ثماني مشاركات سابقة للأخضر الشاب في كأس العالم.. تعرَّف على تفاصيلها

السعودية

بوابة الفجر


يقف المنتخب السعودي للشباب على مشارف كتابة تاريخ جديد للكرة السعودية، يُضاف إلى سِجلها الناصع في المحافل الدولية، أو لكتابة التاريخ نفسه على غرار ما سطره أبناء وطنهم السابقون في اسكتلندا عام 1989 بانتزاعهم لقب بطولة كأس العالم للناشئين، ولاسيما أن الجيل الحالي يملك جميع المقومات لذلك.

فقبل أكثر من 34 عامًا كان الظهور التاريخي الأول للأخضر السعودي في العرس العالمي بعد أن نجح بتدوين اسمه في سِجل الحاضرين بالنسخة الخامسة من بطولة كأس العالم للشباب التي استضافها الاتحاد السوفييتي سابقًا، وعاد مجددًا بعد ذلك التاريخ بأربعة أعوام ليكتب إنجازًا جديدًا، حينما استضاف البطولة للمرة الأولى في القارة الآسيوية، والثانية في المنطقة العربية.

تعد هذه المشاركة التاسعة للأخضر تحت 20 عامًا في كأس العالم للشباب؛ إذ سبق أن شارك في 8 نسخ سابقة أعوام (1985، 1987، 1989، 1993، 1999، 2003، 2011 وأخيرًا 2017).

كيف تأهل للبطولة؟

تألقت السعودية في دور المجموعات بمشوارها في بطولة آسيا تحت 19 عامًا 2018 في إندونيسيا؛ إذ حققت ثلاثة انتصارات، ساعدتها على تأمين صدارة المجموعة الرابعة. وفي دور الثمانية فازت على أستراليا (3-1). وفي نصف النهائي أزاحت اليابان من طريقها بالفوز عليها (2-0)، قبل أن تتغلب على كوريا الجنوبية في المباراة النهائية (2-1)؛ لتتمكن من خطف لقب بطولة آسيا تحت 19 عامًا.

مشوار الأخضر في البطولة

وأوقعت قرعة كأس العالم للشباب منتخب السعودية بطل كأس آسيا في المجموعة الخامسة إلى جوار منتخبات (فرنسا، مالي وبنما).

ويستهل المنتخب السعودي الليلة مشواره في مونديال الشباب بلقاء نظيره الفرنسي حامل اللقب عام 2013 قبل أن يلاقي نظيره المالي يوم الثلاثاء المقبل 28 من مايو الجاري، على أن يختتم دور المجموعات بمواجهة منتخب بنما في الجولة الثالثة (الأخيرة) يوم الجمعة المقبل.

تاريخ مشاركة الأخضر في المونديال

سيظهر الأخضر السعودي اليوم للمرة التاسعة في كأس العالم تحت 20 عامًا؛ ليكون بذلك أكثر منتخب عربي يحضر بالعرس العالمي متفوقًا على نظيره المصري صاحب المرات الثمانية.

ومع امتلاكه ثماني مشاركات سابقة في البطولة إلا أنه لم يتمكن من العبور إلى الدور الثاني إلا في مناسبتين، الأولى في كولومبيا 2011، والثانية بالنسخة الماضية التي أقيمت في كوريا الجنوبية 2017، لكنه في المقابل خرج من الدور الأول خلال ظهوره لأول مرة عام 1985، كما عانى مشكلات مماثلة في المشاركات الخمس التالية.

فوائد مشاركة الأخضر الشاب بالمونديال لا تُحصى؛ فهي ستكون شاهدة على ميلاد مزيد من المواهب والأسماء الجديدة من اللاعبين في سماء الكرة السعودية التي سيكون لها شأن بالأعوام القليلة القادمة في رسم خريطة الكرة السعودية للوصول بها إلى مصاف العالمية، والعودة بها إلى وضعها ومكانها الطبيعي على قمة القارة الآسيوية كما جرت العادة في السنوات الماضية.. فهي تضيف للاعب الخبرة عن طريق الاحتكاك بأقوى المدارس الكروية العالمية؛ وبالتالي تمنحه صك ولادة نجم نظير ما يكتسبه من نضج كروي، يجعله قادرًا على تطوير مهاراته وقدراته الفنية والبدنية، إلى جانب صقل موهبته بالشكل الصحيح والاحترافي.

