المستشار الدبلوماسي سامح المشد يكتب: دراسة تؤكد مؤامرة "بي بي سي" المستمرة ضد مصر منذ الخمسينيات

مقالات الرأي

المستشار الدبلوماسي
المستشار الدبلوماسي سامح المشد


ال BBC تاريخ قديم وطويل من الأكاذيب والإتهامات والإدعاءات ونشر الشائعات والترويج سلبا ضد مصر، بل ضد الوطن العربي بأكمله، لخدمة مصالحها الخاصة وجهازها المؤسس، وهي مؤامرة مستمرة ضد مصر منذ الخمسينيات لدرجة أن الشعب المصري لقبها بـ عدو المصريين، وشعور الشعوب العربية هو نفس شعور الشعب المصري تجاه ال بي بي سي التي تحاول جاهدة إحباط محاولات الصلح فى اليمن وتأجيج الصراع في سوريا وليبيا والسودان والعراق، وهى تعكس توجهات المملكة المتحدة وإستراتيجيتها فى العلاقات الدولية، فعلى مدار تاريخ البى بى سى، هناك تعمد مقصود فى تغطية مصر بشكل غير دقيق وغير صادق وغير موضوعى، والذى تحول لدعارة إعلامية، ومخالفة لشتى معايير المهنة والمهنية الدولية.

فكون مصر الأساس وعمود الخيمة ورمانة الميزان وهي الأم بالنسبة للوطن العربي، فدائما وأبدا يعود تاريخ ال BBC مع مصر تحديدا ومعالجتها السياسية الممنهجة منذ الخمسينيات، لذلك أقول أنها (تاريخ أسود)، لأنها تتعمد الحياد عن الشكل الطبيعي فى معالجتها الإخبارية، لذلك رد عليها الزعيم جمال عبد الناصر في هذا الوقت، لأنها منذ الخمسينيات وهى أحد الأذرع الأساسية فى محاربة تحرر مصر من الإستعمار الإنجليزي، وظلت تحارب الدولة المصرية وصولا إلى نكسة 1967، ولقبها المصريون بإذاعة العدو، وبعد طرد الإخوان من مصر بواسطة جمال عبد الناصر، وقاموا بلجوء سياسيى، إتجهوا إلى لندن ثم تبنت BBC رعاية مصالحهم السياسية المزيفة.

وفى خيانة العدوان الثلاثى ضد مصر الذي شاركت فيه انجلترا مع فرنسا وإسرائيل، إستخدمت بريطانيا جميع وسائلها الإعلامية أولها ال بى بى سى، للقيام بتحريض واضح وسافر ضد مصر والعروبة، وتعمدت تشويه صورة الزعيم جمال عبد الناصر، خصوصا بعد أن أوجع لندن وتل أبيب وباريس ووجه لهم ضربة قاسية وقام بإجبارهم على الإنسحاب من مصر.

ال بي بي سي دائما ما تتحدث عن المهنة والمهنية، وهي بعيدة كل البعد عن هذه المهنية، فغريب أمر قناة من بلاد الحرية والديمقراطية تقوم بتشويه الحقائق ودعم جماعة إرهابية مطلوبة ومحظورة في مصر وجميع الدول العربية ماعدا قطر، وبعضا من دول العالم، وترويج معلومات كاذبة، عن حقيقة الأوضاع فى مصر، ودعمت تنظيم الإخوان بشكل واضح ومتعمد فى كافة تغطياتها. 

لا أنسى أبدا ولا ينسى المصريون التقرير الذي بثته البي بي سي والذي تعمد وصف دعوة أحد مذيعى قنوات الإخوان على حسابه بتويتر، بأنها (حملة)، وكان تقريرا كاذبا بطريقة لم نعهدها إلا من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، ووصف التقرير زيفا وزورا وبهتانا الترويج لهذه الدعوة الزائفة التى لا صدى لها فى مصر، قائلين في مطلع التقرير بأنها "تجدد دعوتها"، وكأنها قد حدثت بالفعل قبل ذلك، وهي في الأصل لا وجود لها.

عندما بثت ال بى بى سي عدة مرات مجموعة من الفيديوهات، لإثنين من مذيعى فضائيتين إرهابيتين خارجتين ليس لهما علاقة بالمهنية والمصداقية بل والأخلاق، تابعتين لجماعة الإخوان الإرهابية، وتبثان من تركيا، وتدعمهما قطر، وقدما المذيعان الكاذبان زعما وكذبا وزورا ويهتانا، أنه يوجد مظاهرات حاشدة تجتاح المدن والقرى والمحافظات المصرية إستجابة لدعوة أحدهما، ولم يتفضل التقرير مشكورا بطرح أى تساؤلات مهنية أو حرفية أو حتى منطقية يفهمها العقل أو يستوعبها المنطق، أي أن القناة لم تتبع في تقريرها لا العقل ولا المنطق ولا المهنية حول صحة ما بثته هذه الفيديوهات الإخوانية المملوءة بالإفك والكذب والضلال، من قبل مذيعين حدث خلل مريب في عقولهما، مدعيان أن هناك مظاهرات مزعومة، وهذه الفيديوهات قد تم إقتطاعها من ثورة 25 يناير2011 والدعوات المصاحبة لها.

الأمثلة كثيرة ومتعددة عن الإنتهاكات الصارخة من قبل قناة بدلا من أن نتعلم منها المهنية، فهي تعلمنا كيفية الحياد عن المهنية، فقدمت تفاصيل وأكاذيب تدهش العقل وتزلزل الفكر، بل إنتهاكات يود الإنسان منا أن يفقد ذاكرته لعدم إستيعاب عقله على مثل هذه الإنتهاكات من قبل قناة بحجم ال بي بي سي. 

فأنا كمواطن مصري أو دبلوماسي دولي سوف لا أنسى أبدا لو قدر الله لي عمرا كعمر سيدنا نوح، (ألف سنة إلا خمسين)، سوف لا أنسى أنه مابين ثورتي (25 يناير و30 يونيو)، ما تداولته (BBC) وهو فيديو عن (أشخاص يرتدون زى الجيش المصري يقتلون أفرادا فى سيناء)، والذى ظهر فيه أشخاص إرهابيون حصلوا بطريقة أو بأخرى على ملابس الجيش المصري فى سيناء يقتلون أربعة مواطنين، وما أسهل الحصول على ملابس الجيش المصري المتداولة في كل مكان، لذلك قام الجيش المصري بتغيير زييه الرسمي، (الجيش المصري يملك من الوطنية والإحترافية والأخلاق والمبادئ والمثل العليا مالا يملكه جيش في العالم).

