فتاوى القتل والزنى والسرقة وخراب البيوت

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


رجل طلق زوجته لأنها ترتدى كعبا عاليا بسبب فتوى تليفزيونية

فتوى تحريم طبيب النساء تتسبب فى وفاة زوجة رفض زوجها عرضها على طبيب

سيدة حاولت الانتحار بسبب فتوى عن الطلاق الثالث


لا يتوقف مدعو التدين عن إطلاق الفتاوى التى يقلب بعضها حياة بيوت رأساً على عقب، وذلك رغبة فى المكسب المادى الذى يلى ما تفعله الشهرة من طلب عليهم، كونهم نجوم فضائيات، أو سوشيال ميديا، أو شيوخ مساجد يأتى إليهم الناس لاستشاراتهم فى أمورهم الدينية.

ورغم إتاحة دار الإفتاء المصرية خطاً ساخناً للرد على الاستفسارات الشرعية، ووضعها أكشاكاً للفتوى فى أغلب الميادين بالمحافظات، وأيضاً مكاتب لاستقبال المواطنين، إلا أن فتاوى إثارة الجدل لا تتوقف، حتى أصبح الدين مباحاً للجميع.

رصدت «الفجر» العديد من الفتاوى الغريبة ومنها فتاوى لا تصدق، دفعت البعض لاتخاذ مسلك خاطئ ربما سيؤثر على حياته بالكامل، ومنها فتوى لأحد الدعاة المحسوبين على الأزهر الشريف، أصدرها من خلال فيديو قال فيه بالصوت والصورة إن اندفاع الماء بقوة من «شطاف الحمام» قد يبطل الصيام فى شهر رمضان.

وتحكى «عايدة» وسط دموعها وصراخ رضيعها أن ابنتها صاحبة الـ 15 عاما،ً والتى كانت تسكن مع زوجها بإحدى محافظات الوجه القبلى، توفت منذ أيام أثناء الولادة لأن زوجها تشبث بعدم نقلها للوحدة الصحية، أو أقرب مستشفى، أو عيادة طبيب، أو استدعاء طبيب للإشراف على عملية الولادة، تنفيذا لفتوى «شيخ» بأحد كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم، أكد له أن إشراف رجل على ولادتها حرام شرعاً، واكتفى بإحضار «الداية».

تقول عايدة: «ابنتى ظلت تنزف فى منزلها لمدة ثلاث ساعات، بعد أن أعطتها «الداية» حقن لإيقاف النزيف دون جدوى حتى انفجر الرحم، وماتت فى الحال، إلا أن طفلها نجى ليعيش يتيمًا، فى حين لا يشعر والده بأى ذنب.

وتذكر «إلهام» عمرها 20 عاماً، أن خطيبها ابتزها وفسخ الخطوبة بعد أن أقام علاقة عابرة معها دون قصد منها، كانت مبتهجة بونس الخطيب، وسعد قلبها بكلمات الغيرة والشك وحيرة المحب، بعدها فتح معها مناقشة حول فتوى أسامة القوصى، التى أباح فيها نصاً (تلصص الشاب على خطيبته خلال استحمامها ليشاهد منها ما يمكن رؤيته ويجعله يقرر الزواج منها)، تقول إلهام: الفتاة العشرينية ضحية للابتزاز بسبب هذه الفتوى فقالت: «بعتلى الفيديو اللى بيقول فيه الشيخ الفتوى، وأقنعنى إنى هبقى مراته ومن حقه يتعرف على مفاتن جسمى، ومش عارفة وافقت إزاى».

وأضافت أنه تغير بعد أن أرسلت له الصور: «كنت متوقعة إنه هيتعلق بيا أكثر، لكن بدأ يطلب منى صورا كل فترة، وكل مكالماته أصبحت عبارة عن «سكس فون»، لحد ما كنا مع بعض فى «خروجة»، وطلب منى بطريقة مباشرة إقامة علاقة جنسية معه وعندما رفضت تشاجر معى بحدة وسبنى».

