الشيخ زايد آل نهيان.. رجل السياسة والتسامح والإنسانية

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


تحتفي دولة الإمارات في 19 رمضان من كل عام بـ "يوم زايد للعمل الإنساني"، الذي يصادف ذكرى رحيل مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وبأني نهضة الإمارات زايد بن سلطان آل نهيان، لم يكن رجلاً عادياً، وإنما استطاع أن يكون قائداً استثنائياً وملهماً، لا لأبناء شعبه فقط، وإنما حظي باحترام وتقدير جميع دول العالم، وتحولت سيرته لنموذج يحتذى به.

العزيمة والأمل
آمن الشيخ زايد بأن الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل، فكان هذا سلاحه ومعوله لبناء ما كان يظنه كثيرون ضرب من المستحيل، وتحويل الأحلام إلى واقع معاش، فحارب ظلام الجهل بنشر العلم، وواجه جميع التحديات وتخطى كل العقبات التي واجهته، وتحلى بعزيمة لا تقهر ولا تلين، ورؤية ثاقبة لا حدود لها، وضرب بيده رمال الصحراء فانقلبت إلى واحة غناء أضحت بالنسبة للشباب في العالم العربي وفي العالم بأسره، أرض الأحلام، وبوابة العبور إلى المستقبل، لا حيث يقف العالم فقط، بل إلى مائة عام قادمة، والهدف يمتد إلى ما بعد الأفق البعيد... وصولاً إلى المريخ.

بنى الشيخ زايد دولةً أصبح لها مكانةً عالميةً بإنجازاتها وشعبها خلال زمنٍ قياسيٍ، فعلم الجميع أن الإرادة تقهر المستحيل، وأن الأمل هو الحبر الذي تكتب به قصص النجاح.

التسامح والأخوة
لم يكتفي مؤسس الإمارات بغرس بذور الخير والعطاء غير المحدود، في نفوس أبناء الدولة والقاطنين على أرضها، وإنما جعلهما نهجاً للأجيال، ومدرسة يجلس على مقاعدها الجميع كباراً وصغاراً، لينهلوا منها القيم الأصيلة، وحب الآخر دون النظر إلى جنسه أو لونه أو عرقه أو انتمائه الديني أو الفكري، وتقبل الاختلاف، والتعايش على أساس المحبة والاحترام المتبادل، في وطن يحتضن الجميع من مختلف المذاهب والمشارب تحت مظلة التسامح والأخوة الإنسانية.

واستحق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بجدارة لقب "حكيم العرب"، لمواقفه الثابتة والواضحة تجاه القضايا العربية، خاصة المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتحرير الكويت، فضلاً عن جهوده في رأب الصدع العربي وتدخله لإنهاء الخلافات بين العديد من الدول.

التضامن والحوار
أولى الشيخ زايد قضية التضامن العربي أهمية قصوى، لإيمانه التام بأنها السبيل الوحيد لمواجهة جميع التحديات والمخاطر التي تحيق بالوطن العربي، وتهدد أمن المنطقة وسلامتها واستقرارها، كما آمن بأن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على أسس التعاون والاحترام المتبادل بين جميع الدول، ولطالما دعا إلى اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل جميع القضايا والمشاكل بعيداً عن لغة الحرب والمواجهة.

خلال مسيرته الحافلة بالعطاء والإنجازات، غرس الشيخ زايد قيماً سامية في أبناء الإمارات، وفي مقدمتها الحكمة، والاحترام، والعزيمة، والانتماء إلى الوطن والاستعداد للتضحية من أجله بكل غال ونفيس، وترجم أبناء الإمارات هذه القيم في السلوك اليومي لهم، ما عزز توحد البيت الداخلي، والولاء والانتماء للوطن وقيادته، والحفاظ على الإنجازات والمكتسبات والذود عنه.

الخير والعطاء
ولا يزال الشيخ زايد باق من خلال سيرة كتبها في أعمال الخير والعطاء الإنساني، حيث امتدت أياديه البيضاء لتغيث الملهوفين، ومساعدة الضعفاء، وإسعاف المحتاجين، وتضميد جراح المنكوبين في مختلف بقاع العالم من دون تمييز، من خلال مشروعات الخير والنماء التي بناها في العديد من المجتمعات والدول، ليبقى حصاد الخير في دعوات المحتاجين والمستفيدين من هذه المشروعات حتى بعد رحيله.

الأولى عالمياً
كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحق رجل التنمية، ومن الزعماء القلائل الذين تفانوا وكرسوا حياتهم لخدمة شعبهم والإنسانية جمعاء، وقاد مسيرة النهضة الحضارية والفكرية التي حجزت مكانة متقدمة لدولة الإمارات على الخريطة العالمية َأضحى يشار إليها بالبنان، وهو الذي أراد أن تكون الإمارات في الطليعة، فتحقق ما أراد، وتصدر جواز السفر الإماراتي المركز الأول عالمياً، وصار الانتماء إلى الإمارات فخر لا يضاهيه فخر.

أثبت الحاضر الذي يعمل حتى اليوم بفكر ونهج المؤسس أن الشيخ زايد في وجدان الأمة والعالم، وحي في قلوب أبنائه وفي أفئدة المحتاجين والمنكوبين الذين تلهج ألسنتهم بالدعاء والرحمة له ليل نهار، لما قدم لهم من خير، ولما منحهم من أمل حين داوى جراحهم، ومد لهم يد العون، وانتشلهم من المرض والفقر والعوز، وناصر قضاياهم فتحولوا من المستضعفين إلى الأقوياء بدعمه الدافق المستدام، وبصماته الإنسانية ستبقى آثارها ممتدة لتسير على دربه الأجيال جيلاً بعد آخر، يهتدون بسيرته ومسيرته كيفما ارتحلوا ونقلوا أنظارهم في جميع أصقاع المعمورة، وزايد في ذاكرة الوطن سيبقى هو الوطن، والانتماء، والهوية، والمحبة، والسلام المنشود للإنسانية من أجل كل إنسان.