حمد أشكناني لـ"الفجر الفني": "دفعة القاهرة" عمل ذهبي.. وحريص على التواجد في جزئه الثاني (حوار)

الفجر الفني

بوابة الفجر



*أجواء المسلسل الكلاسيكية سحرت الجمهور وكانت بونص لنجاحه


*التصوير على الهواء خطر لكنه لم يؤثر على جودة العمل


*تأثرت بشخصية ألباتشينو في "scent of a woman"


*"لولوة الملا" بداخلها فنانة جبارة وأنا من جمهورها *العمل مع فاطمة الصفي وبشار الشطي صمام أمان 


* أحلم بالعمل مع الزعيم عادل إمام


في النصف الثاني من خمسينيات القرن العشرين، وعلى أرض مصر المحروسة، ومع أجواء كلاسيكية تعيدنا للزمن الجميل، نستمع فيها إلى كوكب الشرق، ونشاهد فيها الأفلام بالأبيض والأسود، وتضطرب الأجواء السياسية بين عدوان ثلاثي وقبض على منتمين لتنظيمات شيوعية، تأخذنا الكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة، والمخرج البحريني علي العلي، من خلال مسلسل "دفعة القاهرة" في رحلة عبر عوالم أول دفعة من الطالبات الكويتيات اللاتي اُبتعثبن للدراسة في مصر، وعن حكايات خمس شباب وخمس فتيات، وعلاقتهم المتشابكة، وكواليس إقامتهم في القاهرة، تدور أحداث العمل، الذي يجمع بين ممثلين من مصر والسعودية والبحرين والكويت.


وبين هذه الشخصيات، تبرز شخصية "فهد" الطالب الكفيف، المتعجرف، الناقم على الظروف التي أدت إلى إصابته بالعمى في طفولته، الراغب في فرض سيطرته وتحكماته على من حوله، الرافض أن يلعن عن حبه أو حاجاته صراحةً حتى لا ينال الشفقة من المحيطين به.


يؤدي دور "فهد" الفنان الكويتي الشاب حمد أشكناني، ٣١ عامًا، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج، والذي يأثرك بسهولة أداءه، ويحيرك بين كرهه ومحبته، بين الإشادة به والدعاء عليه، بين رغبتك في احتضانه للتخفيف عنه وصفعه لما يبدر منه.



"الفجر الفني" حاور الفنان الشاب، للتعرف على كواليس العمل وتحضيراته للشخصية، وأبرز ردود الأفعال التي تلقها على المسلسل، وتعرفه على الجمهور المصري، وإلى نص الحوار.


في البداية، حدثنا عن دورك في المسلسل، كيف عُرض عليك؟

حدثتني مؤلفة العمل هبة مشاري حمادة، والشركة المنتجة منذ سنتين تقريبًا، ولكن العمل تأجل أكثر من مرة بسبب ظروف خارجة عن سيطرتهم، ولكننا الحمدلله استطعنا أن نبدأ تصوير المشروع هذه السنة، وبعد القراءة التفصيلية للسيناريو، اقترح علي المخرج علي العلي أن أغير الدور، وأستقر على شخصية فهد الكفيف.


كيف بدأت التحضير للدور؟ وهل هناك مراجع معينة اعتمدت عليها في التحضير للشخصية؟

اتبع طريقة رائعة في التقمص، لم أكن استخدمها قبل سنتين من الآن، على الرغم من أني خريج تمثيل وإخراج، إلا أنني تعملتها من الأستاذة مروى جبريل، عندما أخذت عندها ورشة تمثيل، ونفعتني بشكل كبير جدًا في التقمص وطريقة التعايش مع الشخصية.




شخصية فهد أصيبت بالعمى نتيجة حادث لم يتعرض له المسلسل، هل تواصلت مع شخصيات مماثلة لتتقمص الشخصية بصورة أكبر؟

هناك تلميح بسيط في السيناريو إلى أن فهد أُصيب بالعمى نتيجة حادث تعرض له وهو يلعب مع الأطفال في عمر الثامنة، وكان دوري في البحث عن تفاصيل المرض أكثر والتعرف على عوارضه، ومنها طريقة تحريك العين من ثباتها، وحركة الرأس، والسير، وكان عندي مراجعات سريعة من قسم التعليم الخاص في الكويت، وحاولت التعلم أكثر من خلال مشاهدة فيديوهات لحالات مشابهة لفهد، كما نفعني أنني منذ صغري تربيت مع شخص مصاب بالعمى في عائلتنا، فكانت صورته حاضرة دومًا وأنا أتعامل مع الشخصية، إلى جانب اجتماعي مع عدة مدربين ومدرسين خصوصيين في التعليم الخاص.