وتتابع: خطيبى استغل الصور وبدأ فى ابتزازى، وخيرنى بين إقامة علاقة جنسية معه أو إرسال الصور لأسرتى، وشقيقى الأكبر، مضيفة: «مكنتش عارفة أتصرف، وبعد ذلك وافقت على أن تكون علاقة غير كاملة، «عملنا ده فى العربية»، وعندما عدت للمنزل وجدت فويس مسدج منه عبارة عن مجموعة منتقاه من الشتائم، ثم نفذ تهديده وأرسل الصور لشقيقى وأخبره أنى مش مؤدبة ومش محترمة، «أخويا حبسنى سنة، وكان بيعايرنى طول الوقت، ومحدش عمل أى رد فعل تجاه خطيبى».

تقول «هاجر» صاحبة الـ40 عاماً، إنها ذاقت المرار مع زوجها على مدار ٢٠ عامًا، بسبب بُخله الشديد عليها وعلى أطفاله الخمسة، وكانت تتحمل إهانته لها واعتداءه عليها بالضرب خوفاً على أبنائها وخوفاً من عصيان زوجها كما يقول الشرع، لكنها بعد أن قرأت فتوى للدكتور أحمد صبحى منصور، رئيس المركز العالمى للقرآن الكريم، بجواز ضرب المرأة لزوجها فى حالة اعتدائه عليها، بدعوى أن من حق المعتدى عليه رد الاعتداء بمثله، واستعان فى فتواه بالآية 40 من سورة الشورى: «وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفَا وأَصلح فأجره على الله إِنه لا يحب الظَّالمين».

وأكدت هاجر: «الفتوى لم تذهب عن خيالى لحظة، وقررت أن أدافع عن نفسى إذا حاول إهانتى مرة أخرى ما دمت لا أخالف شرع الله»، وبالفعل فى أول صدام بيننا أحضرت «إيدْ الهُون» وسببت له عاهة مستديمة فى وجهه، بعدها أجبرها زوجها على توقيع شيكات بمبالغ كبيرة حتى لا يقوم بتحرير محضر ضدها وإبلاغ الشرطة باعتدائها عليه.

وفى إحدى الجلسات بين «هويدا» 37 عاماً، وجارتها اكتشفت أنها تعيش مع زوجها فى الحرام منذ 15 عاماً، وأن ما بينهما عبارة عن زنى، وذلك عندما أباح إمام المسجد لزوجها بأن يردها بعد الطلقة الثالثة، بحجة أن الطلاق لا يقع والمرأة حائض، حتى وإن كانت الطلقة الثالثة، لكنها خلال حديثها مع جارتها، نصحتها الأخيرة بالاتصال بدار الإفتاء للتأكد، وكانت المفاجأة أن الدار أكدت لها أن فتوى عدم وقوع الطلاق والمرأة «حائض» غير صحيحة، ويجب إحضار الزوج لسرد التفاصيل والبحث عن حل دينى للأمر، لكن زوجها رفض قائلا إن من يتحمل الذنب هو إمام المسجد الذى أفتى بصحة عودتهما، وليس لهما علاقة بالأمر، ورفضت دار الإفتاء إجابتها عندما ذهبت إليها بمفردها، ما تسبب لها فى مشاكل نفسية دفعتها مرة لمحاولة الانتحار، وهى لا تعلم حالياً هل زوجها شرعياً أم لا، وماذا تفعل، خاصة أن زوجها أغلق الحديث فى الأمر تماما، وقال لها بحسم «إنتى مراتى وهاقتل أى حد يقول غير كدا».

وبدأت «نور» 22 عاماً، سرد قصتها بقولها: «اتطلقت يوم فرحى عشان اكتشفت إنه متشدد دينياً»، موضحًة أن طليقها فاجأها بإملاء شروط بعد عقد القران بساعة واحدة، وتضيف: ليلة زفافنا ووسط مئات الحضور طلب منى خلع حذائى، معللًا بأن «كعبه عالى»، والدين لا ينص على ذلك»، كنت أعتقد أن ما يقوله «مُزحة»، ورفضت الاستجابة، وأصر قائلاً إنه يستند على فتوى الشيخ مصطفى العدوى، فى برنامجه على قناة الرحمة الفضائية، وفيها قال إن «ارتداء المرأة للكعب العالى من باب التزين للزوج، ولا يجوز ارتداؤه خارج المنزل»، وأنه إذا كانت المرأة تلبس الكعب العالى لتتبرج به أمام الرجال الأجانب فهذا محرم شرعاً وممنوع، لأنه يحمل فسادًا والله لا يحب المفسدين، لكنها لم تقتنع وصممت على الطلاق، خوفا على مستقبلها معه.