في ذكرى رحيله.. لماذا ترك الأديب أحمد حسن الزيات التدريس؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


اتسم بأسلوبه المميز، وكلماته السلسة، حتى أصبح من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي، فعالج في أدبه كثيرًا من الموضوعات السياسية والاجتماعية، واختير عضوا في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وفاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب، إنه الأديب العربي "أحمد حسن الزيات"، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم.

 

نشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة، تلقى تعليمه في كتاب قرية كفر دميرة التابعة لمركز طلخا بالدقهلية، فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة، ثم أرسل إلى أحد العلماء في القرية المجاورة ليتعلم القراءات السبع وأجادها في سنة واحدة.

 

التحق الزيات بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وظل فيه عشر سنوات، وتلقى في أثنائها علوم الدين واللغة العربية، إلا أنه كان يفضل الأدب، ولكن لم يكمل الزيات دراسته بالأزهر وإنما التحق بالجامعة الأهلية فكان يدرس بها مساء ويعمل صباحا بالتدريس في المدارس الأهلية.

 

ظل مؤسس مجلة الرسالة، والعضو في مجمع الخالدين فى القاهرة، يعمل بالمدارس الأهلية حتى اختارته الجامعة الأمريكية بالقاهرة رئيسًا للقسم العربي بها، وفي أثناء ذلك التحق بكلية الحقوق الفرنسية، وكانت الدراسة بها ليلاً، ومدتها ثلاث سنوات، أمضى منها سنتين في مصر، وقضى الثالثة في فرنسا حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة باريس.

 

رحلته للعراق

 

واستمر بالجامعة الأمريكية حتى اختير أستاذًا في دار المعلمين العالية ببغداد، ومكث هناك ثلاث سنوات، حفلت بالعمل الجاد، والاختلاط بالأدباء والشعراء العراقيين، وإلقاء المحاضرات.

 

هجر التدريس وتفرغ للصحافة

بعد عودة الزيات من بغداد، هجر التدريس، وتفرغ للصحافة والتأليف، وفكّر في إنشاء مجلة للأدب الراقي والفن الرفيع، وسانده في عزمه أصدقاؤه من لجنة التأليف والترجمة والنشر. وقد نجحت الرسالة في فترة صدورها، وأفسحت صفحاتها لإعلام الفكر والثقافة والأدب من أمثال العقاد، وأحمد أمين، ومحمد فريد أبو حديد، وأحمد زكي، ومصطفي عبد الرازق، حتى ظلت المجلة تؤدي رسالتها إلى أن احتجبت في 15 من فبراير 1953.

 

أعماله

 

وقدم الزيات، العديد من الأعمال والدراسات النقدية، التى تبقى من علامات النقد الأدبى العربى الحديث، وساهم فى تطور الحركة النقدية فى مصر بشكل كبير من خلال أعماله ومجلته، إذ ألف كتاب "تاريخ الأدب العربي، في أصول الأدب، الدفاع عن البلاغة، وحي الرسالة" وجمع فيه مقالاته وأبحاثه في مجلة الرسالة. ومن أعماله المترجمة من الفرنسية: "آلام فرتر" لغوته، رواية روفائيل للأديب الفرنسي لامارتين، بالإضافة لذلك له مجموعة قصصية بعنوان "من الأدب الفرنسي".