أريد أن أذكر نفسي وأذكر الشعب المصري والعربي، وأذكر من يدافعون عن البي بي سي ومهنيتها بالأكذوبة الكبيرة التى رددتها شبكة البي بي سي (BBC) المهنية المحترفة التي يجب أن تعلم أجيالا وراء أجيال أصول المهنة، وتعلم الصحفيين والإعلاميين الإحترافية، وتعلم الطلبة الدارسين والباحثين أصول وقواعد العمل الصحفي والإعلامي بشكل إحترافي كبير، حيث قامت القناة الموقرة زورا وبهتانا بفبركة موضوع بشأن طلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سرا من الرئيس عبد الفتاح السيسى المساعدة فى تسوية قضية الناشطة (آية حجازى)، على غير الحقيقة.  

أكذوبة الإختفاء القسري علي لسان أم زبيدة: لم ننس ولا يجب أن ننسى الفضيحة التي طالت منبر هذه القناة الذي روج لإدعاءات الإختفاء القسري في مصر، وبثت تقريرا مع أم زبيدة عن إختفاء إبنتها قسريا، وللأسف شديد أعود لأتحدث عن مهنية ال بي بي سي التي دائما ما تصدعنا بها، فهل من المهنية أن تقوم الأستاذة (أورلا جيورين)، مراسلة ال BBC بالقاهرة، التي أعدت هذا التقرير وإستندت فيه إلى منظمة إخوانية مأجورة  مشبوهة ومشوهة، وهي (المفوضية التنسيقية المصرية للحقوق)، والذي يعمل فيها القيادي الإخواني الإرهابي محمد لطفى، حيث قام بالتنسيق مع الكوادر الإخوانية الذين يديرون قناة الجزيرة بلندن، وقام لطفي الإرهابي بإستقبال عبد المنعم أبو الفتوح الإرهابي ب (مطار هيثرو)، والذي قام الأول بترتيب إجراءات إقامته ب (فندق هيلتون إجور رود)، وأعد  ظهوره على القناة بتاريخ 11 فبراير 2018، وقاما الإرهابيان محمد لطفي وأبو الفتوح محورا الضلال، بترتيب محاور تضليل الرأي العام بحوارات تستمر وتستثمر ضد مصر، وبالفعل تم تنفيذ المخطط (الصهيوقطري)، (البريطاتركي)، (البريطاقطري)، (البريطاصهيوني)، عقب عودته لمصر بعدها بيومين، وتكرر السيناريو نفسه فى متابعة الملف الليبي والجزائري والسوداني.

قامت ال بي بي سي ببث فيلم وثائقي في فبراير 2018 بعنوان: (سحق المعارضة في مصر)، أعدته أورلا جويرين، زوجة  مايكل جورجي، المدير السابق لمكتب "رويترز" بالقاهرة عام 2015، المطلوب من جهات التحقيقات المصرية، بشأن تقرير مفبرك أعده في قضية الشاب الإيطالي ريجيني. وكذبت المراسلة  في تقريرها المشؤوم بتعرض الفتيات للتعذيب والإغتصاب داخل السجون المصرية، بعيدا عن المهنة والمهنية فهل هذا منطق؟، وأكدت المراسلة على إختفائهن قسرياً، وقدمت "زبيدة" نموذجاً، حيث إستشهد التقرير بتصريحات لأم زبيدة  التي أكدت تعرض إبنتها لذلك، وطالبت في التقرير معرفة مكان إحتجاز إبنتها، فهل هذا معقول؟، فخرجت إبنتها لتقوم بتكذيب أمها وتكذيب ال بي بي سي حيث ظهرت علي شاشات التلفزيون مع الإعلامي عمرو أديب بمنزلها، لتؤكد أنها تزوجت وأنجبت طفلاً وتعيش مع زوجها بمنطقة فيصل، وأنها تركت منزل أمها بعد رفضها الزواج ممن تحب، ثم خرج "محمد" شقيق زبيدة، ليفضح القناة ويكشف خداع BBC التي إستغلت فقر وجهل والدته وإغوائها بالأموال، حتي تقبل الظهور في هذا الفيديو المزعوم، وهو ما أكدته والدة زبيدة أمام النيابة، بأن مراسلة القناة هي من لقنتها هذا السيناريو.

وعقب هذه الفضيحة لهذه القناة، دعا الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للإستعلامات، المسئولين المصريين وقطاعات النخبة المصرية، لمقاطعة هيئة الإذاعة البريطانية، والإمتناع تماما عن إجراء أى مقابلات أو الإدلاء بأي أحاديث أو لقاءات إعلامية مع مراسليها أو محرريها، حتى يتم الإعتذار رسميا، ثم وجه المهني المحترف ضياء رشوان إحتجاجاً رسمياً على تقرير لشبكة (بى بى سي)، بشأن تغطيتها لحادث (إشتباكات الواحات)، وتم تسليمهما لمديرة المكتب فى القاهرة صفاء فيصل، عن طريق مدير عام المركز الصحفي للمراسلين الأجانب الأستاذ محمد إمام، بعد إستدعائها للقائه، هذا البيان الذي فند فيه الدكتور ضياء أكاذيب وإدعاءات الشبكة الموقرة بشأن الأوضاع السياسية والإجتماعية فى مصر، وأوضاع السجون وحقوق الإنسان وغيرها. 

كما أرسل رشوان بيانا جديدا قال فيه: إن الهيئة العامة للإستعلام المصرية بذلت طوال ما يزيد على عام كامل جهوداً حثيثة وجادة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي"، سواء عبر مكتبها بالقاهرة أو مركزها الرئيسى بلندن، من أجل التوصل لإلتزامها فى تغطياتها للشئون المصرية بالموضوعية والحياد والقواعد المهنية الإعلامية المستقر عليها دولياً، بل والقواعد المهنية التى تدعى بى بى سى أنها تلزم نفسها بها، وطالب رشوان هيئة الإذاعة البريطانية بتقديم إعتذار رسمي فوري بنفس الطريقة التي بُثّ ونُشر بها التقرير التحريضي المسيء، عن الأخطاء المهنية الفادحة التي نشرتها، والإتهامات الغير المؤسسة على وقائع أو معلومات صحيحة، والترويج للمحرضين على العنف والقتل، تأكيدا أنها دائما ما تحيد وتنحدر عن معايير الإعلام الدولي وميثاق الشرف الإعلامى المألوف، كما طالبت الهيئة المصرية للإستعلامات، إتخاذ كل ما هو لازم من إجراءات مهنية وإدارية لتصحيح ما ورد به من أخطاء وتجاوزات، بحق مصر والمصريين.

وأكدت الهيئة العامة للإستعلامات أنها سوف تتابع عن كثب وعلى مدار الساعة كل التطورات المتعلقة بهذا النشر المؤسف من جانب "بي بي سي"، واضعة في إعتبارها كل البدائل التي تتيحها لها القوانين المصرية في تنظيم عمل المراسلين الأجانب بالبلاد ضمن القواعد والمعايير المهنية الدولية.

