غادة عبدالرازق: تشبيهي بـ"ميريل ستريب" العرب.. شرف

العدد الأسبوعي

غادة عبدالرازق
غادة عبدالرازق


رأيت سيدات لديهن استعداد لبيع أى شىء مقابل الحياة المريحة


نجحت الفنانة غادة عبدالرازق فى حجز مكانة مميزة هذا العام بمسلسلها «حدوتة مرة»، وغامرت فى تقديم عمل جديد كتبه ويخرجه جيل جديد من الشباب، وتحدت نفسها وأظهرت إمكانات فنية كبيرة فهى للمرة الأولى فى مشوارها تقدم دور شر غير مبرر، وليس له دوافع فظهرت بجبروت وقوة تربعت بهما على عرش الدراما الرمضانية لهذا العام بين النجمات، التقينا غادة بعد هذا النجاح وأجرينا معها حوارا.


■ بداية من مسلسل مهدد بالخروج من السباق الرمضانى، لعمل ناجح يعرض فى أكثر من 14 قناة فضائية عربية.. ما تعليقك على هذا؟

- هذا توفيق من عند الله.. وأنا اجتهدت والله يعطى كل مجتهد على قدر تعبه فالحمد لله.


■ ماذا أضاف لك عرض المسلسل بشكل غير حصرى وفى مختلف الدول العربية؟

أضاف الكثير وأعطانى فرصة انتشار أكبر للعمل ومتابعته بشكل أوسع من الجمهور العربى، ما يهم أى فنان من فكرة العرض المتعدد، أو العرض الحصرى، هو أن يعرض عمله بشكل جيد ويتلقى ردود أفعال جيدة من المشاهدين، ومسلسلى فى الموسم الجارى، يعرض على عدة قنوات مصرية وعربية كبيرة ومهمة، يتابعها أغلبية الشعب المصرى بالإضافة إلى المشاهدين العرب، وهذا ما لمسته من خلال ردود الأفعال التى وصلتنى عنه.


■ ماذا الذى جذبك لخوض الماراثون الرمضانى علما بأنك كنت تخططين إلى الاستراحة هذا العام من الدراما؟

- القصة استفزتنى جدا، فكرة أن تقوم أم ببيع أطفالها لم تقدم من قبل فى أى عمل درامي، ولربما العمل الوحيد الذى ناقش تلك الفكرة كان فيلم النجمة الكبيرة الراحلة شادية «لا تسألنى من أنا»، ووقتها الفيلم كان له دوافع إنسانية أخرى وهى أنها كانت ترغب فى أن تربى باقى أبنائها بطريقة جيدة، وتعلمهم كما أنها لم تتخل عن ابنتها رغم بيعها وعاشت بالقرب منها، لكن مُرة كانت أكثر قسوة ولا تفكر سوى فى ذاتها فقررت أن تبيع الأطفال الثلاثة ليعيشوا حياة أفضل فاستفزتنى جدا، بخلاف أن شخصية الشر المطلق لم أقدمها من قبل، شخصية «مُرة» امرأة صعبة وقوية بشكل كبير، ولا يظهر عليها أى ملامح، وهى أول شخصية أقدمها فى حياتى من هذا النوع، فأنا قدمت خلال مسيرتى الفنية عشرات الشخصيات ما بين الرومانسية والفقيرة والغنية وزوجة شخصية مهمة، لكنى لم أقدم تلك النوعية من السيدات اللاتى يتصفن بالجمود، كما إننى لم أقدم شخصية الفلاحة من قبل فكل ذلك كان دافعا لى بأن أقدم العمل وألحق بالسباق الرمضانى.


■ منذ الحلقة الأولى كان هناك تمهيد من المؤلف والمخرجة بتاريخ الشخصية منذ الولادة وسبب تسميتها بمُرة، وأيضا مراحل تطور الشخصية من الطفلة إلى المراهقة ثم سن الشباب، وهذا نادرا ما يقدم بالتفصيل فى أى عمل؟

- بالفعل لقد تعمدنا أن نقدم صورة واضحة لشخصية مُرة، فالمؤلف كتب صورة الشخصية وكان لابد أن يكون لها ملامح، لنعرف سبب الجبروت، ففى البداية نراها كانت ترغب أن تصبح فتاة جيدة، لكن كل الظروف وقفت ضدها، والرسالة من المسلسل أن البيئة قادرة على أن تصنع إنسانا سويا أو شخصا شريرا، والبيئة التى خرجت فيها مرة «طلعتها ست جبروت معندهاش قلب»، ووصلت لمرحلة أنها باعت أطفالها الثلاثة من أجل المال فتحولت لامرأة كل طموحها وهمها فى الدنيا، هو أن تجمع المال حتى تؤمن مستقبلها ولا تحتاج لأحد.


