ننشر كلمة رئيس محكمة الجنايات عن إرهابي كنيسة مارمينا قبل النطق بالحكم

حوادث

المستشار محمد السعيد
المستشار محمد السعيد الشربيني - أرشيفية


القاضي:  نفسا بهذه الوحشية والقسوة لم تترك إلى المحكمة طريقا للرحمة ولكنها تركت طريقا للقصاص فقط

استهل المستشار محمد السعيد الشربيني، كلماته قبل النطق بالحكم في قضية كنيسة حلوان، بكلمات الذكر الحكيم، بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ"، مشيرا إلى أن هذه القضية بما فيها من أحداث ووقائع تجاوزت كل معاني الرحمة والإنسانية ازهقت فيها أرواح بريئة دون ذنبا أو جريما اقترفتها، فكان على المحكمة أن توجه فيها رسالتين الرسالة الأولى لأعداء الوطن الذين كانوا ولا يزالون إلى بث أسباب الصراع والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.

بسم الإسلام والمسيحية اقول ان الله سبحانه وتعالي امرنا ان نحافظ على دور العبادة، من مساجد وكنائس لما لها من قدسية فإن هدم الكنائس والعدوان عليها حرام شرعا لما فيها من ذكر الله، فلم نسمع على مر التاريخ خلال 15 عاما عن هدم او عدوان علي مسجد او كنيسة الا علي يد التتار

وتشير المحكمة الي ان هناك ايادي خفية تشعل نار الفتنة بين المسلمين والمسيحين، وتستخدم المرتزقة في العدوان على المساجد والكنائس، مثلما يفعل تنظيم داعش الارهابي من هدما وحرقا وانتهاك الاعراض ومثل ما تفعله التيارات المتشددة وهؤلاء وهؤلاء ابعد مايكونوا عن مباديء الرحمة السماوية.

ولذلك والمحكمة جزء من كيان المجتمع وضمير الوطن تناشد شعب مصر ان حافظوا علي وطنكم مصر بأرواحكم وفكركم الرشيد ولا تجعلوا مثل هؤلاء سبيلا للفرقة بينكم ومصر ان شاء الله في رباط الي يوم القيامة، واما عن الرسالة الثانية فهي عن القصاص وعقوبة الاعدام، فقال رب العزة "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ" ، والمشرع هو الله ورب الناس جميعا، فمن شرع القصاص هو الله عز وجل فقال "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ".

ان جريمة القتل مع سبق الاصرار والترصد بينة، ففقد ترك نفسه للشيطان الذي يرتدي ثوب الموعظ، وبعد ان خطط توجه لتنفيذ جريمته الاولي فقتل سائق بسكينا حتي فاضت روحه الي بارئها وسرق سيارته، وفي ديسمبر 2017 توجه لمحل العجايبي وقتل الشقيقين وشرع في قتل من حاولوا في انقاذهم، ثم توجه مسرعا لكنيسة مار مينا وفي طريقه قابل سيدة وما ان تبين حقيقتها حتي أطلق عليها النار وتركها غارقة في دمائها، وما ان وصل الي الكنيسة وشهد سيدتان تقفان على جانب الكنيسة حتي أطلق النار عليهما فأرداهم قتيلان، وما ان هب حارس الكنيسة حتي أطلق عليه النار فأرداه قتيلا، ثم أطلق النار على صاحب محل امام الكنيسة فقتله أيضا.

ان نفسا بهذه الوحشية والقسوة لم تترك الي المحكمة طريقا للرحمة ولكنها تركت طريقا للقصاص فقط

ولهذا وبعد الاطلاع علي الاوراق قررت المحكمة معاقبة إبراهيم اسماعيل اسماعيل مصطفي، عادل إمام محمد بالإعدام شنقا عما اسند اليهم، ومعاقبة محمد فتحي عكاشة، ومحمد اسماعيل اسماعيل، بالسجن المؤبد.

ومعاقبة ابراهيم الدسوقي، وسالم متولي سالم، وكارم ضيف عبدالرازق، وشوربجي محمد بالسجن المشدد 10 سنوات

و بالحبس مع الشغل لمدة 3 سنوات لكل من علاء الدين منصور حسن ابراهيم وطه عبدالتواب وقضت المحكمة ببراءة محمد عنتر ياسر عوض والزمت المحكوم عليهم بالمصروفات الجنائية واعتبار المحكوم عليهم بالاعدام ابراهيم اسماعيل وعادل امام ومحمد فتحي عكاشة ارهابين.
 
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد سعيد الشربينى وعضوية المستشارين وجدى عبد المنعم والدكتور على عمارة بسكرتارية أحمد مصطفى ووليد رشاد.

وكان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، أمر بإحالة 11 متهمًا للمحاكمة الجنائية في الواقعة المعروفة إعلاميًا بـ"أحداث كنيسة مار مينا العجايبي والبابا كيرلس السادس بحلوان"، لاتهامهم بتأسيس وتولي قيادة والانضمام لجماعة تكفيرية، وتمويل عناصرها، وقتل 9 مسيحيين وفرد شرطة، والشروع في قتل آخرين، ومقاومة رجال الشرطة بالقوة والعنف.