جدير بالذكر أن ال بي بي سي بعد هذه الجهودات والمجهودات من قبل هيئة الإستعلامات، إلتزمت لعدة أشهر فقط بهذه المعايير فى تغطياتها للأوضاع المصرية، ثم مالبثت أن عادت إلى عهدها القديم وهوايتها التي تمارسها لتكون مدرسة في اللامهنية بدلا من أن تكون صرحا مهنيا عملاقا. 

أحب أن أطرح سؤالا على قرائي ومتابعي وأصدقائي الأعزاء، هل تعرفون هذا الإسم (إسلام جاويش)؟ سأجيبكم ولا عجب، لقد إستعانت القناة المذكورة كثيرا أعلاه، والتي سوف تذكر أدناه، وستظل تذكر في لائحة القنوات التي لا تتبع المعايير المهنية طبقا للوائح الدولية، إستعانت بهذا العنصر الإرهابي للعمل لديها، إسلام جاويش المحكوم عليه بالسجن 5 سنوات فى مصر، هل هذا طبيعي؟ هل هذا منطقي؟ هل هذا معقول؟.

لقد إعتادت شبكة بى بى سى إتباع سياسات معادية ضد جميع الدول العربية وعلى رأسها مصر، وخصوصا أن مصر منطقة إستراتيجية وهادفة وهامة، والوطن العربي كله ولاسيما الخليج يخدم مطامعها فى الثروات الطبيعية مثل الغاز والبترول، فدائما ما تتحدث (بى بى سى) عن حقوق الإنسان فى السعودية بشكل معادى بجانب الدور البريطاني فى اليمن، والتي إستطاعت من خلال تغطيتها الإعلامية على الإحباط من محاولات الحل السياسى، وأيضا معالجتها للأحداث فى العراق وسوريا، حيث أثبتت تقارير أن مراسلي البي بي سي فبركوا تحقيقات تخص الوضع فى هذه الدول مما أجج الصراع وزاد الطين بلة.

وبعد أن نجحت مصر، ونجحت القيادة السياسية بقيادة الزعيم عبد الفتاح السيسي بالخروج بمصر إلى بر الأمن والأمان، لم يهدأ لهذه القناة بالا، بل زادت حرارتها، وتأججت نارها، وإشتعل لهيبها، فقامت للأسف الشديد، بتخصيص حلقة فقط لإهانة الشعب المصري، الذي وقف بجوار رئيسه في محنتها، ووجهت للشعب المصري بأكمله ألفاظا وعبارات لا تليق بشعب متحضر صاحب تاريخ وحضارة مثل الشعب المصري، ودلست علي جميع مشاهديها، وروجت لجميع الأفكار الإرهابية والداعشية والإخوانية والحمساوية بشكل سافر يستوجب المحاكمة، كذلك خالف البرنامج معايير المهنة المعروفة دوليا، وخالفت المعايير التي تنادي القناة نفسها بإتباعها، وكانت حريصة على تشويه القيادة السياسية في شخص الزعيم السيسي، وصممت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" إلا أن تواصل مسلسل الهجوم على مصر، وبثت أخبارا مفبركة ومأخوذة من قنوات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، زعموا من خلالها وجود مظاهرات في مصر، وأسموها بـ"إنتفاضة" كذلك حملة "إنت مش لوحدك" التي أطلقها إعلام الجماعة الإرهابية عبر منابرها الإعلامية من تركيا وقطر، وعلى الفور قام ناشطون بجميع مواقع التواصل الإجتماعي فى رد سريع على ال بي بي سي، فقاموا بتدشين هشتاج "إطمن ياسيسي إنت مش لوحدك".

وفي عام 2016 قامت هذه القناة فبثت فيلما وثائقيا كاذبا ملفقا، بعنوان "موت في الخدمة"، فيلم خيالي عن تعذيب الجنود، قالت فيه أن جنودا من الأمن المركزي المصري، تعرضوا للإساءة من رؤسائهم، فوصل الأمر بهذه القناة التي تتدعي المهنية علي حد زعمهم إلي قتل البعض من هؤلاء الجنود، (فيلم هندي)، هل يصدقه عاقل؟، ثم إدعت أنها حصلت على أدلة قاطعة على تعرض هؤلاء المجندين لأسوأ معاملة، وقامت القناة بنقل روايات كاذبة ملفقة علي لسان أشخاص وزويهم وصفتهم بالمجندين، بهدف الإساءة لمصر وشرطة مصر وجيش مصر، وبالطبع جميع المؤسسات الصحفية والإعلامية لم تتقبل هذا الفيلم السينمائي الهندي لأنه (غير معقول، وغير منطقي)، فكانت المغالاة فيه واضحة وضوح الشمس من حيث التلفيق والكذب، فلم يجد رواجاً إلا  في قنوات ومواقع إعلام الإخوان الإرهابية، وتدبيرات عزام التميمى وغيره. 

وقعت الـ بي بي سي في سقطة مهنية خلال تغطية حادث إشتباكات الواحات الذي وقع في 20 أكتوبر 2017، والذي راح ضحيته 16 ضابطا  ومجندا، حيث بثت القناة أن عدد الشهداء من قوات الشرطة بلغ 52 شهيدًا منهم 18 ضابطاً، وذلك إستنادا إلى ما أسمته بمصادر أمنية لم تحددها، ودلست  الـ BBC علي بيان وزارة الداخلية الصادر بشأن تلك الواقعة حيث قالت نصاً: "العناصر التي وصفتها بالإرهابية"، أي وزارة الداخلية، وهو ما يعد تلاعبًا بنص منقول يتحمل قائله مسئوليته، كما يوحي هذا أنها  لا توافق على وصف هذه العناصر الإجرامية بالإرهابية، فضلا عن الأرقام المغلوطة عن أعداد الشهداء، وتعمدها وصف الإرهابيين بالجهاديين، وعدم هجومها على العمليات الإرهابية التى تقوم بها تلك العناصر المتطرفة، بل تتجه طريق تغطيتها للأحداث الإرهابية وكأنها تحتفى بها، ثم عدم إعتمادها على الإحصائيات الرسمية، وتركيزها على الحصول على تصريحات من العناصر الإخوانية الذين يهاجمون مصر، ثم تنشر عبر صفحتها دعوات الإخوان للتحريض ضد مصر، فقامت الهيئة العامة للإستعلامات بتوجيه إحتجاج شديد اللهجة إلى الشبكة، ونجحت الهيئة المصرية برئاسة المحارب ضياء رشوان في تراجع BBC عن تلك التغطية ونشرت أرقام الداخلية عن شهداء الواحات.

