سجين فرنسي سابق بالدوحة: قطر لا تزال إمارة خطيرة تتبع سياسات العصور الوسطى

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر


عاد المقاول الفرنسي والسجين السابق في سجون الحمدين بالدوحة جون بيير مارونجو، للحديث عن تجربته المريرة، بعد أن قضى 1744 يوما في سجون قطر، عقب تعرضه للظلم من أحد أفراد الأسرة الحاكمة والمقرب من أمير قطر تميم بن حمد، كاشفا المزيد من جرائم الحمدين وانتهاكاته، وفقا لقطر يكليس.

 

وفي مقال لجون بيير مارونجو، الذي نشره على موقع ""أتلنتيكو" كشف المناضل الفرنسي الذي قبع في سجون قطر، المزيد حول علاقات بلاده مع قطر التي تعمقت منذ عام 2011، عندما تم شراء باريس سان جيرمان، من قبل أحد أغنى صناديق الثروة السيادية في العالم، وهو هيئة الاستثمار القطرية.

 

وتساءل مارونجو: "ماذا تعرف فرنسا عن هذا البلد حقًا؟ إنها تعلم أن قطر تستعد لتنظيم كأس العالم 2022، وتستقطب أعظم اللاعبين في عالم كرة القدم. وربما تعرف فرنسا أيضًا أن قطر افتتحت مؤخرًا متحفًا وطنيًا في العاصمة الدوحة، وهو إنجاز معماري، حسب ما يروج له القطريون.

 

وتابع: "ربما يعرف الآخرون AJ +، التي تنتج مقاطع فيديو قصيرة من المعلومات التي تبثها قناة الجزيرة، أداة الدعاية القطرية"، مشددا على أنه من الضروري ألا ننخدع وندع قطر تفوز بمعركة العلاقات العامة والترويج المزيف لها.

 

وأكد مارونجو أن هذه الإمارة الغنية، ليست سوى مخلفات أنظمة العصور الوسطى الإقطاعية، حيث العبودية الحديثة، وحيث تمتلك العائلة الثرية قوة القبضة الحديدية، مضيفا: "لنرى نظام الكفالة، الذي يُلزم العامل الأجنبي بأن يكون لديه كفيل محلي يتمتع بجميع الصلاحيات ضده، حتى حيازة جواز سفره، وهو نظام عبودية عفا عليه الزمن".

 

وأضاف المقاول الفرنسي السابق أن كل هذه الإجراءات، حولته من رائد أعمال ناجح إلى شخص خارج على القانون، وبين عشية وضحاها تم إغلاق حساباته المصرفية، وحُكم عليه بالسجن لعدد غير محدد من السنوات في قضية شيكات بدون رصيد، في ما لم يكن كل ذلك سوى محاكمة وهمية.

 

وتابع مارونجي: "أمضيت أربع سنوات وتسعة أشهر في سجن قطري، أو يمكنني القول 1744 يومًا في الجحيم، وأسوأ من ذلك، كنت أعاني من حالة من الشك.. الشك في مصيري وفي موعد الإفراج عني، ويأتي كل هذا في ظل أقصى قدر من اللامبالاة من جانب فرنسا، وطني، الذي يتعين عليه حماية أبناء شعبه".

 

وقال السجين الفرنسي السابق في سجون الحمدين إنه تجربته لا تزال غير معروفة اليوم لمعظم رفاقه الفرنسيين، متسائلا: "لكن كيف يمكن تفسير أن هذا الموقف الرهيب بقدر ما هو قبيح لم يؤد إلى صرخة إعلامية حقيقية؟ لا أفهم كيف لم تتبن أي جهة سياسية قضيتي؟ وبالتالي أدركت أن مصالح الدولة الاقتصادية والاستراتيجية والمالية قد انتصرت على مصيري؟".

 

ويشير مارونجو إلى أن فرنسا تحتفظ بعلاقة وثيقة مع الإمارة الصغيرة، كما يعفي القانون حتى المواطنين القطريين في فرنسا من الضرائب على المكاسب العقارية والمكاسب الرأسمالية،  هذا مجرد مثال واحد على العديد من الهدايا المقدمة إلى هذه الإمارة الغنية.

 

واعتبر أنه من أجل جذب رؤوس الأموال إلى الاقتصاد الفرنسي، تخلت فرنسا تدريجيا عن سيادتها واستقلالها الذاتي لعدة سنوات، وأصبحت الآن أسيرة تحالف خطير مع النظام القطري.

 

ومنذ عدة أسابيع، ظهر كتاب "أوراق قطر" الاستقصائي الذي شارك في تأليفه الصحفيان جورج مالبرونو وكريستيان شيسنو حول شبكات التأثير القطرية في إسلام فرنسا.

 

ويوضح الكتاب كيف تسعى مؤسسة قطر غير الحكومية، إلى بث ثقافة إسلامية متطرفة، من خلال تمويل العديد من مشاريع المراكز الثقافية والمساجد، وذلك بما يتعارض مع القيم الجمهورية لفرنسا.

 

وقبل ختام مقاله تساءل مارونجو: "ماذا عن كل الأصوات التي تتعالى متهمة قطر بتمويل الإرهاب، الشيعي والسني؟ كل هذا يرجعنا إلى حقيقة واحدة وهي ضرورة محاربة هذه السياسة التوسعية المخيفة، ونأمل أن تتبع تصريحات الرئيس ماكرون الأخيرة بشأن التمويل الأجنبي بإجراءات ملموسة".

 

وقال: "نحن بحاجة إلى قياس خطر نظام مثل قطر، الذي يخفي نواياه السيئة من خلال التواصل اللين للغاية والقوة الناعمة".

 

وأضاف: "من واجبي أن أشارك تجربتي الصعبة لتنوير الفرنسيين حول حقيقة هذا البلد الذي يحكمه نظام استبدادي توسعي ولا يحترم سيادة القانون، نظام قادر على توقيع عقوبة السجن التعسفي للشرفاء".