رامي المتولي يكتب: الكوميديا فى رمضان 2019 .. سبوبة وتقضية واجب

مقالات الرأي



التأليف للكوميديا هو العنصر الأهم فى أى عمل يليه التمثيل أو بمعنى أدق النجم الذى يتصدر أفيش العمل والمخرج هو صاحب الرؤية والكلمة العليا ليخرج بشكل متوازن، بالطبع هذا الشكل المثالى محله كان فى سنوات ماضية، كانت الأعمال الكوميدية حتى لو كان الموسم نفسه ضعيفًا، تكون هى قوية ومتنوعة، الموسم الحالى محبط على كل الأصعدة.

العناصر الثلاثة الرئيسية أصابها الخلل تحديدًا فى الأعمال الكوميدية لرمضان 2019، الكتابة فى أضعف حالاتها حتى وإن كان وراءها أسماء مشهود لها بالكفاءة كمصطفى صقر المؤلف المشارك فى «الواد سيد الشحات»، كذلك الإخراج كما الحال مع وائل إحسان فى «فكرة بمليون جنيه» والتمثيل كما الحال مع مى عز الدين فى «البرنسيسة بيسة» ومصطفى خاطر فى «طلقة حظ»، أربعة نماذج لما يمكن وصفه بالانهيار التام والتوظيف الخاطئ والسيئ وكأن ابطال هذه الأعمال وفرق عملهم فخورين بمرورهم من عنق الزجاجة فقط وهدفهم هو جاهزية الحلقات للعرض بغض النظر عن المحتوى، كل عمل من الأربعة نماذج المذكورة هو إهدار لطاقات فنية من المؤكد أنها فى ظروف أخرى كانت ستخرج مستوى أفضل والدليل سابقة أعمالهم.

تحكم النجم والذى أصبح هو الواجهة لتسويق العمل وبالتالى ضمان استمرار ضخ سيولة للإنتاج، حول النجم للأمر الناهى هو الذى يتحكم فى سير العمل داخل موقع التصوير ويسيطر على كل عناصره بجهل عن ماهية تنفيذ العناصر وبغرور يُعمى عن رؤية الحقيقة إن هذا النجم فى حاجة للمؤلف الكوميدى المتخصص فى صناعة المواقف والحوار الفكاهى وحاجة كلاهما للمخرج ليدير ويخرج العمل بشكل وإيقاع وبصمة تضمن رضاء الجمهور وهو المستهدف، على ربيع يظن أو بمعنى أصح يثق تمامًا أنه كوميديان وأن ما يفعله يترك بسمة على شفاه الجمهور وهو فى هذا الظن مخطئ يسير على نفس طريق محمد هنيدى ومحمد سعد اللذان استهلكا كل طاقتهما فى محاولات للإضحاك باتت معتادة ومكررة انتهت بهما إلى التراجع وتذيل شباك الإيرادات فى الأفلام وشعبيتهما تراجعت بالمثل فى تصدرهما للمسلسلات التليفزيونية، فكيف الحال مع على ربيع الأقل منهما موهبة وقبول ويسير على نفس الخط.

«فكرة بمليون جنيه» لا يقف وراءه سيناريست من الأساس وإن كتب على مقدمته أسماء 4 مؤلفين، ما نراه على الشاشة هو ارتجال سيئ من الممثلين لا يقترب من الدراما يقودهم على ربيع باستظراف ممنهج يظنه كوميديا، وتأثير وائل إحسان الذى شاهدناه فى أفلام ناجحة سابقة غير موجود إلا فى حلول مكشوفة لمد زمن الحلقة لتتناسب مع وقت عرضها على الشاشة فى ظل غياب الدراما، مشهد لا يمكن وصفه إلا بالمهزلة والذى جمع أحمد سلطان وعلى ربيع فى الحلقة الثامنة من المسلسل عندما حاول الأول أن يطلق نكتة ارتجالية تتماشى مع طبيعة شخصيته ونهره الأخير وقال له إن محاولاته  للظهور فاشلة وأنه يرفض أن يكون هو الشخص الذى يتحدث بجدية فى حين يحاول سلطان أن يلقى بنكاته، المشهد من ضحكات الأخير الحقيقة ساخر يصور طبيعة على ربيع فى موقع التصوير كمتحكم رئيسى لا يعتد بأى تفاصيل أخرى سوى مظهره ككوميديان يمثل «العبط» على الشاشة على حد تعبيره فى المشاهد الدالة على طريقة سير العمل فى المسلسل.

أحمد فهمى يسير على نفس الخط والارتجال هو المنهج المتبع فى «الواد سيد الشحات» ومحاولات الاستظراف والتنكيت بمبالغة هى منهج بطل العمل، هذا بخلاف كونه ينحت أفكارًا سبق أن قدمها وقت ما كان مشاركًا لشيكو وهشام ماجد، استهلاك لفكرة «سمير وشهير وبهير» فى العودة بالزمن، واستهلاك لفكرة الحلقات المنفصلة المتصلة وتنوع الشخصيات التى سبق وقدمها مع أكرم حسنى فى مسلسلهم «ريح المدام»، استسهال وإفلاس بلا أى إبداع بالشكل الذى يجعل من محمد عبدالرحمن الممثل المساعد ككوميديان حقيقى أقدر منه على التواصل مع الجمهور، مصطفى خاطر يمثل حالة الكوميديان الجيد الذى لا يجد النص الذى يوازى موهبته فى «طلقة حظ» والمسلسل يضم بعض المشاهد الجيدة ويحمل فكرة لا تقل عنها جودة لكن السيناريو يضم من المشاكل أكثر مما يحتمل مع وجود إنعام سالوسة وآيتن عامر وهبة مجدى وآخرين يعملون معًا فى تناغم يجعل بعض المشاهد مقبولة ومضحكة فى حد ذاتها لكن السيناريو يأتى ليدمر ما يفعلونه.

مى عز الدين قدمت العام الماضى شكلاً مختلفًا استطاعت من خلاله أن تظهر فى مساحة مختلفة تثبت بها قدراتها كممثلة إلى جانب كونها نجمة لها شعبية وقاعدة جماهيرية تنتظر أعمالها، إلا أن اختيارها لهذا العام غير موفق وأقل بكثير من اختيارها 2018  بمسلسل «رسايل»، أداؤها مبالغ فيه بشكل واضح وشخصية الجدة التى تؤديها إلى جانب شخصية الحفيدة هزلية بشكل مؤسف لا بشكل مضحك، سيناريو المسلسل لم يعرض الشخصيات بشكل جيد وBحداثه أقل من زمن الحلقة الأمر الذى يجعل إيقاع الحلقة مملاً بسبب عدم تطور الأحداث خاصة مع حشو الحوار والمشاهد بما يمكن الاستغناء عنه بغرض التغطية على عدم وجود أحداث.