لقد سقط القناع عنها كما سقطت كثير من الأقنعة عن بعض القنوات الإخبارية مثل الجزيرة التي كانت تتدعي الفضل والفضيلة، وتدعي الشرف وهي بلا شرف، أرجو متابعة مقالاتي عن قناة الجزيرة تحت عناوين: (قناة الجزيرة تمارس الدعارة وتضاجع الشيطان – قناة الجزيرة إعارة علمية أم دعارة إعلامية – قناة الجزيرة والخطايا العشر – قناة الجزيرة وتهمة الخيانة العظمى – الجزيرة أكثر صهيونية من الإعلام الصهيوني – أحمد منصور شاهد على الخيانة – أحمد منصور وقاحة بلا حدود)، وأما عن القناة موضوع المقال، ولمن لا يعرف الوجة الحقيقي ل BBC، وكيف لقناة كبيرة بحجمها، أن تعمل جاهدة غلى فبركة أخبار ونشر معلومات خاطئة مغلوطة، وما هي الشخصيات الضالة المضللة، الكاذبة الكذوبة، التي تبني عليها قواعدها في اللامهنية، وتعتمد عليها في نقل الأخبار الغير صحيحة التي تخص مصر والدول العربية. 

على سبيل المثال من مليون مثال، فقد أعلنت خبراً مغلوطا عن دعوات للتظاهر، وكان مصدر خبرها فقط من أكونت على تويتر لإعلامي هارب من أحكام قضائية، إعتاد متعمدا نشر الإشاعات والضلالات والأكاذيب من خلال حسابه بتويتر، وباقي وسائل السوشيال ميديا، لكن واقع الأمر، والحقيقة التي لا تقبل مجالا للشك، هي أن الشارع المصري يعيش حالة من الإستقرار الأمني، في وقت يعيش فيه جميع مراسلين القناة نفسها بالقاهرة، داخل القطر المصري، وكان أولى بهم أن يستقوا معلوماتهم من مراسليهم بدلا من أعضاء جماعة إرهابية، على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي، حيث لجأ التقرير إلى المقولة النمطية المعتادة لتمرير فيديوهات إعلام الإخوان الكاذبة، وهي أن "بي بي سي" لم تتأكد من صحة ما جاء بها، ويخالف هذا القواعد المهنية المستقرة عالميًا، والمهنية أن يقوم مكتب "بي بي سي" بمصر قبل بث التقرير بالتأكد عبر عشرات المراسلين المعتمدين به، من صحة ما جاء بهذه الفيديوهات من مظاهرات مزعومة، في المناطق التي ظهرت على شاشة قناتي الإخوان، ومن الواضح أن إمتناع مكتب "بي بي سي" بمصر عن القيام بهذه الخطوة المهنية الرئيسية والضرورية قبل إذاعة التقرير، يبدو متعمدًا ومطلوبًا لتأكيد صحة رواية قناتي الجماعة الإرهابية.

ومن ناحية أخرى، كان يمكن لـ "بي بي سي" إذا كانت تتوخي الحقيقة والدقة وتبحث عنهما، للتأكد من صحة مزاعم فيديوهات قناتي الإخوان، قبل تضمينها في تقريرها، أن تلجأ إلى ما يجمعه وينشره نحو 1500 مراسل أجنبي معتمد في مصر، من خلال المركز الصحفي بقيادة الأستاذ محمد إمام، حيث يمثلون قرابة 300 وسيلة صحفية وإعلامية، لم يشر واحد منها جميعًا إلى ما اختلقته فيديوهات الإخوان من مظاهرات مزعومة، لم يرها سواهم ولم تتم إعادة بثها وترويجها من وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة في مصر إلا "بي بي سي" فقط.

إضافة إلى أن التقرير قد إنحاز بصورة كاملة وفجة، في محتواه من حيث الكم والمضمون، لمزاعم وأكاذيب مذيعي جماعة الإخوان الإرهابية، لقد أفرد التقرير نحو 16 سطرًا لمؤيدي كذبة المظاهرات والهاشتاج الخاص بهم، بينما لم يفرد للرافضين له والرافعين لهاشتاج: "اطمن يا سيسي أنت مش لوحدك"، كذلك فقد وضع التقرير لمؤيدي هاشتاج الجماعة الإرهابية عدد 7 صور لحسابات تويتر خاصة بهم، بينما لم يضع لمؤيدي هاشتاج "اطمن يا سيسي" سوى 3 صور.

فضلا عن أن التقرير البريطاني قام بنشر صورة لنص مطول لحساب على تويتر، يحمل إسم "خيالي واسع"، وتوسع التقرير في سرد ما جاء به، رغم أن الأمر لا يحتاج إلى جهد لإدراك أنه حساب وهمي، فليس هناك شخص طبيعي اسمه "خيالي واسع"، ومعروف أن العالم كله اليوم يواجه بحسم ظاهرة الحسابات الوهمية التي يبث شخص واحد الآلاف منها للإيحاء بوجود إنتشار لأفكاره المضللة.

والأدهى من ذلك أن التقرير لا يحتوي على أي تعليق لأي مسئول مصري سواء لمعرفة وجهة نظره أو للتأكد من صحة ما جاء في فيديوهات قناتي الإخوان من مظاهرات مزعومة، ولم يشر التقرير إلى أنه حاول أن يسعى لهذا ولم يستطع القيام به نتيجة رفض هؤلاء المسئولين.

أيضا تجاهل التقرير تمامًا أن أحد مذيعي قناتي الإخوان في الفيديوهات التي تضمنها، هو الذي حرض علنًا على قتل رجال الشرطة المصريين في برنامجه التليفزيوني، بما يمثل مشاركة من "بي بي سي" في الترويج للعنف والدعوة للقتل ومن يقومون بهما، بما يخالف القوانين البريطانية والدولية وكل القواعد المهنية المستقرة عالميًا.

لا يمكن تبرير مثل هذا الترويج المتعمد والمسيس لمزاعم جماعات إرهابية بأنه مجرد عرض لما تتضمنه وسائل التواصل الإجتماعي، إستنادًا إلى أن هذا التقرير المسيء قد نشر في باب مخصص لهذا الغرض، فهذا تبرير مرفوض، حيث أصبح من المستقر عالميًا ضرورة إمتناع وسائل الإعلام في كل مكان من العالم الترويج لأفكار الإرهابيين ومزاعمهم، ولعل التعامل الدولي مع مزاعم إرهابي نيوزيلندا مؤخرًا يعد نموذجًا للتعامل مع مثل هذه الدعوات والمزاعم.

أعلن لكم أحد أطراف المؤامرة الإعلامية، أحد أزرع قناتي الجزيرة وال بي بي سي، اللتان تستقيان معلوماتهما منها وهي تلك المنظمة المشبوهة والتي تدعى (المفوضية التنسيقية المصرية)، التابعة فعليا لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تحاول على غير الحقيقة أن تتغطى برداء حقوق الإنسان، والتي تم تأسيسها في عام 2014، وهي الإمتداد والفرع المصري لما يسمي بـ (التنسيقية العالمية لدعم الحقوق والحريات)، التي تأسست في قطر في 2013 بقرار وهمي بما يسمي: (المؤتمر الدولي العام في ظل الإنقلاب علي إرادة الشعوب)، الذى إنعقد في اسطنبول يومي 25 و26 سبتمبر 2013.

