حكاية شارع.. "لاظوغلي" شبيه السقا ومنفذ مذبحة المماليك ورئيس مخابرات محمد علي باشا

أخبار مصر

بوابة الفجر


شوارع القاهرة ومدلاولات أسمائها، ذات أبعاد تاريخية وعمق يحكي تاريخ مصر وحلقات حضراتها المتتالية، ولكل شارع حكاية فمن حارة السقايين إلى شارع شامبليون، ومن درب البرابرة إلى ميدان لاظوغلي لكل منهم حكاية ومعنى. 

واليوم يكشف لنا شريف فوزي منسق عام شارع المعز لدين الله الفاطمي، عن سر تسمية ميدان وشارع لاظوغلي بهذا الاسم، ومن السبب في التسمية. 

يقول فوزي في تصريحات لبوابة الفجر الإلكترونية، إن لاظ أوغلي باشا اسمه الحقيقي، محمد لاظ، أما أوغلو فهي كلمة تركية تعني الإبن أي أن اسمه هو محمد ابن لاظ، وقد جاء إلي مصر برفقة محمد علي باشا في القرن الـ 18 مع نهاية الحملة الفرنسية وبداية القرن الـ 19، وأنعم عليه محمد علي باشا برتبة "كتخدا"، أي نائب محمد علي باشا، ومنصبه يأتي بعده مباشرة في الأهمية بإدارة شئون الدولة والدواوين. 

وأضاف فوزي أنه في عام 1808 كلفه محمد علي باشا بمنصب رئيس الدواوين وتعادل منصب رئيس الوزراء حاليًا وظل في منصبه هذا لمدة 15 عامًا، وتوفي في رمضان عام 1828 م. 

وأشار أنه من المعروف أن لاظ أوغلي كان موضع سر لمحمد علي باشا، فمذبحة القلعة الشهيرة عام 1811 م، لم يكن يعلم بها من رجال محمد علي سوي أربعة رجال أحدهم محمد لاظ أوغلي، والذي شارك فيها مع صالح قوش وهو قائد الجند الذي أمر بإغلاق باب العزب وصعود الجنود الأرناؤوط إلي التلال أو الصخور علي جانبي الطريق المؤدي إلي باب العزب بالقلعة وأمرهم بقتل المماليك، ثم بعد ذلك خرج محمد لاظ أوغلو وأجهز علي البقية الباقية من المماليك. 

وأضاف فوزي أن لاظ لم يكن يتولي رئاسة الدواوين فقط لدى محمد علي بل كان رئيس جهاز أشبه بالجهاز الأمني السري لمحمد علي، وكان يكلف الجواسيس بالتنكر لدخول البيوت والمقاهي لمعرفة أخبار الناس وكان يتم تسليم الرسائل والمعلومات الخاصة بهذه الأسرار عن طريق سيدة تسكن في بيت لها بالسيدة زينب، وتتلقي تلك الخطابات وتقوم بالتبعية بإرسالها إلي محمد لاظ أوغلو باشا في القلعة 

تمثاله في ميدان لاظوغلي: 

وعن ميدان لاظوغلي باشا قال فوزي إن اسم الميدان الأصلي كان الناصرية، وفي عام 1869 أراد الخديوي إسماعيل تكريم محمد لاظ أوغلو، بصنع تمثال له، فكلف محافظ القاهرة أحمد باشا الدرمللي بعمل التمثال. 

وختم فوزي كلماته قائلًا إنه أثناء سير محمد باشا ثابت وزير المعارف في خان الخليلي، قابل أحد السقايين ولاحظ الشبه الشديد بينه وبين محمد لاظ أوغلو، وبالفعل طلبوا السقا وألبسوه ملابس تشبه تماما ملابس محمد لاظ أوغلو، وقاموا بالتقاط صورة له وأرسلوا الصورة إلي جاكمار المثال الفرنسي العظيم والذي قام بنحت التمثال، ومن التماثيل التي نحتها جاكمار في القاهرة أسدي قصر النيل وتمثال سليمان باشا الفرنساوي، وتم عمل قاعدة تمثال لاظ أوغلو سنة 1893 م ووضع عليه التمثال ولم يلحق عصر الخديوي إسماعيل ولحق عصر عباس حلمي الثاني وتم نصب التمثال في عهده.