قُدمت شخصية الكفيف في العديد من الأعمال الفنية، كيف استفدت من هذه الأعمال؟ وكيف وضعت بصمتك الخاصة؟

أنا متأثر بالمدارس الغربية في التمثيل، ونعم درست أكثر من عمل درامي غربي، وركزت على شخصية "ألباتشينو" في فيلم "scent of a women"، كوّن الشخصية فيها تقريبًا نفس الغرور والعنجهية التي يعاني منها فهد، ولكن وحدها الخطوط العريضة التي استفدت منها مثل حركة العين لأنه أُصيب في حادث، لكن الشخصية ككل بأفعالها وردود أفعالها وتفاعلها مع الشخصيات الأخرى ترجع لتاريخ شخصية فهد، الذي بحثت فيه بنفسي، فهو خاص بسيرته الذاتية وليس له علاقة ب"ألباتشينو"، وهي التفاصيل التي سيعيش معها المشاهد لآخر العمل وكلها خاصة بي.




شخصية فهد متعجرفة وغليظة إلى حد كبير.. هل تعاطفت معه أم أنك ناقمًا عليه؟

أبدًا، أنا كحمد أرى أن كل شيء قام به فهد كان مبررًا، ونابعًا عن حكمة وعدل وإنصاف، إلى جانب أن بعض أفعاله هي ردود أفعال تنم عن نقص الثقة لديه.


تجمع فهد ونزهة قصة حب غير متكافئة، حدثنا عن هذه العلاقة؟

علاقة فهد ونزهة مضطربة وغريبة، ولكن في حال أخذنا مشهد السينما في الاعتبار، سنجد أن فهد قدم كل متطلبات شخصيته لنزهة وهي أيضًا فعلت الشيء نفسه، وهو المشهد الذي يلخص ما ينقصهما حتى يتزوجان وتنجح علاقتهما.


تجسد الفنانة لولوة الملا دور نزهة حبيبتك في المسلسل، حدثنا عن علاقتك ب"لولوة"، وعن تجدد التعاون معها؟

هذا هو التعاون الثاني مع لولوة بعد مسلسل "حرير تحت صوف" ٢٠١٧، ولكنها المرة الأولى بالنسبة لي التي أرى فيها لولوة بهذا الشكل، وهذا لا يعني تقصيرًا منها في أعمالها السابقة، ولكن العمل مكتوب صح والشخصيات كلها لامعت من خلاله، وسبق وقلت ل"لولوة" "أنا بقيت من الفانز بتوعك"، لأنني معجب بها، إذ كشفت أن بداخلها ممثلة جبارة، ببساطة أدائها، وعفويتها، ووصولها للقلب سريعًا، أقول لها "برافو"، واستمعت جدًا بالعمل معها.


ما أبرز ردود الأفعال التي تلقيتها مع عرض حلقات المسلسل؟

ردود أفعال كبيرة، خصوصًا عبر "تويتر"، حيث أن المسلسل ترند يوميًا على مستوى الخليج إلى جانب عدد من الدول العربية، التي لم يكن لي بها جمهور من قبل وهو ما أسعدني كثيرًا، وما أسعدني أكثر كان ردود أفعال المختصين والمتذوقين والفنانين من أصدقائي رغم المنافسة الشديدة في رمضان، وعندما تأتي ردة الفعل من صديق منافس أو أحد يعمل في الفن فهو شيء جميل ويفرح كثيرًا.



تدور أحداث العمل في القرن الماضي، كيف وجدت الأجواء الكلاسيكية التي تميز بها المسلسل؟

بشكل شخصي أحب هذه الأجواء، والبيئات القديمة، وطريقة تعامل الناس فيما بينهم، وأن يكون المسلسل قائم على حقبتي الخمسينيات والستينيات، من ديكور وملابس وإكسسوار وطريقة كلام، حتى اللهجة الكويتية المستخدمة في المسلسل قديمة جدًا وصعبة على الجيل الجديد، وكانت البيئة التي قدمها العمل بمثابة "البونص"، والشيء الإيجابي للمسلسل، وهو من سحر الجمهور في البداية، وبعدها دخلوا في الحدوتة وتعلقوا بها.


ماذا عن تجربة التواجد في القاهرة لتصوير عمل خليجي؟

نحن في الكويت أخذنا الفن والموضة والحياة عمومًا من البيئة والحياة المصرية، وكان حلم من أحلامي أن أكون ممثل عربي، وأن أمثل في مصر، لأني أحب أجواء مصر، وإذا كنت أدعي الاحترافية فأن بحاجة للعمل في بيئة فنية محترفة، وهو ما وجدته في مصر، وأنا مستمتع بكل لحظة سواء كانت داخل التصوير أو خارجه، وسعيد بطاقم العمل المحترف من المخرج إلى أصغر واحد، وأنا حاليًا أعيش حلمي، وهو أمر يسعدني كثيرًا، وأتمنى أن تتكرر التجربة، وليس شرطًا أن يكون العمل خليجي، فأنا أرحب بالأعمال العربية والمصرية.