وأحد أهم أضحوكات وألاعيب ومهازل هذه المنظمة المأجورة المشبوهة، قيامها بالتعاون مع منظمات مشبوهة مدعومة من الإخوان وقطر مثل العفو الدولية، فعزموا وعقدوا النية لمحاربة مصر ومؤسساتها وقضائها وإعلامها وجيشها وشرطتها، فأعلنت ال بي بي سي أن هناك تنفيذا جزافيا لأحكام الإعدام ضد متهمين قبل صدور أحكام قضائية رسمية نهائية على خلاف الواقع والحقيقة، وظهر فيما بعد زور وكذب وبهتان هذة الإدعاءات والأكاذيب، وإستكمالا لمسيرة الكذب والتدليس والإفك والضلال، فقاموا بمناشدة عدد من منظمات أجنبية بسرعة التدخل دون سرد وقائع حقيقية ورسمية، تشير إلى تنفيذ تلك الأحكام الصادرة بالإعدام دون سند قانوني.

المثير للجدل بل للغثيان، أن BBC للأسف الشديد ظلت على غير المهنية والحرفية الإعلامية حيث تعتمد على تلك المنظمة في معلوماتها، وإستغلال الأحداث السياسية وتنفيذ القرارات القضائية بشأن ضبط وإحضار العناصر الإخوانية المتهمة في قضايا إرهابية، وإدعت هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة، وهذه المنظمة المأجورة في بيانات لهما إعتقال هؤلاء العناصر الإرهابية خلافا للحقيقة والواقع، وبالطبع ليس بغريب على هذه المنظمة الإخوانية الإرهابية الموضوعة على قوائم المنظمات الإرهابية في العالم، أن تحتضن اللقاءات السرية التي تمت بين الإخواني الإرهابي عبد المنعم أبو الفتوح، بلندن بتاريخ 8 فبراير 2019، في إجتماع مشبوه ومشوه ضم القياديين الهاربين بتركيا (محمد جمال حشمت)، (حسام الدين عاطف الشاذلى)، وعضو التنظيم الدولي (لطفى السيد على محمد)، وإسمه الحركى (أبوعبدالرحمن محمد)، لوضع الخطوات التنفيذية للمخطط الجرثومي لبث السم في آذان المتلقي، وتحديد آليات التحرك في الأوساط السياسية والطلابية مستغلين المناخ السياسى المصاحب للإنتخابات الرئاسية التي جرت في 2018، واللعب بأذهان أناس وثقوا في مهنية ال بي بي سي و(آمنوا بها وأمنوا لها)، فكان عقابهم تشويه الفكر والذهن، ولكن المتلقي المصري والعربي الآن، أصبح على قدر كبير من الفهم والوعي مدركا ما تقوم به ال بي بي سي من مخططات تهدف أمن مصر والوطن العربي.

وبعد كل  خطأ مهني  لـ بي بي سي عندما تخطت فيه المعايير الدولية المتعارف عليها، يصحبه إعتذار شكلي من مسؤليها، ومع كل واقعة مُلفقة، تثبت تلك القناة صحة الإتهامات بأنها تعمل لصالح جماعات إرهابية، ويأتي دور الهيئة العامة للإستعلامات المصرية بقبول هذا الإعتذار الشكلي برحابة صدر، ونفس طيبة، وإحترافية عالية من الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئةً من منطلق تسهيل مهمة عمل المراسلين الأجانب ولكن.. لنقل الحقائق. 

ال "BBC" دائما ماتواصل التطاول علي مصر، فتستهدف عامدة متعمدة إختيار التوقيتات الحرجة والحساسة بعناية لبث سمومها، بهدف ضرب مصر، فتتعمد نشر الفتن والشائعات إما في وقت تشهد مصر فيه إستقرارا سياسياً واقتصادياً ونجاحات دبلوماسية دولية عالية المستوى، وإستثمارات عظمى، أو وقت إتخاذ قرارات هامة تتعلق بمصائر المصريين، وبالطبع كما تعلمون جميعا أن السواد الأعظم من صحفييها ومراسليها من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، أو من المنظمات المأجورة التي تدفع لها قطر والإخوان بمساندة من تركيا ومباركة من إيران، لذلك تستهدف أخبارهم المغرضة الدولة المصرية وإستقرارها الأمني والسياسي والإقتصادي، فلم تكتف بريطانيا بصنع وتأسيس الإخوان قبل 90 عاما، ومازال لديهم طموحات أن تهيمن الجماعة علي الشرق الأوسط ليحكموا هم من وراء حجاب. 

وتأتي ليلة الغضب على "BBC"، عندما قامت الشبكة الإخبارية بالتحريض ضد مصر، مما دفع المصريون لفضحها أكثر من فضائحها المتوالية وإخفاقاتها المتتالية، فطالبوا بغلق مكتبها فى القاهرة، بلاغات ضدها بتهمة التحريض ضد الدولة، وترويج هاشتاج "بى بى سى ولاد ستين" يتصدر "تويتر"، فانتفض المصريون ضد الهيئة البريطانية بعد تحريضها الواضح ضد الدولة المصرية، وتسييسها للأوضاع التى تشهدها مصر، فأظهرت القناة بوضوح شديد عداءها للمصريين ووقوفها بجانب جماعة الإخوان الإرهابية.

هذه الممارسات الإعلامية السافرة التي أنتهجتها وما زالت تنتهجها شبكة "بى بى سى"، دفعت بعض الإعلاميين للخروج والمطالبة بغلق مكتب الشبكة البريطانية فى مصر، بعد مواصلتها عرض فيديوهات مفبركة، وصناعة هاشتاجات جماعة الإخوان الإرهابية، التي تجاوزت حدود الإعلام المهنى، متفوقة على الجزيرة، محاولة أن تخترع إعلاما منحرفا يزرع الفرقة والنزاعات بين أبناء الشعب الواحد، وردد المصريون: «بريطانيا وأمريكا أغلقوا مكتب قناة روسيا اليوم، لأنها أذاعت تقارير تمس أمنهم»، لماذا لا تغلق مصر مكتب ال بي بي سي؟، وقالوا: لماذا تعتبر ال بي بي سي مصر شغلها الشاغل من بين 196 دولة، مرددين: «مش عايزين بى بى سى فى مصر«، وسوف يقوم الشعب المصري بدور الإعلام الحقيقى لأننا نقف بجوار دولتنا المصرية.

