قصة مطاردة إلكترونية انتهت بمقتل أخطر إرهابي بداعش

عربي ودولي

أخطر إرهابي بداعش
أخطر إرهابي بداعش


كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن تفاصيل جديدة بشأن كيفية التعرف على الإرهابي في تنظيم "داعش" محمد إموازي، المعروف باسم "الجهادي جون"، الذي قتل في سوريا عام 2015.

 

واشتهر إموازي بفيديو مصور عام 2014 يظهر فيه وهو ملثم ويحمل خنجرا، بينما يجثو على ركبتيه أمامه المراسل الصحفي الأميركي جيمس فولي، قبل أن يذبحه، في مدينة الرقة شمالي سوريا، التي كانت تعتبر معقلا للتنظيم الإرهابي.

 

وذكرت الصحيفة أنه "مع وجود قليل من الأدلة لتحديد هوية القاتل جون، ركز محللو الاستخبارات البريطانية على لهجته، وحركة يده اليسرى التي كان يحمل فيها سكينا".

 

كما عمد رجال الاستخبارات البريطانية إلى تحليل وقفته ووضعية جسمه وملامح يده اليسرى، التي أظهرت تطابقا مع صور أرشيفية كانت تحتفظ بها الأجهزة الأمنية للموازي قبل سنوات من ذهابه إلى سوريا.

 

وقال روبرت هانيجان، المدير السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني: "لقد كنا في سباق لمعرفة هويته من خلال الدقيق في حجمه ويديه. لكن قبل كل شيء، كان ما يهمنا صوته، الذي جعل التعرف عليه سهلا للغاية".

 

وجاءت تصريحات هانييجان ضمن فيلم وثائقي سيتم بثه الأسبوع المقبل، ويتحدث فيه أيضا مجموعة من المسؤولين السابقين في مكافحة الإرهاب في الجيشين البريطاني والأميركي.

 

وذكر المسؤولون البريطانيون أن أجهزة الأمن لم تكن تعتبر إموازي "هدفا عسكريا كبيرا"، إلى حين قتله الصحفي فولي.

 

وأوضحوا أنه كان مجرد واحد من عدة مئات من المتشددين الذين فروا من بريطانيا إلى سوريا والعراق، للانضمام إلى "داعش".

 

وأصبح إموازي الذي قتل في عمر 29 عاما، وهو من شمال غربي لندن، محط اهتمام الاستخبارات البريطانية والأميركية، بعد أن ظهر في الإعلانات الدعائية للتنظيم المتطرف.

 

 وقبل فرار إموازي من بريطانيا، تم استجوابه عدة مرات من قبل ضباط المخابرات والشرطة، الذين حاولوا تجنيده كمخبر، وفق ريتشارد والتون الرئيس السابق لقيادة مكافحة الإرهاب في اسكتلندا.

 

وقال والتون: "لقد اقتربنا منه، وأردنا أن نمنحه الفرصة للعمل معنا والابتعاد عن الجماعات الإرهابية. هناك دائما خطورة للقيام بهذا، وتكون فرص النجاح في حدها الأدنى".

 

وفي غضون شهر من لقطات قتل الصحفي فولي، نشر "الجهادي جون" مقطعي فيديو آخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، قام فيهما بقطع رأس الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف وعامل الإغاثة البريطاني دافيد هينز.

 

وفي مساء 12 نوفمبر 2015، تلقى مسؤولو البنتاغون معلومات استخبارية عن تحركات إموازي، وأرسل الجيش طائرة دون طيار لمتابعة سيارته عن بعد، وبعد 45 دقيقة من القيادة خرج من السيارة.

 

وقال ستيف وارن، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في ذلك الوقت، الذي كان في مركز العمليات: "بسبب عتمة الليل، كنا نستخدم الأشعة تحت الحمراء. لا يمكنك رؤية وجهه، لكن يمكننا أن نرى تحركاته".

 

 وأوضح وارن أنه في غضون 15 ثانية، باغت صاروخ إموازي فأرداه قتيلا على الفور.