■ كان هناك تشكيك فى الأحداث إذا كان الأطفال الثلاثة هم أبناء الزوج محمد شاهين أم لا.. هل كان ذلك مقصودا؟

- نعم كان مقصودا ليرى المشاهد أنها مثل والدتها سيئة السمعة وغير سوية أخلاقيا.


■ لماذا لم نر مُرة بعد زواجها من «مجدى كامل» تعيش حياة سوية علما بأنها تمنت كثيرا ألا تكون مثل أمها؟

- لأن الشر فى مرة «ملهوش آخر» وكل ما تفكر فيه نفسها فقط، فهى تحب أن تملك المال وتكون ثرية، سواء بشكل مشروع مثل زواجها من رجل أعمال أو من خلال متاجرتها فى الأطفال، وطموحها هو المال وليس تكوين الأسرة لأنها كان لها زوج وأبناء وكان من الممكن أن ترضى بما قسم لها لكنها باعت كل ذلك من أجل الثراء.


■ ألم تخشى من رد فعل الجمهور حول الشخصية التى تلعبينها؟

- أدوار الشر دائما تنجح، وأعجبنى تقبل الجمهور لدورى وسعدت بردود الأفعال جدا رغم أن دورى معتمد على شخصية شريرة بحتة وليس لها مبرر.


■ هل تعتقدين أن مجتمعنا به نماذج من الناس بهذا الشر غير المبرر؟

- بالتأكيد.. فما نقرأه يوميًا فى الجرائد أكبر دليل على أن هناك بشرا يعيشون بيننا وداخلهم شر لمجرد الشر.


■ هناك جملة حوارية على لسان الفنان القدير عبدالرحمن أبو زهرة قال فيها: «أنت قررتى تمشى فى طريق آخرته ضلمة».. ما هى رؤيتك للنهاية الأمثل لـ«مُرة»؟

- أكيد نهايتها ضلمة من قتل يقتل ولو بعد حين، دائما القدر الإلهى يحدث، إما فى الدنيا أو العقاب فى الآخرة، ورسالتنا أن من يفعل ذنبا فى الدنيا لابد وأن يذوق من نفس الكأس.


■ اختيار «مرة» لاسم مروة سلطان دليل على أنها أحبت الشخصية التى لعبها «أحمد صفوت»؟

- بكل تأكيد فهو الرجل الذى أحبته وشعرت أنه طوق النجاة بالنسبة لها فى الدنيا، فهو أحبها دون أن يعرف ماضيها، وكاد أن يتزوجها ويؤمن لها حياة كريمة من خلال المطعم الذى قرر أن يفتتحاه معا على أرضه، لكن وفاته تحت أنقاض الزلزال جعلا فرصتها الوحيدة فى الحياة الكريمة تضيع.


■ هذا العام العديد من المسلسلات الدرامية تعرضت لانتقادات وملحوظات بمخالفات من اللجنة الفنية التابعة للجنة الدراما بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بدعوى عدم احترام اللغة العربية.. ما تعليقك؟

- وجهة نظر لا أفهما فأنا أعرف أن هناك معايير أخلاقية، ولكن معايير لغوية لا أفهمها نحن نتحدث لغة عامية عربى، والمفروض إننا عندما نقدم عملا نتحدث مع الجمهور باللغة التى يفهما، والتى نتحدث بها فى البيت ومع أصدقائنا وهى أسهل لغة تصل إلى الناس، فعندما نسمع أن هناك مشهدا لم يراع معايير اللغة العربية، فما هى الإجابة هل تريدنا لجنة الدراما أن نتحدث فصحى؟» فكيف نصل للناس نحن لا نقدم عملا تاريخيا.


■ أحد النقاد «عبدالله بعلبكى» كتب عن ظهورك فى الحلقات الأولى بدون مكياج بـ«غادة ظهرت كممثلة هوليوودية محترفة وهو ما يؤكد أن توصيفنا لها «ميريل ستريب» العرب لم يأت من فراغ، ما تعليقك؟

- شرف لى أن يتم وصفى بميريل ستريب العرب، وأنا بشكر جدا من كتب ذلك الكلام عنى.


■ قيل أن قرارك بالاستعانة بمن تمثل شخصية «مُرة» فى مراحل الطفولة والمراهقة والشباب، ما هو إلا دليل على احترامك لمهنتك وسنك وعقلية المشاهد.. ما تعليقك؟

- بالتأكيد كان مهما أن نجد شخصية تمثل تلك المراحل، أما فى مرحلة سن الثلاثين لم أجد من تشبهنى للدرجة، فاضطررت أن أقوم بها لكن من المستحيل أن أقدم دورا لفتاة فى المراهقة.