لذلك.. تقدم طارق محمود المحامى بالنقض والدستورية العليا، ببلاغ للنائب العام، رقم 4009 لسنة 2019 عرائض النائب العام، إتهم فيه ال BBC عربية، ومديرة مكتبها بالقاهرة نجلاء العمري بإهانة الشعب المصري، والإساءة إليه وسبه وقذفه بعبارات وألفاظ غير لائقة، من خلال برامجها التي تبثها، الأمر الذى يمثل جريمة سب وقذف فى حق الشعب المصرى.

كذلك أقام المحامي بالنقض والدستورية العليا سمير صبري، دعوى مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري، يطالب فيها بغلق مكتب "بي بي سي" في القاهرة، لتعمدها الإساءة والتحريض ضد البلاد، وذكر في بلاغه أن "بي بي سي" تتعمد الإساءة لمصر والتحريض ضدها، منذ أكثر من 70 عامًا، مستشهدًا في بلاغه بمواقف ضربت بها هيئة الإذاعة البريطانية المهنية والحيادية وكل المعايير الإعلامية عرض الحائط، موضحًا أنها تعبر عن وجهة نظر مموليها.

وذكر البلاغ الذي تقدم به سمير صبري، واقعة موثقة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث حمل البلاغ مقطع فيديو يرد فيه الزعيم على إهانات "بي بي سي"، التي كانت أحد أسلحة العدوان الثلاثي على مصر في 1956، حيث إستخدمتها بريطانيا للتحريض على مصر، وتشويه صورة جمال عبد الناصر، دون ذكر الجرائم التي إرتكبها العدوان في مدن القناة.

كما قامت لجنة الشكاوى التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، باتخاذ الإجراءات القانونية حيال قناة "بي بي سي"، والتي تشمل توجيه إنذار، وتوقيع غرامة 250 ألف جنيه أو ما يعادلها بالعملة الأجنبية لإتهامها بسب المصريين، وأكدت اللجنة التي ترأسها جمال شوقي، أنها عقدت 3 جلسات إستماع لمناقشة الشكوى ضد "بي بي سي"، وحمل تقرير اللجنة عبارات وألفاظ وإهانات خلال إحدى الحلقات المذاعة بالقناة موضوع الدراسة. 

شددت اللجنة أن هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" لم تستمر طويلًا في الإلتزام بهذه المعايير المهنية، حيث خرجت القناة عبر موقعها الإلكتروني في 23 مارس 2019، بل تعدتها إلى الترويج لوقائع مختلقة كاذبة لم تحدث إطلاقا في مصر، وحولت نفسها إلى "بوق دعاية" مثل قناة الجزيرة، ليس بالمعنى البلاغي بل بالمعنى الحرفي الصريح لوسائل الإعلام التابعة مباشرة لجماعة الإخوان المصنفة بالإرهابية في مصر وعدد من دول العالم، بما فيها بريطانيا التي صنفت حركتي "حسم" و"لواء الثورة" التابعتين للإخوان كحركتين إرهابيتين.

تلك القناة التي تغافلت عن عمد دورها الأساسي في نقل الحقيقة كما هي من مصادرها الرسمية، والأدهي من ذلك أنها تجاهلت البيانات الرسمية التي تخرج من الجهات الحكومية الرسمية موثقة بأرقام معلنة علي البوابة الإلكترونية للحكومة المصرية، والتي تبث من خلال الصفحات الرسمية للوزارات والهيئات.

وعن فضيحة طرد وإقالة وإستقالة مذيعي هيئة الإذاعة البريطانية، فحدث ولاحرج، ففي الوقت الذي ظلت تتشدق فيه هيئة الإذاعة البريطانية BBC بالإلتزام بالمعايير المهنية للمهنة، والدفاع عن الحريات، وحقوق الإنسان، فزادت سقطات القناة التى يشاهدها نحو 95% من البالغين والملايين حول العالم فى بريطانيا رغم إنحيازها الواضح للعنف والدمار، وبكل جراءة تعمل جاهدة على إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، ونشرت تقريرا تحدثت خلاله عن الصحافة والإعلام والديمقراطية والمهنية وحرية الصحفيين في التعبير عن أرائهم عند طرح موضوعات حرة وجادة، وبنهج أسلوب إزدواجية المعايير قامت ال BBC في الوقت نفسه، بإنهاء التعاقد مع المذيع داني بيكر، بعد  نشره تعليق جريء في تغريدة على تويتر، يتعلق بحفيد العائلة المالكة ببريطانيا.

ولم تكتف الهيئة بفصل المذيع البالغ من العمر 61 عاماً، الذي عمل بالقناة30  عاما متتالية، ثم قامت القتاة التي تتدعي المهنية بنشر خبر مهين للمذيع، لإرضاء العائلة البريطانية المالكة، عنوانه "طرد مذيع من شبكة بي بي سي بعد سخريته من ميجان وطفلها"، فوجد نفسه مطرودا من العمل بشكل تعسفي.

الأمثلة لا تعد ولا تحصى عن إنتهاكات ال بي بي سي لحقوق الإنسان والمهنة، حيث قررت المذيعة السورية (ديما عزالدين)، ترك العمل في قناة “بي بي سي”، بسبب خبر غير صحيح بثته القناة عن قصف مدينة حلب السورية، وقالت ديما عزالدين في منشور لها على حسابها في “فيسبوك”: “اليوم كان من المفترض أن أعود لشاشة (بي بي سي) بعد غياب عام، لم أعد ولن أعود، ثماني سنوات مع (بي بي سي) علمتني الكثير”، وأضافت: “في قلبي إمتنان ومودة للمعرفة التي وفرتها لي هذه المؤسسة، ولي فيها أصدقاء عمر، إنما في قلبي حسرة أيضا، فمن المفترض أن تكون المعايير التي أسست لهذه المؤسسة منذ عشرات السنين، جعلتها الرقم الصعب إعلاميا، إلا أن ذلك لم يحدث مع الأسف؛ لأن المعايير هذه لم تعد تطبق كما ينبغي”، وإختتمت الإعلامية السورية منشورها بالقول: “بالنهاية أخذت من الـ”بي بي سي” كل ما يشبهني ويشبه أصلها، واليوم تركتها، فلم تعد تشبهني، ولم أعد أشبهها، فرّقنا خبر بلادي الجريحة”.

وأثار مقطع فيديو لهذا الخبر تداولته مواقع التواصل الإجتماعي ما قالت إنه خبر “كاذب”، لعناوين نشرة إخبارية على “BBC عربي”، قال مذيعها إن 44 شخصا قتلوا في قصف لفصائل المعارضة لمناطق في حلب تحت سيطرة الحكومة، علما بأن القصف الذي تعرّضت له أحياءُ حلب، وأوقع مئات الضحايا بين قتلى ومصابين، نجم عن غارات مشتركة بين الجيش السوري وروسيا.