أبرز النجوم السعوديين الذين تألقوا في البطولات السابقة

البداية من المشاركة الأولى.. ففي مونديال 1985 وقع الأخضر في مجموعة حديدية، هي الثانية، إلى جانب منتخبات (البرازيل وإسبانيا وإيرلندا)؛ وودع الأخضر البطولة من دور المجموعات، لكنها كانت شاهدة على بروز العديد من النجوم، أمثال فهد الهريفي وعبد الرحمن الرومي وصالح المطلق ومحسين الجمعان ومساعد السويلم وحسين الحبشي وهذال الدوسري وباسم أبو داود.

ولم تغب شمس الأخضر عن مونديال التالي الذي أقيم في تشيلي عام 1987، وجاء فيه في المجموعة الرابعة إلى جوار ألمانيا الغربية التي خسر منها بثلاثية نظيفة، ثم التقى بلغاريا وخسر أيضًا بهدفين نظيفين، قبل أن يتجرع مرارة الهزيمة للمرة الثالثة من أمام أمريكا بهدف دون مقابل؛ ليودع البطولة من الدور الأول، إلا أن هناك الكثير من الأسماء التي ظلت حاضرة سنوات طويلة، يأتي في مقدمتها المدافع أحمد جميل، إضافة إلى خالد مسعد وزكي الصالح.

وتتواصل مشاركات الأخضر بالعرس العالمي للمرة الثالثة على التوالي، وهذه المرة على أرضه وبين جماهيره، وفيها حل الأخضر بالمجموعة الأولى مع منتخبات (البرتغال ونيجيريا وتشيكوسلوفاكيا)، واستهل مشواره آنذاك بالهزيمة من نيجيريا (1-2)، ومن تشيكوسلوفاكيا (0-1)، قبل أن يدون أول فوز له في البطولة بتغلبه على البرتغال بثلاثية نظيفة، تناوب على تسجيلها خالد الحربي وخالد الرميحي وحمد الدبيخي، لكنه ودع البطولة من دور المجموعات. وبرز فيه بتلك النسخة فؤاد أنور وفهد المهلل وحمد الدبيخي.

بعد ذلك تأخرت المشاركة الرابعة أربعة أعوام؛ إذ غابت السعودية عن النسخة التالية في البرتغال، قبل أن تضرب موعدًا في مونديال 1993 الذي استضافته أستراليا، وحل فيه الأخضر بالمجموعة الرابعة إلى جانب (البرازيل والمكسيك والنرويج)، وفيه لم يختلف الحال؛ إذ غادر الأخضر البطولة من الدور الأول بعد تعادلين وهزيمة من أمام المكسيك، لكن البطولة شهدت ولادة العديد من النجوم، أبرزهم محمد شليه وخالد الرشيد وفهد الغشيان وعبيد الدوسري وخميس العويران وعبد الله سليمان.

وفي النسخة الحادية عشرة عام 1999 التي أقيمت في نيجيريا وقع الأخضر الشاب في المجموعة الثالثة، وخسر من أستراليا (1-3)، ومن إيرلندا (0-2)، وتعادل مع المكسيك. وبرز في تلك النسخة الحارس مبروك زايد وصالح الصقري وبدر الحقباني.

المشاركة السادسة كانت في الإمارات 2003، وجاء الأخضر الشاب في المجموعة الخامسة إلى جوار إيرلندا التي خسر أمامها (1-2) قبل أن يتعادل مع المكسيك (1-1)، ومع ساحل العاج (1-1). وبرز في تلك النسخة عساف القرني وأسامة المولد وأحمد عطيف وعبده عطيف وعيسى المحياني.

وتعتبر المشاركة السابعة التي احتضنتها كولومبيا عام 2011م أبرز مشاركات الأخضر في مونديال الشباب؛ كونه نجح في التأهل لدور ثمن النهائي للمرة الأولى بتاريخه بعد فوزين على كل من كرواتيا (2-0)، وغواتيمالا (6-0)، قبل أن يخسر من نيجيريا (0-2)؛ ليضرب موعدًا مع البرازيل في دور الـ16، ويخسر بثلاثية نظيفة. وفيه لمع أسماء نجوم عديدة، ما زالت تطبع بصماتها في الملاعب السعودية إلى الآن، يأتي في مقدمتها فهد المولد وياسر الشهراني ومصطفي بصاص ومحمد آل فتيل ومعتز هوساوي وعبد الله عطيف وفواز القرني.

وفي النسخة الأخيرة التي استضافتها كوريا الجنوبية عام 2017 حل الأخضر في المجموعة السادسة مع (الإكوادور والولايات المتحدة الأمريكية والسنغال)، وفيها تأهل المنتخب السعودي بوصفه أفضل ثالث بعدما حصد 4 نقاط إثر فوز على الإكوادور، وتعادل مع أمريكا، وخسارة أمام السنغال، قبل أن يخسر أمام أوروغواي بهدف في ثُمن النهائي.