"مدمن وكان بيسرقها".. "الفجر" تكشف القصة الكاملة لقاتل والدته بالهرم: "بيعني اللي ورايا واللي قدامي"

حوادث

بوابة الفجر


"أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ" و"وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، تلك الوصايا أشارت إليها جميع الأديان السماوية.. ولكن تجاهلها شاب بالهرم أقدم في حوالي 15 ثانية على تمزيق جسد أمه السيدة العجوز في الشارع وفي نهار رمضان أيضا، العجوز التي كانت تتمتع بالطيبة والمسامحة، ليرتكب هذا الشاب أبشع الجرائم التي هزت الشارع المصري في لحظة تناسى فيها الرحمة والإنسانية وخاصة مع أمه التي حملته 9 أشهر وهنا على وهن والتي قدمت له الكثير حتى يصبح رجلا، ولكن أصبح ذئبًا بشريا افترسها في النهاية.

حاولت السيدة الطيبة، هداية نجلها للطريق الصحيح بعد أن خاض طريق الشيطان والسرقة لشراء متعته من المخدرات، ولكن الشيطان كان قد سيطر عليه لينهي حياة أمه.

انتقلت "الفجر"، لمكان الحادث، لرؤية كيف تمت هذه الجريمة البشعة في سابع يوم من شهر رمضان الكريم، وسماع  شهود أهالي منطقة الكوم الأخضر بالهرم، وكانت تلك المفاجأت.

"بيعتني اللي ورايا واللي قدامي"..آخر كلمات للأم المقتولة
"كان معروفًا بأنه شخص حرامي وبيشرب مخدرات"،  بتلك الكلمات بدأ الحاج"م.ع" حديثه لـ"الفجر" وهو أحد سكان الشارع منذ 15 عامًا، ليضيف: "في حوالي الساعة العاشرة صباحًا، وكانت معظم محال الشارع مغلقة، استمعت لصوت استغاثة امرأة، تبلغ من العمر حوالي الـ64 عامًا تستغيث بأهالي الشارع، وعلى الفور أسرع إليها كل من سمع صوت استغاثتها، وعندما أقدموا إليها، كان الأمر قضي، وفارقت الحياة".

"بيعتني اللي ورايا واللي قدامي" و"روح أحلق واستحمى".. كانت تلك الكلمات الأخيرة للسيدة العجوز التي راحت ضحية لابنها الوحيد، التي استيقظت عليها صباحًا،  ليستكمل حديثه الحاج"م.ع": "استيقظت عقب صراخ تلك السيدة وهو تعلو بتلك الكلمات، في البداية لم أهتم بالأمر ولكن مع استمرار الاستغاثة ذهبت لأجد المتهم يمسك بسكين ويطعن امرأة حتى سدد لها 10 طعنات نافذة بواقع 7 في الصدر و3 في الظهر".

"كان بيسرق هدوم أمه وبيبيعها"
"كان بيسرق أمه"، بهذه الكلمات أكد الشاهد والدهشة تملأ وجهه أن الابن العاق كان يسرق والدته باستمرار: "عرفنا بعد وقوع الجريمة، وبأقوال من أصحاب المحلات أنه كان يأتي بالأدوات المنزلية وملابس والدته ويبيعها لأصحاب المحلات، وتأتي والدته بعد ذلك لتسترد تلك الأشياء وتسترجع المبلغ المالي ليقضي معيشتها.

 وتابع الحاج "م.ع": "على حسب شهود عيان، أنه في يوم الواقعة، جاءت السيدة صباحًا، كعادتها، لتسترجع أحد الأشياء التي تم بيعها بواسطة ابنها العاق، ولكن المحال كانت مغلقة، حتى نشب بينهما مشادة كلامية  لعدم استرجاع الأشياء ومنحه المال لشراء المخدرات ولكنها رفضت، سرعان ما تحول لشجار يقوم على إثره الشاب بتسديد عدة طعنات لوالدته في وسط الشارع، هذا ما شاهده بعض المارة من الشارع.

وأضاف: "رأيتها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة حاولت إنقاذها بعد طعنها بكثير من الطعنات، حتى أعطتها قليل من الماء، لتستعيد الحياة ولكن كانت فارقتها".

"ضربناه بالعصيان كتير علشان السكينة توقع من إيده"
 أما أحد الجيران "س.ا"، فقد ملأ وجهه علامات الدهشة والذهول، وهو يتساءل: "كيف لابن أن يقتل والدته، وفي أيام مباركة مثل هذا الشهر الكريم شهر رمضان، الذي يطالبنا بالبر والرحمة والتقوى".