وبعد هجمة عنيفة تعرضت لها القناة في مواقع التواصل الإجتماعي، قدمت “بي بي سي” إعتذارها عن الخبر، وغردت في حسابها على “تويتر”: (تصحيح: تضمنت عناوين نشرة أخبار السابعة صباحا لتلفزيون بي بي سي لقطات لمناطق المعارضة في حلب على أنها تابعة للحكومة، نعتذر عن هذا الخطأ). ومن الفصل التعسفي، مرورا بالإنحراف عن المهنية، إلى التحرش، أشهر 3 سقطات لـBBC.. "باكر" طرد بسبب تعليقه على مولود الأمير هارى وميجان عبر تويتر، وأجور النساء المتدنية تتسبب فى ثورة عارمة للجنس الناعم بـ2017، و"هول" مذيع التحرش الجنسي.

وتأتي فضيحة الأجور المتدنية للنساء، فكانت أحد السقطات الأخرى وهى الثورة النسائية التى شهدتها هيئة الإذاعة البريطانية فى عام 2017، حيث دعت عددا من كبار المذيعات فى إدارة الهيئة إلى العمل فورا على سد فجوة الرواتب بين العاملين من الجنسين.

ويزيد راتب مقدم البرامج الأعلى دخلا فى (بي.بي.سي) خمس مرات عما تتقاضاه زميلته الأعلى دخلا فى نفس الهيئة، حيث يتقاضى 96 من مقدمى برامج الهواء فى (بى.بى.سى) رواتب لا تقل عن 150 ألف جنيه إسترليني (195555 دولارا) سنويا، وثلثا هذا العدد من الرجال ومعظمهم يتقاضون أكثر من النساء اللائى يقمن بنفس الأعمال. 

وشددت أكثر من 40 مذيعة فى رسالة إلى (تونى هول)، رئيس (بى.بى.سى): "قلت إنك ستسد فجوة الرواتب بحلول عام 2020 لكن (بى.بى.سى)، شهدت تمييزا فى الرواتب على مدى سنوات، نطالبك جميعا بالعمل فورا على ذلك"، وفى المقابل، فإن المرأة الأعلى دخلاً فى "بى بى سى" هي مذيعة البرامج الترفيهية (كلاوديا وينكلمان)، التى جنت أقل من نصف مليون جنيه إسترلينى نظير عملها في برنامج (ستريكتلى كوم دانسينج)، وغيره.

ولم تخلو سقطات القناة من التحرش، ففى عام 2013، إعترف المذيع الأشهر (ستيوارت هول)، في هيئة الإذاعة البريطانية، فى الـ83 من العمر بالإعتداء جنسيًا على 13 فتاة، تترواح أعمارهن ما بين 9 و17 عامًا، وقدمت جميع ضحايا (هول)، إفادات متطابقة ضده، حيث أن ستيورات أدلى بهذه الإعترافات أمام محكمة التاج بمدينة بريستون، وتم الكشف عنها بعدما رفعت القيود المفروضة على تغطية أخبار محاكمته، وإرتكب ستيورات الجرائم الجنسية هذه خلال الفترة ما بين عامى (1967 و1986)، وإستمعت المحكمة إلى أن (هول)، قام بالتحرش جنسيًا بصغيرة عمرها 9 سنوات، وفتاتين يترواح أعمارهن مابين 13، و 16 عاماً.

فأصبحت "بى بى سى" تتعامل بصفتها إحدى منصات تنظيم الإخوان الإرهابى، حيث تعبر عن ما تريده الجماعة وتنظيمها الدولى، وهو أمر لم يعد يحتاج إلى جهد كبير للتعرف عليه، وفى السابق كانت مثل هذه الشبكة تحاول أن تتعامل بدرجة ما من المهنية وتغطى على أهدافها، لكنها اليوم أصبحت تتخذ موقفًا عدائيًا لا يختلف عن قناة الجزيرة القطرية، وقنوات قطر التى تبث من تركيا أو لندن. بل أن هناك حلفًا بين الجزيرة و"بى بى سى"، يظهر فى تبادل نشر التقارير المشبوهة، وتبادل التعليق عليها من خلال خبراء (ملاكي) جاهزون لمهاجمة مصر، ولا توجد أى مادة إعلامية بها خط إيجابى واحد، متعنتين ومصرين على الإستمرار فى تبنى خط عدائى، وذلك لأن الشبكة تتبنى خطابا سياسيا وليس إعلامى، وتسييس المادة الإعلامية. 

فمن الواضح وضوح الشمس عندما تضطلع على شكل الضيوف، ونوعية المصادر والخبراء الوهميين الذين تستعين بهم قناة "بى بى سى"، فلا تجد صعوبة نهائيا في إكتشاف هذه النوعية الرخيصة من الضيوف، فتدهش عندما تجد شخصيات لديها إستعداد كامل لتبيع للقناة أى نوع من الكلام الذي تريده، وتختفى المهنية فى طريقة الإعداد، وطرح الأسئلة، وأنواع الخبراء التائهين ممن يقولون كلاما لا قيمة له ولا مهنية فيه. 

على سبيل المثال: إستضافت القناة واحدة يفترض أنها محررة إقتصادية، فسألتها المذيعة عن زيادة فى باب الأجور: كيف تدبر الوزارات الأجور من 270 مليار جنيه إلى 301 مليار جنيه بفارق أكثر من 30 مليارًا؟، فكانت إجابة المحللة الإقتصادية المحنكة: "أنا لا أعرف ولا أتذكر الرقم وأن هذا لا زيادة ولا حاجة ولا يعنينى، ثم تركت المحللة الصحفية الإقتصادية تعلن أن العلاوات لاتتجاوز واحدا فى المئة، وأنه لا علاوة ولا أجور ولا حاجة". اللافت للإنتباه أن الخبيرة التى جاءت بها شبكة "بى بى سى"، واضح أنها ليست لديها أدنى فكرة عن الإقتصاد، ولا عن الموازنة والأجور والأرقام ومع هذا تجلس بكل جهل وسطحية لتتحدث وتنفى أن تكون الأجور قد إرتفعت أو أن المواطن سعيد.

شبكة الـ"BBC" (أعيد وأكرر وأردد)، منصة عدائية ترى مصر عدوًا وتنحاز لكل ما تنحاز له جماعة الإخوان وحلفائها، ومثلما إحتضنت لندن قيادات الإرهاب التى أدانتهم أحكام القضاء، وساهمت فى قيام التنظيمات الإرهابية فى كل مكان، فقد كانت "بى بى سى" هى منصة الدعم الإعلامى لدعم الإرهاب، وتقوم بتلوين الأخبار ضاربة بالمهنية عرض الحائط. 

