مصطفى محمد يكتب: حقًا إنه زمن «الملك»

ركن القراء

محسن مصبح
محسن مصبح


لا أعتقد أن أي متابع منصف لدوري الخليج العربي هذا الموسم، قد يختلف مع حقيقة أن الشارقة حصد درع دورينا عن جدارة واستحقاق بعد غياب دام 23 سنة، وأن « أوفى جمهور» الذي صبر وتحمل كثيرًا، يستحق هذه الفرحة الكبيرة.

بل إن حالة الزخم الممتعة التي صنعتها كتيبة عبدالعزيز العنبري في الوسط الرياضي، جعلت جميع أركان المنظومة الرياضية، بما فيها المنافسين، تسعد بهذه التجربة الوطنية المميزة وبعودة الملك الشرجاوي لمنصات التتويج من الباب الكبير مجددًا.

كيف عاد الشارقة من بعيد ؟ بالمشروع.. أكثر من مجرد لقب! 

منذ عامين، ألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، بحجرٍ في المياه الراكدة عندما وجه بدمج أكبر ناديين في الإماراة الباسمة.

ومن ثما تغير كل شيئ داخل جدران نادي الشارقة الرياضي، حيث جاء قرار الدمج بمثابة انطلاقة لتدشين مشروع رياضي فنيًا وإداريًا، بدأ منذ الموسم الماضي، قاده رئيس مجلس إدارة النادي اللواء سالم الشامسي ونائبه سعادة محمد بن هندي، ومعهما فريق إداري على قلب رجل واحد ومن أجل هدف واحد، وهو النجاح في تحقيق رؤية سمو الحاكم، سلطان الخير، لهذا الكيان، وبدعوات صادقة ومؤازرة مستمرة من القلب الكبير قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي.

وكانت أهم ملامح هذا المشروع، هي البناء على ما سبق انجازه من الإدارات السابقة للنادي، مما يمنحنا مؤشرًا إيجابيًا حول أهمية الأداء المؤسسي والقيمة المضافة لاستكمال العمل التراكمي الناجح، حيث أن القوام الأساسي لتشكيلة الفريق الفائز بالدوري 2018- 2019 هي من الشبان أبناء النادي الذين دربهم عبدالعزيز العنبري وحصدوا دوري الرديف منذ 3 سنوات. 

محسن مصبح - المونديالي
منح وجود السوبرمان في واجهة شركة كرة القدم حالة من الرضى والثقة لدى الشارع الرياضي، وخاصة جماهير الشارقة.
ولكن في رأيي، فإن الجانب الأهم لقيادة مصبح لإدارة كُلها من لاعبين سابقين من أبناء النادي، بالإضافة إلى الفوز باللقب، هو جعل قلعة « الملك » وجهة جاذبة للاعبين المواطنين المميزين، وهو مكسب غاية في الأهمية لمستقبل الفريق.

المايسترو العنبري
بمقايس علم كرة القدم، ما فعله عبدالعزيز العنبري يقترب من الاعجاز!
فنادرًا أن يفوز فريق ببطولة الدوري من دون امتلاكه لدكة بدلاء قوية، ومن دون اكتساب لاعبيه لخبرات وشخصية البطل الضرورية في هذا المستوى من المنافسة!
ربما يكون السر في مقولة السير أليكس فيرجسون: الهوية أولًا ثم يأتي كل شيئ.
فالعنبري منذ توليه المسؤولية الموسم الماضي لم يغير طريقته 4-2-3-1 بالنكهة الإيطالية، فثبت التشكيل وباغت جميع الفرق بدفاع المنطقة الضاغط والاعتماد على استغلال المساحات على الأطرف وعمق المنافس بالهجوم المرتد السريع، وشرع في هندسة التروس التي زينها ( بحبة الكريز ) إيجور كورنادو، أغلى صفقة في تاريخ الشارقة.
انظر إلى نجاعة المحور الرأسي المتماسك بداية من الحارس المتألق عادل الحوسني وأمامه القائد شاهين مرورًا بشكروف وماجد سرور في الوسط ثم المعلم إيجور، وعلى جانبية الجناحان الطائران سيف راشد وريان مينديز، وانتهاءً بماكينة الأهداف ويلتون سواريز.
ومن المؤكد أيضًا أن لذكاء العنبري في الاستفادة من توقفات وروزنامة هذا الموسم الاستثائي دورًا بارزًا في ما وصل إليه الفريق، وكذلك تعامله بواقعية في المنافسة على جبهة الدوري فقط، واستغلاله لكأس الخليج العربي في تجهيز قائمة الفريق من أجل الهدف الأهم وهو الدرع الغالي.
أوفى جمهور
من أجل أسعادهم كان الاجتهاد وبدعمهم رُسمت الصورة التاريخية المبهرة، وبفرحتهم اكتمل النجاح.
المستقبل.. عودة #الملك
ليس لدي شك في أن الملك عاد ليحكم لسنوات مقبلة، وصحيح النجاح صعب ولكن الحفاظ عليه أصعب، وبالتالي فالشارقة عليه أن يدرك أنه بحاجة لتحسينات وعمل كبير على صعيد التخطيط والدعم للفريق، إذا ما أراد البقاء ضمن أهل القمة.