واستطرد حديثه عن ذلك اليوم المشؤوم: "حاول  المتهم الهرب عقب قتلها، ولكن بمساعدة أهالي الشارع  قومنا بالإسراع عليه حتى لا يتمكن من الهرب، وكان يلوح بالسكينة الممسكة بيدها لكل من يقترب إليه حتى يهرب، فقومنا على الفور بملاحقته وضربه بعصا "شومة" كانت لدى أحد الأهالي، وسقطت السكين من يديه، وأمسكنا به وربطناه حتى نبلغ الشرطة والإسعاف.

"كانت يديه صلبة.. لا تقع السكين من يديه"، هذا على حد قول "س.ا"، الذي أكد أنه مع كثرة شرب المتهم للمخدرات كان لا يشعر بكثرة الضرب على يديه، حتى تسقط السكين من يديه تخوفًا من أن يأذي أي شخص بالمنطقة كان يلحق به لإمساكه.

"راحت غدر ابنها العاق".. والمخدرات "لحست عقله"
"حسبي الله ونعم الوكيل".. هكذا بدأت السيدة "ت.ا"، حديثها لـ"الفجر": "قومنا الصبح حوالي الساعة  العاشرة من صباح اليوم السابع من رمضان، على صرخات من أهالي الشارع الذي يقع بخلفنا من شارع الكوم الأخضر بالهرم"، مضيفة أن الأهالي حاولوا ينقذوها وكل الناس نزلت من بيوتها في الصباح لإنقاذها.

علامات الحزن والشفقة تملأ وجهها، متمتمه بكلمات "راحت غدر..ربنا يرحمها"، متابعة حديثها: نحن من أهالي المنطقة نقطن بخلف الشارع الذي وقعت فيه الجريمة، بقيت أنا وعائلتي نخاف ندخل الشارع، بسبب المنظر البشع الذي رأيناه، وتلك السيدة جثة هامدة على الأرض لا حول ولا قوة لها راحت بسبب ابنها العاق الذي يشرب  دائمًا المخدرات، "حتى لحست عقله"، على حد تعبيرها.

"كان بيسرق أمه..والست طيبة وغلبانة"
وعينيها تملأها الدموع وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة لتسترجع ليوم الواقعة، بدأت السيدة "أم.ش" تروي ما شاهدته: "كنت بعمل لدى فرشتي التي بسوق شارع الكوم الأخضر مقابل لشارع الفادي التي وقعت به الجريمة، كنت أول واحدة شوفته وهو بيقتلها قدام عيني، جريت بسرعة عشان ألحقها لأني أعرفها، وكانت بتجي دائمًا تشتري من عندي، وعلى سماع صراخي  تجمع أهالي الشارع.

"كانت ست طيبة وغلبانة في حالها"، أضافت السيدة "أم.ش"، مؤكدة أنها كانت على حد كبير بمعرفتها، ولكن يوم الواقعة أكتشفت أن هذا ابنها، فاسترجعت في ذاكرتها مشاهد كثيرة، حيث كان دائمًا هذا الشاب يأتي لمكان عملها ولدية عباءات وملابس كثيرة، يريد بيعها، وكانت تبدو هذة الملابس قديمة، مضيفة: "مش بوافق أخذهم لأني معرفش جايبهم منين، وسمعت قبل ذلك من أهالي المنطقة أنه سارق يأتي لمحال كثيرة بالمنطقة ليبيع تلك الأشياء".

بداية الوقعة
بداية الواقعة،كان قد تم إخطار اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، بمقتل سيدة على يد نجلها في الهرم، وانتقلت قوات الأمن إلى مكان الواقعة، وتبين من خلال المعاينة التي جرت بمعرفة ضباط قطاع مباحث غرب الجيزة، والهرم، تحت إشراف اللواء محمد الألفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، أن الجثة التي عثر عليها لسيدة مصابة بطعنات في الصدر والرقبة، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها.

وعقب الانتهاء من مناظرة الجثة، ناقش ضباط المباحث، عددا من الجيران وأسرة المجني عليها الذين قرروا وجود خلافات بين الأم ونجلها، وأن مشاجرة نشبت بينهما انتهت بجريمة القتل، بعدما حمل الأبن سكيًنا وسدد عدة طعنات في الرقبة والصدر لأمه أدت لمقتلها. 

وباشرت النيابة العامة التحقيق، وناظرت جثة المجني عليها، وقررت تشريحها لبيان أسباب الوفاة، وتحفظت على الكاميرات التي أظهرت الجريمة، وسجلتها منذ الشجار الذي وقع بين الاثنين حتى وقعت جريمة القتل. 

وأمرت النيابة بحبس المتهم والذي يدعى محمد عبدالعزيز، ويبلغ من العمر 44 عاما، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، المقترنة بالسرقة، وطلبت النيابة تحريات المباحث بشأن الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.