تعرف على سر تسميه الشيخ زايد بـ"حكيم العرب"

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية



عُرف مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الملقب بـ "حكيم العرب"، بسعة الصدر ونفاذ البصيرة والعدل، ما جعله أكثر القادة العرب حكمة فيما يتعلق بالأمور الداخلية والخارجية لدولة الإمارات وللقضايا العربية والعالمية، إذ كان له العديد من المواقف الثابتة والحكيمة التي خلدها التاريخ، كما كان حريصاً كل الحرص على جمع القادة العرب وشعوبهم على طاولة واحدة، وجعلهم صفاً واحداً في وجه الظروف الصعبة والمصيرية.

كانت مواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سبب في تسميته "حكيم العرب"، فدائماً ما اتسمت مواقفه بالوضوح والثبات والعزم، خاصة عندما كان يتعلق الأمر بأمور الوطن الداخلية وبالقضايا العربية، وأهمها القضية الفلسطينية وتحرير الكويت وغيرها الكثير، بالإضافة إلى حرصه على ثبات التضامن العربي ووحدته إيماناً منه بأنه السبيل الوحيد لمواجهة جميع التحديات والمخاطر التي تواجه الوطن العربي.

أدرك المغفور له الشيخ زايد، منذ بداية حكمه لدولة الإمارات عام 1971، أنه من أجل تعزيز الانسجام الداخلي والتماسك والتلاحم الوطني بين أبناء شعبه عليه تعزيز الثقة وبنائها معهم، من خلال التفاعل الشخصي مع كافة المواطنين، إذ عرف الشيخ زايد بعلاقته الوثيقة وقربه من شعبه، وحرص على عقد لقاءات واجتماعات تجمعه بهم.

ومن أبرز الخطوات التي اتخذها هو توجيهه الدائم للحكومة بضرورة بناء وتعزيز قدرات الدولة في مجال الصحة والتعليم والعدالة والرعاية الاجتماعية، وتوفير الفرص لجميع مواطني الدولة من أجل أن يكون لهم دوراً فعّالاً في نجاح الأمة، إذ لا تزال هذه السياسة واضحة في الدولة حتى هذا اليوم.

عائدات النفط
أما اقتصادياً نجح الشيخ زايد، في توظيف عائدات النفط في بناء اقتصاد قوي ومتماسك مما وضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتطورة اقتصادياً في المنطقة.

على المستوى الخارجي، اشتهر الشيخ زايد، بوضعه لأسس سياسة خارجية متميزة تتسم بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وترسيخ لغة الحوار والتفاهم في معالجة كافة القضايا، مما جعله يحظى بمكانة رفيعة المستوى عند جميع القادة العرب. 

كما أنه قام بدور الوسيط بين الدول العربية في أكثر من مناسبة لحكمته وفطنته وحرصه على المصلحة العربية وعزمه على المحافظة على التضامن العربي.

ومن أبرز مواقف الشيخ زايد التي أكدت حكمته وعدله ومناصرته الحق والعدالة، حين ترأس الشيخ زايد 1991 اجتماعاً للمجلس الأعلى، أكد خلاله حرص الإمارات ووقوفها إلى جانب الأشقاء في الكويت في مرحلة التعمير، كما كان موقفها المبدئي في مرحلة التحرير.

الدم العربي
ومن أشهر أقوال الشيخ زايد المأثورة المخلدة في التاريخ العربي إلى يومنا هذا قوله: "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي"، التي عكست موقف الإمارات الداعم لمصر وسوريا خلال حرب أكتوبر(تشرين الأول) عام 1973، ولم يتوقف الدعم الإماراتي الذي قدمه الشيخ زايد خلال حرب أكتوبر على الجانب الاقتصادي أو البترول فقط، بل قام أيضاً بإرسال ولي عهده وابنه الأكبر رئيس دولة الإمارات الحالي الشيخ خليفة بن زايد ليشارك في المعارك مع الجنود المصريين على الجبهة.

وفي عام 1974 كذلك، أكد الشيخ زايد استعداد دولة الإمارات لتقديم الدعم المادي والمعنوي لدول المواجهة من أجل استرداد الحقوق العربية المغتصبة وتحرير الأراضي العربية المحتلة، وفي عام 1975 دعا الدول العربية للتضامن والالتحام مع الإمارات لتتمكن من تحقيق وحدة المنطقة والتصدي للتهديدات التي تتعرض لها الأقطار العربية المنتجة للبترول.

إنسانياً، عرف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بكرمه الذي انعكس بحرصه على أن يصل لكل محتاج أينما كان حول العالم دون تردد أو تأخير، مما أكسبه سمعة دولية مشرفة في العمل الإنساني والخيري، حيث زخر تاريخ الدولة بالعديد من المواقف التي سعت من خلالها الدولة إلى مساعدة أي شخص بغض النظر عن اختلاف الأديان، وحرصت الدولة على تقديم المساعدات المادية والعينية والمستلزمات للشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب.

ومن أعمال مؤسس الدولة الإنسانية وأبرزها، تبرعه عام 1992 باسم دولة الإمارات، بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأميركي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار "أندرو" الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية، وأمر بالإضافة إلى ذلك بإرسال طائرة إغاثية إلى اليونان لمساعدة المتضررين من الزلزال، كما قدم مساعدة عاجلة لمنكوبي الزلزال الذي ضرب غواتيمالا.