عودة الدراما السورية التاريخية فى مواجهة تركيا

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مسلسلات «الحرملك»، لسلافة معمار وجمال سليمان والتونسية درة، و«مقامات العشق»، ليوسف الخال، ونسرين طافش، «الحلاج» لمنذر رياحنة كلها أعمال درامية تاريخية سورية تسيطر على الموسم الدرامى هذا العام، بالإضافة للموسم الخامس من سلسلة المسلسل التركى «قيامة أرطغرل»، لتصبح الدراما السورية هى الدراما العربية الوحيدة فى مواجهة الدراما التركية لغياب الدراما المصرية التى كانت تتصدر الأعمال التاريخية لسنوات طويلة.

عن هذا يقول الناقد طارق الشناوى، إن الدراما التاريخية فى مصر مظلومة كثيرًا والدينية أيضا، التى تندرج تحت مسمى الدراما التاريخية، وسوريا تنبهت لأهمية هذه المسلسلات منذ سنوات طويلة، وتصدرت المشهد الدرامى بأعمالها، أما فى مصر فالكثير من الجهات المنتجة اعتمدت على الاستسهال فى تقديم أعمال درامية، بتكاليف أٌقل، ولأن الأعمال التاريخية تحتاج لميزانيات ضخمة تم إهمالها، ولكن أيضا فى مصر هناك أزمة فى مستوى الأعمال التاريخية التى يتم تقديمها مؤخراً من حيث النصوص

أما الناقدة ماجدة خير الله فتقول إن غياب الدراما التاريخية المصرية، ليس حديثا هذا الموسم، لكنه منذ فترة طويلة ما جعل الدراما السورية تتصدر المشهد، وهذا يعود إلى الإنتاج والكتابة أيضا فقبل سنوات كان يحرص قطاع الإنتاج على تقديم أعمال درامية تاريخية ودينية، أما الآن فالأمر أصبح مكلفا وتوقف قطاع الإنتاج عن المشاركة فى هذه النوعية من الأعمال، غير أن العمل التاريخى يحتاج لنجوم يجيدون اللغة العربية الفصحى، والكتابة تحتاج لبحث، ودراسة دقيقة وكل هذا يحتاج وقتا طويلا، أما السوريون فينظرون للأمر بشكل جاد، ورغم ما تعانيه سوريا إلا أنهم نجحوا فى تقديم أعمال درامية مميزة سواء تاريخية أو رومانسية أو اجتماعية أيضا.

وعن وجود العمل التاريخى التركى «قيامة أرطغرل»، فى منافسة الأعمال التاريخية الأخرى هذا الموسم تقول ماجدة خيرالله إن العمل ناجح بالفعل لأكثر من موسم، وعرضه فى رمضان مبنى على نجاح المواسم السابقة حتى وإن كان يصدر بعض الحقائق التاريخية الخاطئة، لكن لا يمكن أن نعتبره عملا دون المستوى، وهو بالنسبة إليهم ليس عملا فنيا فقط، إنما أمن قومي، والجهات الإنتاجية بمصر لم تدرك أن تميزنا فى تقديم هذه النوعية من الدراما كان يرفع من قيمة ومكانة مصر بالدول العربية، وحتى إذا حاولنا أن نقوم باستعادة مكانتنا مرة أخرى فلن ننجح فى مواجهة الدراما الأخرى.

ويرى الناقد الفنى نادر عدلي، أن هروب شركات الإنتاج من تقديم أعمال تاريخية يعود إلى أنها أعمال قد تخلو من جاذبية المشاهدة، وفى سوريا الدولة تشارك بالإنتاج وتوفر نصف التكاليف مقابل العرض على محطاتها السورية، أما تركيا فالأمر بالنسبة إليها مختلف فهى تحاول تصدير أفكارها الخاصة للعالم عن طريق مسلسلاتها التاريخية، ومنذ زمن لديها حلم الدولة العثمانية وتقدم الأعمال من وجهة نظرها التاريخية أملا فى السيطرة مجددا على رأس الدولة الإسلامية ولكنه حلم لم يستمر كثيرا.