طقوس وعادات غريبة لمسلمي الهند في رمضان.. تعرف عليها

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شهر رمضان في الهند، له طابع خاص، ويحتفل المسلمون بـ" شهر رمضان"، في الهند من خلال طقوس روحية يؤدونها خلالها فريضة الصيام ونافلة القيام كباقي المسلمين عبر العالم، لكنهم يتميزون بحسهم التضامني الكبير، حيث يأتون بالطعام إلى المساجد قبل أذان المغرب، ليتم توزيعه في وقت لاحق على الفقراء والمحتاجين، متمسكين بتقاليدهم الإسلامية في شهر رمضان؛ لأنه يميزهم عن بقية الطوائف الأخرى التي تمتليء بها الهند، حيث أن الاحتفال برمضان يبدأ باستطلاع الرؤية التي تحتل أهمية كبيرة عند الهنود المسلمين، ويخرج المسلمون للساحات العامة لاستطلاع هلال شهر رمضان، يرتدون أنظف الملابس، وتُحدد الرؤية من قبل الهيئات الشرعية للمسلمين، سواء كانت رؤية عينية أو حسابات فلكية.

وهنا تقدم "الفجر"، كيف يستقبل الهنود شهر رمضان الكريم ومظاهر الاحتفال به، وذلك عبر السطور التالية.

مائدة جماعية
ومن أبرز الطقوس الرمضانية المميزة في الهند، تجمع سكان كل حي في المسجد على طعام الإفطار، حيث يحضر كل فرد ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة الجماعية في المسجد.

ارتداء الطاقية
يحافظ أغلب المسلمين في الهند، على ارتداء الطاقية خصوصًا في رمضان، وتمتاز مائدة الإفطار في الهند بأطباق خاصة أبرزها أكلة "دهى بهدى" المكونة من الفلفل والجبن، وشربة "الغنجي" المكونة من دقيق الأرز واللحم والبهارات، ومشروب "الهريس" المكون من القمح واللحم والمرق والفلفل الحار، حيث يعتبر المشروب المفضل لدى الهنود في رمضان لأنه يمدهم بالطاقة والحيوية طيلة اليوم.

الغنجى
يزخر المطبخ الهندي بالعديد من وجبات الإفطار التي تميزه في الشهر الفضيل عن سائر الشعوب المسلمة، من أبرز أكلاته "الغنجي" وهي شوربة يعتقد الهنود في أنها تمنح الصائم قوة على تحمل ساعات الصيام الطويلة وكذلك تقيه من الظمأ، فمكوّنها الرئيسي دقيق الأرز مع القليل من اللحم وبعض البهارات فضلا عن الماء.

شراب الهرير
أما شراب "الهرير" فهو المشروب المحلي لشهر رمضان في الهند، إذ يفطر عليه الصائمون يوميا وهو عبارة عن مزيج من الحليب والسكر واللوز، ولا تغيب الفواكه بأنواعها المختلفة عن مائدة الإفطار الهندية طوال أيام الشهر الفضيل، وبخاصة التمر والبرتقال والعنب.

وجبة الإفطار
ووجبة الإفطار بين المسلمين في الهند تتم على مرحلتين رئيسيتين بعد كسر الصيام بالتمر واللبن وبعض المشروبات الخفيفة، فالكل يذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، وإن كان البعض يُفضل أخذ هذه الأشياء من منزله إلى المسجد ويكسر الصيام مع المصلين، ويتناول الجميع هذه الأشياء بعد الأذان مباشرة، ثم تقام الصلاة، وبعدها يذهب كل حسب وجهته لتناول الإفطار. 

الصلاة للرجال
والصلاة غالباُ تكون قاصرة على الرجال، وفي كل أجزاء الهند يمكن مشاهدة المسلمين الذين يرتدون زي "كورتا باجاما" التقليدي وغطاء الرأس في طريقهم إلى أقرب مسجد، ولا سيما صلاة العصر والعشاء، وهذا الإفطار يعتبر الوجبة الخفيفة الأولى، وبالنسبة لما يتناوله المرء عند الإفطار، يختلف الأمر من منطقة لأخرى.

الوجبة الرئيسية
أما الوجبة الرئيسية فتكون بعد صلاة التراويح، وهي عبارة عن اللحوم والأرز والخضراوات والخبز، وأطباق المطبخ الهندي الشهية من برياني وقورمة وكباب وكفته وتندوري وغير ذلك من الأطباق الشهيرة، ولوجبة الـ"حليم" أهمية خاصة في رمضان؛ وهي عبارة عن اللحم المطهو مع حبات القمح لمدة لا تقل عن ثماني ساعات.

سحور رمضان في الهند 
ويحافظ غالبية المسلمين هناك على سنة السحور، ومن معتاد طعامهم فيه "الأرز" و"الخبز" وهو غذاؤهم الرئيس، ويطبخ إلى جانب أنواع أخرى من الطعام، إضافة إلى "الخبز" و"الإدام".

وينشغل المسلم بالعبادة ثم يستريح لحين موعد السحور، ووجبة السحورأو "سحري" ليست كما عندنا وجبة خفيفة، بل تُطهى فيها الأطعمة الهندية السابقة، حيث تقوم المرأة قبل الموعد بساعة لتجهيز السحور، ثم يذهب المسلمون إلى المساجد لأداء صلاة الفجر، وبعدها ينامون إلي أن يحين موعد أعمالهم، حيث لا توجد ساعات عمل مختلفة في رمضان عن غيره من الشهور، وساعات العمل في الهند طويلة تبدأ من الساعة الثامنة حتى الساعة الخامسة مساء بينها وقفة لمدة ساعة.

المسحراتي 
وشخصية "المسحراتي"، لا تزال تؤدي دورها على أتم وجه عند مسلمي الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِّل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والأعطيات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم.

سيارات ميكروفونات
وتجهز سيارات بميكروفونات للطواف بالأحياء الاسلامية في المدن الكبرى لإيقاظ الناس لتناول السحور، وهذا لا يعني عدم وجود "المسحراتي"، فهو لا يزال يؤدي دوره على أتم وجه في المناطق الريفية؛ وللجمعة الأخيرة "جمعة الوداع" منزلة خاصة، حيث يذهب الجميع إلى المسجد مبكراً، وقد ارتدوا أفضل الثياب.

سنة الاعتكاف
والمسلمون في الهند يحافظون على سنة الاعتكاف، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان؛ وهم يولون عناية خاصة بليلة القدر على وجه أخص، وهي عندهم ليلة السابع والعشرين، وهم يستعدون لإحياء هذه الليلة بالاغتسال والتنظف ولبس أحسن الثياب، وربما لبس بعضهم الجديد من الثياب، احتفاءً بهذه الليلة، وتقديرًا لمكانتها.

جدير بالذكر أن الإسلام دخل بلاد الهند قبل 11 قرنًا، أي في حوالي القرن الـ13 الميلادي، واستمر المسلمون في حكم الهند لمدة تقارب الـ 800 عام انتهت ببدء الاستعمار البريطاني للبلاد، وقد خلف المسلمون في الهند تراثا علميا وفكريا ومعماريا بارزا أثر في الحضارة الهندية عامة.