من المسؤولين القطريين وأعضاء ومديرين تنفيذيين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

 

وفي نوفمبر 2017، أدلى شاهد بإفادته في المحكمة قائلًا إن مسؤولًا بارزًا في الفيفا أخذ رشاوى في حدود المليون دولار لتأمين التصويت لصالح قطر لاستضافة كأس العالم 2022، حيث بين التقرير أن هذه الشهادة كشف جزءا بسيطا من مستنقع الفساد، الذي تورط فيه أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا على أيدي المسؤولين القطريين.

 

كما يشير تقدير حديث إلى أن الرشاوى التي دفعتها قطر بلغت نحو 880 مليون دولار، لكي تضمن فوز ملفها لاستضافة البطولة، وفي 2014، زعم شاهد يدعى أليخاندرو بورزاكو​​، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "تورنيوس كومبيتنسياس" للتسويق وبث المباريات، أن خوليو غروندونا، نائب رئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، أخبره أنه تلقى مبلغًا مرضيًا من المال، مقابل دعمه لقطر لاستضافة الحدث الكروي الأبرز.

 

شهد بورزاكو ​​أيضًا أنه بينما كان يقدم رشوة في حدود مليون دولار لكل شخص، من أجل تأمين حقوق البث لبطولة كوبا أمريكا، أبلغه غروندونا أنه تلقى بالفعل رشوة من قطر، كما كشف لبورزاكو ​​أنه تلقى 80 مليون دولار رشوة لضمان فوز قطر في التصويت.

 

يذكر أن بورزاكو كان متواجدا ​​في زيوريخ للتصويت عام 2010، إلى جانب غروندونا واللاعب البرازيلي أليكس تيكسيرا ونيكولاس ليوز، الذي كان رئيسًا لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم في ذلك الوقت، حيث عبروا جميعهم صراحة عن رغبتهم في دعم قطر في التصويت.

 

هذه مجرد مجموعة صغيرة من قصص الفساد والرشوة التي طفت على سطح الأحداث، إذ لم يتم الكشف عن عدد هائل آخر من وقائع سوء السلوك القطري.

 

"ذا هيرالد ريبورت" تشير إلى أنه في الوقت الحالي، قطر ليست في وضع يسمح لها بأي حال من الأحوال لتنظيم كأس العالم 2022، حيث يتعين على الدوحة أن تخضع لأعمال تشييد هائلة، وبناء وتوسيع ملاعب كرة القدم والطرق والطرق السريعة، إضافة إلى ضمان توسعات كبيرة في المواصلات العامة.

 

كما تطرق التقرير إلى الانتهاكات الفجة بحق العمالة الوافدة في إمارة العبودية، إذ أشار إلى أن جزءا كبيرا من القوى العاملة في قطر يتألف بالفعل من العمال الأجانب، وجرى مؤخرا تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بسياسات الهجرة والقوة العاملة في قطر عدة مرات، من قبل مختلف جماعات حقوق الإنسان.

 

وأكد أن العمال في قطر يعاملون كالعبيد، وليس في إمكان العامل حتى ترك وظيفته دون الحصول على إذن من كفيله، ما يؤكد أن التزام قطر بحقوق الإنسان مثير للشفقة.

 

ورغم أنها تعهدت في 2014 بإجراء إصلاحات في هذا الصدد، إلا أنها لم تجري سوى عدد محدود من التحسينات، بينما تزعم قطر على أن كأس العالم 2022 هو حافز للتغيير، إلا أن العبودية الحديثة وصلت إلى ذروتها في البلاد.

 

وكانت سفيرة نيبال لدى قطر، مايا كوماري شارما، فضحت تنظيم الحمدين الهمجي أمام العالم في عام 2013، مؤكدة أن اليد العاملة المسؤولة عن العمل في مشروعات كأس العالم 2022 تواجه ظروف عمل غاية في القسوة.

 

وأكدت الدبلوماسية النيبالية أنهم لا يحصلون على أجورهم المستحقة، وبطاقات هوية العمل الخاصة بهم، وبالتالي فإن حكومة الدوحة تعتبرهم كأنهم يعملون في قطر كمهاجرين غير شرعيين، ويتم استغلالهم إلى أقصى حد، حتى لو حاولوا الهرب من هذا العبودية ومغادرة الدولة، فسوف يتم القبض عليهم وسجنهم لأنهم يحملون وثائق غير مكتملة.

 

علاوة على ذلك، لا يعتبر دعم قطر للإرهاب سرًا، حيث تأوى مجموعة من الشخصيات الإرهابية الرئيسية التي مُنعت من دخول الولايات المتحدة وبريطانيا، كما ينتهك هذا بوضوح سياسة الفيفا الخاصة بمكافحة الإرهاب، والتي تنص على أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لن يعقد أي بطولة كبرى في أي بلد يدعم الإرهاب دعمًا فاعلًا.

 

وأظهرت التقديرات أن كأس العالم 2022 سيكلف قطر حوالي 220 مليار دولار، تنفق نصفهم تقريبًا على الاستادات والنصف الآخر على الهياكل الأساسية للنقل ومرافق الإقامة والتهوية ومنشآت التدريب، لكن عدم قدرة قطر على استيفاء جميع الشروط جعل تطلب من الفيفا تخفيض عدد الملاعب من 12 إلى 9.

 

وذكرت الصحيفة أن قطر ليست جاهزة بصورة كاملة لاستيعاب جميع الأطراف المتصلة بكأس العالم 2022، وتلتمس العون من جيرانها لمشاركتها في تقاسم الحمل، حيث ستكون أصغر دولة تستضيف كأس العالم على الإطلاق.

 

وكشف التقرير أن المناخ في قطر حار جدًا، وخلال فترة كأس العالم ستتخطى درجة الحرارة حد الـ 50 درجة مئوية، فيما قال عدد من الأطباء المنتمين إلى قطر إن المناخ سيؤثر على مستويات أداء اللاعبين إلى حد قد يكون مضرًا بالصحة، مشيرين إلى أن أوقات استعادة القوى لابد أن تكون أطول، وربما يتم ارتكاب المزيد من الأخطاء على أرض الملعب، فضلًا عن ذلك ستتأثر جودة كرة القدم المُقدمة، كما أكد طبيب أو طبيبان أن عقد كأس العالم في قطر "أمر مستحيل".