تفاصيل الاجتماعات الخاصة لأقوى 30 امرأة عربية فى الغردقة

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


عمل قوانين تتيح إجازة "الأبوة" للرجال لرعاية الأطفال


شاركت نحو 30 دبلوماسية وحقوقية وإعلامية، مهتمة بملف المرأة، من دول مصر ولبنان وتونس وعمان والعراق والأردن، فى جلسات منظمة المرأة العربية، التى احتضنتها الغردقة، لمنافشة تطور قضايا النساء فى الشرق الأوسط.

وامتدت الجلسات من الإفطار إلى السحور، وخلالها، لم يتوقف الحديث عن حصول المرأة العربية على حقوقها، وكيف كانت حركتها النضالية تحدث تغييرا فى الأحداث، فى كل دولة على مر العصور.

كما تبادل الجميع أطراف الحديث عن عمل المرأة، وكونها شخصا خلقها الله بالفطرة معطاءة، تقوم على العمل خارج وداخل المنزل، دون ملل، فى حين أن أغلب الرجال يعملون خارج المنزل فقط، ولا يقدرون العمل المنزلى، وينظرون إليه بأنه واجب على المرأة.

وضربت الدكتورة فاديا كيوان، مدير المنظمة، مثالا على ذلك، قائلة: المرأة تستطيع أن تخيط وتطبخ فى المنزل، رغم أن أشهر مصممى الأزياء والطباخين من الرجال، ما يؤكد أنه لا يوجد ما يمنع الرجل من ممارسة أعمال المرأة، لكن فى حالة لو كان العمل يتقاضى منه أجرا، لكن لن تجده يخيط ويطهى فى المنزل، فهو يرفض ذلك إذا كان بدون أجر.

واستطردت: الصورة النمطية للمجتمع هى أن الرجل يعود من العمل والسيدة تقوم بأعمال المنزل، ولا يجوز أن يظل الرجل داخل البيت «ضيف شرف»، واستنكرت الحديث عن العدل فى توزيع الأدوار بعد عمل النساء فى الخارج والداخل، مشيرة إلى أن النساء دورهن الحنان داخل المنزل، والسلطة تركت للرجل، وفى حالة تبادل الأدوار ينظر لها المجتمع نظرة خاطئة.

وأشارت مدير المنظمة، إلى أن السيدة التى تمارس السلطة على البيت ينظر إليها المجتمع كمتسلطة، بينما ينظر للرجل الحنون نظرة سلبية، وكأنه غير كامل الرجولة.

كل ذلك، رغم أن الدول التى تعج بالنزاعات المسلحة سجلت أكبر نسبة للسيدات المعيلات، وظهر أن 95% من نساء الدول التى بها صراعات مسلحة، وبالتحديد لبنان والأردن وسوريا، يصرفن على الأسرة، وليس لديهن ممتلكات بأسمائهن، وأغلب أموالهم تصرف على البيت، فكيف يدعى البعض أن المرأة تقلص فرص العمل، فهى تقدم أكبر مما يطلب منها، خصوصا أن الظروف أجبرتهن أن يقومن بدور الأب والأم، نظرا لأن الرجل يخرج إلى القتال.

ومن بين القضايا التى طرحت وشهدت جدالا كبيرا، أن يكون هناك «إجازة الأبوة» للرجال فى جميع الدول العربية، وليس معناها تبديل الأدوار على قدر ما هو تعاون بين طرفى الأسرة، فإذا لزم الأمر وقت الإنجاب أن يقوم الأب بمتابعة الطفل حديث الولادة، حتى يتسنى للأم النزول إلى سوق العمل وعدم فقد وظيفتها فعليه أن يقبل بذلك.

وأضافت: لكن ثقافة المجتمع العربى فى الأغلب ترفض هذا الفكر، وتنظر إليه نظرة دونية، كما أيد أغلب المشاركين ضرورة تغيير الصورة النمطية التى يقدمها المجتمع للأم والأب، عن طريق تعديل مناهج التعليم، بالإضافة إلى العمل على توفير مادة أو صناعة «كرتون أطفال» وألعاب الكترونية، تكرس صورة التعاون بين الطرفين، خاصة أن منظمة المرأة العربية دشنت حملة تحت مسمى «التربية للمستقبل لمكافحة التمييز ضد المرأة منذ الطفولة».

الجلسات لم تخل أيضا من الخلافات والشد والجذب بين أطراف الحديث، حيث نشب خلاف فى حب مصر، بين مذيعة مصرية لبنانية وسيدة أردنية الأصل، متزوجة من مصرى، حين طرحت الأولى سؤلا حول إبلاغ الفتيات عن الآباء، الذين يمارسون ضدهم عنف أسرى، وتطوعت الثانية للإجابة بلفظ «نعم يوجد»، فردت الأولى بلهجة حادة: «أنا مصرية واحمل الجنسية اللبنانية ولا أستطيع التحدث عن الشأن اللبنانى»، فقالت الثانية: لو سمحتى أنا أردنية الأصل لكنى متزوجة من مصرى، وأولادى مصريون وأحمل الباسبور المصرى، وأتحدث بصفتى مصرية وليس أردنية، هذا الخلاف الساذج أظهر كم الغيرة فى حب مصر، يتسابقين فى الحديث، وعن من الذى لديه الحق فى التطرق للشئون المصرية.

أما طاولة السحور، فجمعت بين مصريات وأردنيات ولبنانيات، تحدثن عن اختلاف الخبز المصرى عن غيره فى الدول العربية، كما تحدثن عن تجربتهن فى مشاركات الأمور العامة والدخول لعالم الراديو والتليفزيون، وكذلك أهم الحقوق التى حصلن عليها فى الدول العربية.

وجاءت تونس فى المقدمة، خاصة بعد حصول النساء فيها على حقوقهن، ومنع تعدد الزوجات، مستندين على آية «ولن تعدلوا»، أما فى العراق، فالنساء لديهن صندوق إعانات للأرامل والمطلقات، وتوجد لديهن شرطة مجتمعية ومحكمة للأسرة متخصصة تضمن حق العراقيات، وفى المغرب، أجبر قانون الأسرة الزوجين على تحمل مسئولية الأسرة.

وفى النهاية، استنكرت المشاركات اللبنانيات عدم السماح للأم فى أغلب الدول العربية، بفتح حساب بنكى للابن أو الابنة، رغم عدم وجود أى نص دينى يمنع ذلك.