كيف يكافح الصوم مرض السرطان ويساعد في علاجه؟

السعودية

بوابة الفجر


السرطان من أخطر الأمراض التي واجهت الإنسان وقهرته في العقود الأخيرة، فبحسب منظمة الصحة العالمية يعد "السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم، وقد حصد في عام 2015 أرواح 8.8 ملايين شخص، وتُعزى إليه وفاة واحدة تقريباً من أصل 6 وفيات على صعيد العالم"، وضخامة أعداد ضحايا السرطان مؤشر كافٍ عن مدى تحديه لواقع البشر ومستقبلهم، فمما ينتج السرطان؟ وما أنواعه؟ وهل هو قابل للعلاج؟ وما تأثير الصوم في علاج السرطان ومكافحته؟

مسببات المرض

ينشأ السرطان نتيجة التفاعل بين عوامل داخلية خاصة بالتركيب الجيني للإنسان، وأخرى خارجية تسمى "العوامل المادية المسرطنة" مثل الأشعة فوق البنفسجية، والأشعة المؤيّنة؛ والمواد الكيميائية المسرطنة، كالأسبستوس، ومكوّنات دخان التبغ، والزرنيخ الذي تلوث به مياه الشرب، وأنواع العدوى الناتجة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات، العدوى بفيروس التهاب الكبد B، ويتسبب السرطان وفقاً لمنظمة الصحة العالمية في "تحول الخلايا العادية إلى أخرى ورمية في عملية متعدّدة المراحل تتطور من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة".

ويلاحظ على مسببات السرطان ارتباطها بعوامل البيئة والنظام الغذائي للإنسان، وهما مما يستطيع الإنسان التعديل فيهما بما يحميه من التعرض للمرض، والعلاج منه إذا أصيب، فبحسب الإحصائيات الطبية "تحدث ثلث وفيات السرطان تقريباً بسبب عوامل الخطر السلوكية والغذائية المتمثلة في زيادة وزن الجسم وعدم تناول الفواكه والخضر بشكل كافٍ وقلّة النشاط البدني وتعاطي التبغ والكحول، وتدخين التبغ مسؤول عن 22 في المائة من وفيات السرطان"، وفي وسع الإنسان تجنيب نفسه ويلات الإصابة بالسرطان بالامتناع ومراعاة عوامل الخطر السلوكية.

الأنواع الأخطر

ويصيب السرطان كل أجزاء الجسم، لكن أخطر أنواعه هي: سرطان الرئة وسرطان الكبد وسرطان القولون والمستقيم وسرطان المعدة وسرطان السدي، وسرطان البروستاتا، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الفم، وتتسبب هذه الأنواع في وفاة الملايين من البشر سنوياً، ويرجع ذلك إلى خصائص مرض السرطان ومنها نموه وانتشاره السريع بوتيرة لا يمكن التحكم فيها، واكتشافه في مراحل متأخرة عادة، مما يقلل من فرص الشفاء منه.

ويجمع الأطباء المختصون على قابلية مرض السرطان للشفاء، وتزداد فرص الشفاء طردياً مع الكشف المبكر عن المرض وتتضاءل مع الكشف المتأخر عنه، ويرون أن "الكشف المبكر يؤدي إلى استجابة السرطان للعلاج الفعال، كما يؤدي إلى زيادة احتمال بقاء المصابين به على قيد الحياة وتقليل الأعراض الناجمة عنه وعلاجه بتكاليف أقل"، لا سيما أن علاجات السرطان تتوزع على الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.

إصلاح الخلل

وينسجم الصوم في تأثيراته مع أنظمة عمل الجسم ولا يتعارض معها، وتأخذ تأثيراته دائماً اتجاه تعزيز أداء وعمل وظائف الجسم وأجهزته، فبعد صيام أربعة أيام متتالية يتجدد جهاز المناعة في الجسم، ويستفيد مريض السرطان من تلك الميزة في مقاومة انتشار المرض، من التأثيرات المباشرة للصوم في معالجة السرطان والحد من انتشاره ما أثبته العلماء "من أن تقليل إمداد الجسم بالسعرات الحرارية عن طريق الطعام يُبطء عملية انقسام خلايا الجسم التي تجري باستمرار للحفاظ على حيوية الجسم، وهذا يعني أنه في حالة تكون خلايا سرطانية بالانقسام، فإن الصوم يمنح الجسم مدة زمنية أطول لإصلاح الخلل قبل أن يتفاقم الوضع وتتكون خلايا سرطانية أخرى".

ويساعد الصوم في مضاعفة فائدة العلاج الكيميائي، فقد أثبتت الدراسات أن الصوم يركز تأثير المواد الكيميائية على الخلايا السرطانية دون السليمة، فعادة ما يستهدف العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية والسليمة دون تمييز، ولكن الصوم بإضعافه للخلايا السرطانية من خلال منع السعرات الحرارية عنها، يمكن العلاج الكيميائي من القضاء عليها في حين يقوى الصوم الخلايا السليمة فلا تتأثر بالمواد الكيميائية، لذلك ينصح المختصين مرضى السرطان بالصوم قبل تعاطيهم للعلاج الكيميائي.