متى تنتهي من تصوير المسلسل؟ وهل يؤثر التصوير على الهواء على جودة العمل؟

منذ بداية تصوير المسلسل، ونحن متخوفون، لأننا كنّا على علم بأننا سندخل في تحدي، لأن الوقت لن يسعفنا، وخفنا أن نقع في فخ الوقت، وأن تقل جودة العمل، ولكن ما حدث كان على عكس ذلك، الجميع قبلوا التحدي، وأصروا على الحفاظ على جودة العمل، وخرجت الحلقات بالشكل الصحيح، مثلما هو مكتوب بالسيناريو، ﻭوفقًا لرؤية المخرج، ولا أنفي أن التصوير على الهواء خطر، لكن الحمدلله لم يؤثر على جودة العمل، وسننتهي من التصوير في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.


يضم المسلسل كوكبة من النجوم العرب الشباب، إلى أي مدى كانت التجربة ثرية؟ ومن من بينهم كان الأقرب إليك؟

كان الاحتكاك مع فنانين من بيئات وخلفيات مختلفة شيئًا جميلًا جدًا، واكتسبت منهم الكثير، وتعلمت الكثير من الجميع، ليس فقط من طاقم التمثيل، ولكن الجميع بلا استثناء، وكان الأقرب بالنسبة لي هم الممثلون، "فاطمة وبشار ونور وخالد ومهند ولولوة"، كنا قريبين ولا نزال نتعامل مع بعضنا كعائلة وفريق واحد وروح واحدة.



سبق لك العمل عدة مرات مع كل من فاطمة الصفي وبشار الشطي في التلفزيون وعلى المسرح، كيف كان اللقاء هذه المرة؟

وجودي مع فاطمة وبشار هو صمام أمان بالنسبة لي في كل عمل، لا أدري إن كان ذلك حسنة أم سيئة، ولكنني تعودت أن أكون معهما في أي عمل، خصوصًا في المسرح كل عام، تعودت أن التفت يمينًا ويسارًا لأجد فاطمة وبشار، وهما بالنسبة لي عائلة قبل أن نكون زملاء في الوسط الفني، وقد كان لقائنا في "دفعة القاهرة" أكثر ثرءًا وغنى وأجمل فنيًّا، لأننا اشتغلنا في عمل ذهبي مثل "دفعة القاهرة"، وأنا فرحان لفاطمة وبشار للضجة التي أحدثها دورهما في العمل، فالجميع أبدع في دوره.


كيف وجدت استقبال المصريين للعمل؟ وهل تتمنى المشاركة في عمل مصري؟

بالتأكيد لم نكن معتادين على أجواء العمل في مصر، والمصريين كذلك لم يعتادوا العمل مع الخليجين، ولكننا انصهرنا معًا، وكسرنا الحواجز، وكان نتاج هذا المزيج جميل فنيًّا، واستمتعنا به، ولا يوجد ممثل محترف لا يتمنى أن يكون جزء من عمل مصري، لأن الأعمال المصرية تفرض نفسها عربيًا، وغالبا تكون أعمال عالية الانتاج، وهى مكسب لأي ممثل عربي، وليس خليجي فقط.


صرحت الكاتبة هبة مشاري حمادة أنها تحضر لجزءٍ ثانٍ، هل تحمست للأمر؟

طبعًا متحمس للجزء الجديد من المسلسل، الوضع صار أصعب بالنسبة لاختيارنا للأعمال، ولكني سأحرص على التواجد في الجزء الثاني، لأنني أحب أن أتواجد في عمل عالي الانتاج مثل "دفعة القاهرة"، ومسألة اختيار الأدوار صعبت علينا ولكن الجاي أحلى.


هل شاهدت أي من الأعمال الدرامية سواء المصرية أو العربية المعروضة خلال رمضان؟

للأسف لم أتمكن من مشاهدة أي منها، بسبب ظروف التصوير.


مع أي من النجوم المصريين والخليجين تحلم بالعمل؟ وما هي مشروعاتك المقبلة؟

الساحة المصرية كلها نجوم ومحترفين، وأي فنان يتمنى أن يعمل في الوسط الفني المحترف، لكن لا يوجد أحد لا يحلم بالعمل مع الزعيم عادل إمام.