ننشر كلمة البابا تواضروس في حفل استقباله بكنيسة العذراء والقديسة فيرينا بسويسرا

أقباط وكنائس

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني


قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في كلمته بحفل استقباله بكنيسة العذراء والقديسة فيرينا بزيورخ: أنا سعيد أن أسمع تاريخ الكنيسة وتاريخ الخدمة في هذه المدينة، وسعيد بكلمة نيافة الأنبا جابرييل أسقف الإيبارشية والكورال الجميل ،سعيد بحضوركم جميعًا وبوجودكم، ووجود سعادة السفير المصري بسويسرا، والضيوف الأعزاء الموجودين من بعض الكنائس، وأبنائنا الأحباء من إيبارشيات كثيرة، وحضور الآباء المطارنة والأساقفة ،وجود الكنيسة بالنسبة للأقباط له أدوار هامة جدًّا، دور تربوي ودور اجتماعي ودور وطني. 

تابع البابا تواضروس فى كلمته: الدور الأول، الدور التربوي، تساعد كل أب وأم على تربية أبنائهم بأن يشبعوا بالكنيسة، مثلما نعبر في الترنيمة الشهيرة "كنيستي كنيستي هي بيتي هي أمي هي سر فرح حياتي"، الكنيسة هي بيت وهي أم، وهذا هو الدور التربوي وهي سر فرح الإنسان عندما ينشأ في بيئة فرح فينشأ بنفسية سوية لأن غياب الفرح يجعل النفس تتعب، ووجود الفرح يجعل النفس تعيش بشكل سوي في المجتمع فالدور التربوي هام جدًّا ، وأقول لكل أب ولكل أم احرصوا أن ينشأ أبناؤكم في جو كنسي، لأن هو ده اللي هيحفظهم يطلعوا تربية متوازنة وفرحانين بحياتهم ولا ينسوا أصولهم ولغتهم العربية والقبطية التي نستخدمها في صلواتنا ولذلك توجد مدارس الأحد والاجتماعات هذا هو الدور التربوي.

تابع مضيفا: الدور الثاني، دور اجتماعي، أن كل انسان يعيش في الكنيسة يجب أن يكون له دور في المجتمع، يجب أن تعمل وتخدم حسب دورك الاجتماعي في المجتمع، لك دور فعال وسط المجتمع الذي تعيش فيه وهو شيء مهم جدًّا أن يشعر الإنسان أن لديه قدر من الإنجاز في المجتمع مهما كان العمل بسيطًا، عملكم هنا ووجودكم كأناس أمناء في العمل لكم مبادئ وعندكم تقاليد تحافظون عليها، اوعى تنسى مصريتك ووطنك، لأن مصر لها خصوصية في التاريخ وفي الجغرافيا وفي الطبيعة وفي الكتاب المقدس، وهذا وضع النعمة اللي ربنا أعطاها لنا أننا نشأنا على أرض مصر، اسم مصر والمصريين اتكرر ٧٠٠ مرة في الكتاب المقدس وهي أكثر بلد ذكرت في الكتاب المقدس.  

وأضاف: الدور الثالث، الدور الوطني، مصر وطن له خصوصية، مصر عبارة عن لوحة مربعة ١٠٠٠ × ١٠٠٠ كيلو في وسطها نهر النيل وضلعين هما البحر الأحمر والبحر المتوسط وضلعين من صحراء. وربنا جعلنا أن نعيش كلنا حول نهر النيل كلنا عايشين على مساحة ٨٪ من الأرض، وهذا جعل وحدة بيننا ونشرب من نهر النيل وأيضًا يعلمنا الاعتدال لأنه نهر هادئ يعلمنا روح الاعتدال لذلك فالمصري في تاريخه لا يعرف العنف، دائمًا هو من المعتدلين، وأيضًا علمنا شكل الوحدة كلنا نعيش بجانب بعضنا البعض لأن النهر يجمعنا. نهر النيل يتفرع لفرعين مثل رجل واقف ورافع يديه يصلي، فنهر النيل علمنا روح العبادة وأجدادنا تركوا لنا شيئين هما: مقابر، تعبيرًا عن الحياة القادمة، أو معابد، تعبيرًا عن روح العبادة، نهر النيل علمنا العبادة ونحن المصرين سواء الكنائس أو المساجد كلها حول نهر النيل في خصوصية لمصر.