بناه لإحياء الفنون الإسلامية ثم أهداه للمصريين.. حكاية قصر الأمير محمد على بالمنيل

أخبار مصر

قصر محمد علي
قصر محمد علي



دائمًا ما نسمع عن قصر الأمير محمد علي في منطقة المنيل، ويتحدث الكثيرون عن القصر ومعماره وزخارفه ونقوشه، ولكن ماذا عن المنشئ؟.


وفي مبادرة للتعريف بصاحب القصر أطلق متحف قصر الأمير محمد علي، معرضًا لصور فوتوغرافية تتحدث عن حياة الأمير وهواياته وأصدقاؤه وحياته الشخصية، وعن قصره.


وعن المعرض يقول الدكتور ولاء بدوي مدير عام متحف قصر المنيل، إنه يبدأ بميلاد الأمير وتعريف بحياته، ثم يتطرق للقصر وما يمثله من أهمية أثرية.


وتابع بدوي أن الأمير محمد علي توفيق اختار جزيرة الروضة في القاهرة ليقيم عليها قصره الفخم وقد كانت بعيدة عن وسط المدينة التي تم بناؤها بواسطة الخديو إسماعيل.


وأشار إلى أن جزيرة الروضة تعرف بنباتاتها المتميزة، وأهميتها التاريخية خصوصًا في فترة العصور الوسطى، ويتكون مجمع قصر المنيل من خمسة مبان منفصلة وتشير الكتابات على بوابته الرئيسية أن القصر بُني لإحياء الفنون الإسلامية.


ولم تقتصر مبانيه على كونها فقط مكانًا للاحتفاظ بمجموعة الأمير الخاصة، بل كانت هي في حد ذاتها إحياءً للعمارة الإسلامية وفنونها المستوحاة من مناطق مختلفة من العالم سواء من آسيا الوسطى أو من شمال أفريقيا أو من الأندلس.


وأضاف بدوي أن مباني القصر سواء جناح الاستقبال (السلاملك)، وجناح السكن (الحرملك) وسراي العرش وجامع القصر والعديد من الأماكن الأخرى داخل القصر مزينة بسخاء بالسيراميك التركي "القاشاني" الرائع المصنع في مدينتي أزنيق، وكوتاهيا.


وأشار إلى أن حوائط القصر زينت بمطرزات من الحرير المصنع بطريقة السيرما، وصور لأفراد العائلة المالكة المصرية والتركية، منها ما هو بريشة الفنان التركي المولد هدايات الصديق الشخصي للأمير، وتم تصميم وتنفيذ جميع الأعمال الزخرفية من الجبس والخشب بدقة وبراعة متناهية.

 

وأرضيات القصر الرخامية والخشبية كانت مغطاة في يوم ما بسجاد شرقي لا يقدر بثمن، مما يعكس تقدير وحب ساكنيه للفنون.


وعن قاعة القصر الذهبية الفريدة قال بدوي إنه تم بناؤها أصلًا في تركيا عندما استقبل السلطان العثماني فيها الأمير إبراهيم إلهامي باشا جد الأمير محمد علي توفيق من جانب الأم والقائد العسكري صاحب الدور الأساسي في الانتصار في حرب القرم، وقد زينت القاعة بزخارف فخمة مستوحاة من الفنون المصرية، وقد نقلها الأمير محمد علي إلى القاهرة كجزء من ميراثه.  


واختتم بدوي كلماته قائلًا: إن قصر الأمير محمد علي توفيق يعتبر معرضًا للفنون الإسلامية، وقد رعى الأمير تغليب الطراز المصري على فنونه، وأن يستجلب الفنون من كل البقاع الإسلامية، ولإحكام الإتقان استجلب الفنانيين كي ينفذوا فنهم في قصره، ثم أوصى بإهداؤه للشعب المصري بعد وفاته.