لقد أكد الكاتب والإعلامى الأردني (على الطراونة)، كبير المذيعين الأردنيين، الذي إقترب من «بى بى سى»، أنها ترفع كذبًا شعارات أنها ضد إثارة الفتن أو التحريض على العنف، وأن المتلقي هو هدفها الوحيد، ولكن بالمتابعة لنوافذ الإذاعة البريطانية تجد كل ما سبق شعارات فقط، بينما الحقيقة أن المحطة البريطانية تثير الفتن وتدعم الإرهاب وتنشر أخبارًا وتقارير موجهة.

وتجد خبراء الإعلام يرون أن "بى بى سى" تبدو خلال السنوات الأخيرة معبرة عن جزء كبير من أجندة قناة الجزيرة القطرية، وهناك بعض التقارير تشير إلى وجود علاقات تمويلية وتحالفية بدليل أن الجزيرة كثيرًا ما تقدم تغطيات بناءً على أخبار وتقارير مغسولة ومنحازة تعرضها "بى بى سى"، والعكس، مما يجعل هناك علاقة تعاون واضحة بين الطرفين. 

ولم تعد "BBC" تخفى إنحيازاتها الموجهه وتحالفها مع الجزيرة، ربما بناءً على طلب الممولين، لدرجة أنها توظف بعض المحرضين ممن إحترفوا برامج التحريض فى منصات قطر وتركيا، وهناك نماذج لمذيعين تنقلوا من "BBC" للجزيرة، ومن قنوات تركيا إلى "BBC"، وقد أعلن أحد الإرهابيين الإخواني، المذيع بقناة التحريض مكملين الإخوانية، أنه سينتقل إلى تجربة فى الإذاعة البريطانية الـ"بى بى سى"، بما يسعنى تطابق الأجندات بين التنظيم والمنصة.

فضائح كثيرة تشهدها "بى بى سى" خلال تغطيتها للأحداث المتعلقة بمصر والمنطقة العربية، حيث تتناول ما يحدث فى القضايا العربية من منظور أحادى فقط، فنجدها تستضيف طرف صراع مؤيد للإخوان فى ليبيا فى الصراع مع الجيش الليبي، وكذلك تأخذ وجهات نظر واحدة فقط ممن يسعون لإستمرار مشهد الفوضى، وتتعمد إبراز الأشياء غير الإيجابية التى تشهدها المنطقة، وتتعمد "بي بي سي" أن تتعامل مع قضايا أزمات المنطقة العربية على أساس أنها وحدها تمتلك الحقيقة، حيث ينخدع فيهم البعض ويرى أن بى بى سى تنشر أخبارا حقيقية ومعلومات موثوقة ولكن ما تنشره ليس له علاقة بالواقع أو بالحقيقة.

وتستخدم تنظيم الإخوان الإرهابى عن طريق إستضافة عناصره وترويج شائعات حول كثير من هذه الأزمات المشتعلة فى المنطقة وهي بهذه الطريقة تسعى لمحاصرة مصر من الغرب والجنوب حتى تعطل المساعى المصرية، لإنهاء أزمات السودان وليبيا، خصوصا أن بريطانيا لا تريد المشير خليفة حفتر، لهذا سنجد الأخبار السلبية والتشويه عن ليبيا، ولا تشير لأى إنتهاكات تقوم بها ميليشيات طرابلس الإرهابية ولا الخرق فى إتفاق الصهيرات ولا عجز حكومة الوفاق عن تحقيق الأمن وغيره الكثير، لذلك تتبنى خطابات تحريضية غير مهنية، فأصبحت بوقا آخر كقناة الجزيرة، وهذه من الأمور التي تضع علامات إستفهام كثيرة على هذا النهج وتلك الرؤية التى تسير فيه القناة.

ويبقي السؤال حول سر هجوم تلك القناة علي مصر، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين تناغما سياسيا ودبلوماسيا كبيرا، علما بأن هذه القناة حكومية، في الوقت الذي تدعي فيه هيئة الإذاعة البريطانية BBC إتباعها للمعايير المهنية في نشر معلوماتها وموضوعاتها، وتصدر للعالم صورة غير حقيقة لها من خلال نشر أكاذيب مغلوطة ومشبوهة تضلل به، "هؤلاء اللذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا".
الأمر يحتاج إلى أن تتقدم الجهات المسئولة بشكوى إلى الكيان التنظيمى المسئول عن الأخلاقيات والممارسات الإعلامية فى بريطانيا “ofcom”، وهو المسئول عن محاسبة ومراقبة الأداء الإعلامي الذي يعادل المجلس الأعلى للإعلام في مصر.
أختتم هذه الدراسة بقولي: ال بي بي سي ومائة ألف أو يزيدون مثلها، ومثل قناة الجزيرة من الأبواق المسيسة والمأجورة والمخالفة لكافة المعايير الدولية، لم ولن يستطيعوا تحريك شعرة واحدة في صدر مصر، لأن مصر أكبر من ذلك بكثير... تحدثوا وفبركوا وروجوا وزوروا كما تشاؤون فلن تنالوا منها حبة رمل واحدة، تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية، والشعب المصري جنود مجندون مستعدون للموت في سبيل مصر، وخير شاهد على ذلك: العدوان الثلاثي، و73 وغيرهم.

وأخيرا أحب أن أقول لل (بي بي سي والجزيرة والشرق ومكملين ورصد والإخوان)، وباقي الأبواق التابعة لقطر وتركيا وإيران وإسرائيل: تنشطون عند المصائب.. تنهشون لحم الوطن.. تتاجرون بالدماء والدين.. لا يمنع حقدكم وسمومكم حرمة الموت.. لستم آدميين ولستم بشرا.. أنتم لا تعلمون أنكم أكبر خطر على أنفسكم نتيجة الحماقة والغباء والجهل والعنصرية التي تتمتعون بها.. أنتم أعداء الإنسانية.. أعداء الدين والوطن.. أعداء الإسلام والسلام..  أعداء الأمن والأمان.. توشحتم بالشماتة وتبرأتم من إنسانيتكم.. أعمت الكراهية قلوبكم.. لم تترحموا على ضحايا وشهداء حوادث مصر والعرب.. ليس لدى قلوبكم رحمة للشهداء أو لأهاليهم، لديكم لزوجة تثير الغثيان، قماشتكم أصبحت مهترية، فيها تجريف بشع حدث لعقولكم، يامن تجردتم من إنسانيتكم أعطوا للحزن مساحة في أي مأساة، قبل أن تشهروا خناجر الشماتة والإتهام وإستغلال الحوادث سياسياً، الحوادث والعمليات الإرهابية التي هي أصلا من صنع أيديكم، إرحموا أنفسكم من أنفسكم.

الكاتب وباحث هذه الدراسة: مستشار بالسلك الدبلوماسي الأوروبي – المتحدث الرسمي بإسم النادي الدبلوماسي الدولي.