■ البعض ربط جملة حوارية على لسان «مرة» قالت فيها :«أنا مش ضامنة لو وقعت هعرف أقوم تانى ولا لأ» بغادة عبدالرازق وكأنها لسان حالك؟

- لا على الإطلاق.. ليس لهذه الدرجة.. لكنها جاءت فى وقت بالصدفة وأعتقد الناس إنى كنت «قصداها» وأنا لم أقصدها، وعندما مثلتها شعرت وكأنها مكتوبة لى بشكل مخصوص فخرجت منى صادقة، فمن قالت هذه الجملة هى «مرة» الشخصية وليست غادة عبدالرازق، وهذه هى الحقيقة، فشخصيتى فى المسلسل طوال الوقت تقوم وتقع وهكذا، فهى شخصية صعبة وقوية.


■ بعدما مرت السنوات وأصبحت «مرة» ثرية توقعنا أنها قد تبتعد عن الطريق الذى سلكته أو يكون لديها نقطة ضعف فتتعامل بطيبة خاصة وأنها نالت الأمان الذى كانت تبحث عنه، لكنه لم يحدث لماذا؟

- «مُرة معندهاش نقطة ضعف»، فهى شخصية «ضلمة»، تعيش وسط أبنائها ولا تقول أنهم أبناءها، وتتعامل معهم كأنها زوجة الأب.


■ كيف ترين اصطياد الأخطاء من نقاد الفيسبوك على المسلسلات مثلما انتقدوا سيارتك وأنها كانت موديلا حديثا فى حين أن الأحداث كانت تجرى عام 1992؟

- أنا أرى أنهم يتصيدون أخطاء صغيرة جدًا من الممكن أن يسهو عنها لأسباب كثيرة جدا، فقد يكون العمل تم تصويره فى وقت ضيق جدًا، ولابد من اللحاق بالعرض الرمضاني، وهو ما يتسبب أحيانا فى الوقوع فى خطأ غير مقصود، لا يوجد أحد متميز 100%، ولابد أن يعرفوا أن الناس تتعب جدا فى شغلها وليس طبيعيا بعد كل هذا المجهود المبذول فى العمل يأتى خطأ بسيط «يهدوا به تعب شهور شغل».


■ وما ردك على من انتقد فكرة دفن الأبناء الثلاثة دون كشف طبيب الصحة عليهم وعدم علمنا بكيفية استخراج شهادات وفاة لهم؟

- المشهد أوضح أن طبيب الصحة أتى إلى منزل مُرة، وأعطينا له المال لينهى الإجراءات سريعا، كما أن عام 92 وفى الأرياف لم يكن هناك DNA، ومن الذى سيفكر أنهم قتلوا الأطفال، فقديما لم نكن نسمع عن قتل الأطفال أو إلقائهم من الكبارى كوبرى، أو «ملقون فى الزبالة»، فكان طبيعى عندما يتم الإبلاغ عن وفاة أطفال لا تكون هناك أى شبهة فى ذلك ففى الأرياف لم يكن هناك الوعى الفكرى مثل الآن.


■ حدثينا قليلا عن ملابس الشخصية، فبالرغم من ثرائها الفاحش إلا أنها لا ترتدى ملابس تناسب الوضع الاجتماعى والمادى الذى هى عليه؟

- «مُرة».. رغم أنها أصبحت تكتنز الأموال إلا أنها واثقة فى شياكتها واعتقادها أنها جميلة وترتدى على آخر صيحة من الموضة، وهذا طبيعى للشخصية «مُرة» فلو تخيلنا أنها ترتدى أفضل الثيات «هتلبس ايه»، فهى ترتدى الأزياء على طريقتها وتفكيرها المحدود وعندها ثقة فى نفسها عمياء «معرفش جيباها منين».


■ هل قابلت امرأة مثل شخصية «مُرة» فى حياتك الواقعية؟

- أكيد طبعا.. رأيت الكثير، ورأيت أيضا من ترتدى مثل هذه الثياب التى ترتديها مرة ولديهن ثقة فى النفس غير طبيعية، وإذا حد انتقد ما يرتدوه يعتقدن أنها غيرة منهن.


■ إذا كان ذلك من المنطلق الشكلى ولكن هل رأيت امرأة مثل «مُرة» بالجبروت وتسير بمنطق الشر للشر؟

- نعم وبكل تأكيد.. هناك سيدات لديهن قوة وجبروت أكثر من مليون رجل، وتبقى قوية فى تفكيرها، خاصة لو كانت مادية وغير سوية فيكون لديها استعداد لبيع أى شيء مقابل العيش حياة مريحة، وهناك أمهات ترمى أبناءها وأمهات تبيعهم، وأمهات تسافر وتترك أطفالها فى بلد ثاني، ومن تضع أطفالها أمام المساجد حتى تعيش حياتها كما يحلو لها.


■ أخيرا حدثينا عن ردود الأفعال التى لمستها من الجمهور على مسلسل «حدوتة مُرة»؟

- الناس مبسوطة جدا من المسلسل ويقولوا إن الدور حلو وجديد على، وشايفيين إنى عاملة حاجة فى رمضان مختلفة عن كل الأعوام الماضية.