هل تقرع طبول الحرب في المنطقة بين أمريكا وإيران؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يتوقع بعض الخبراء حدوث حرب العالمية الثالثة في منطقة العربية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تسعي لبسط نفوذها علي منطقة الشرق الاوسط، في حين تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتقليص نفوذ إيران في المنطقة، وقد أرسلت أمريكا حاملة طائرات إلى الخليج في رسالة قوية إلى إيران.

 

الموقف الأمريكي

 

تحركت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، لإرغام إيران على الكف عن إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب وعن التوسع في محطتها الوحيدة للطاقة النووية، أما طهران فتؤكد أن برنامج الصواريخ الباليستية ليس له صلة بأنشطتها النووية وهو دفاعي في طبيعته، كما أن دعمها لحلفاء في أنحاء الشرق الأوسط ليس من شأن واشنطن.

 

أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، من أجل إبلاغ إيران "رسالة واضحة وجلية"، ويأتي إرسال السفينة الحربية إلى الخليج، بعد ورود تقارير عن هجوم محتمل على القوات الأمريكية، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن واشنطن سترد على أي هجوم "بقوة لا هوادة فيها".

 

وقال ترامب، إنه لم يكن قد تسلم السلطة عند إبرام الاتفاق النووي، إن الاتفاق يصب في صالح إيران نظرا لأنه لم يتطرق إلى برنامجها للصواريخ الباليستية أو مساندتها لقوى أخرى في حروب عديدة بالشرق الأوسط.

 

استعداد إيراني

 

قال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، إن القوات المسلحة الإيرانية تجري عمليات مراقبة مكثفة لحاملة الطائرات الأمريكية، بعد اكتشاف دخولها البحر المتوسط قبل 21 يوما.

 

ووصف خسروي هذه الخطوة من جانب واشنطن بأنها "استخدام غير متقن لأدوات بالية من أجل التسبب بحرب نفسية ضد إيران"، وفقا لوكالة "تسنيم" الإيرانية، وانتقد خسروي مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، قائلا إنه "يفتقر إلى الفهم العسكري والأمني".

 

"بناء على الرصد الدقيق للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن حاملة الطائرات لينكولن دخلت قبل 21 يوما البحر المتوسط، وبيان بولتون هو توظيف ساذج لحدث محترق في الحرب النفسية" يقول خسروي.

 

وأشار خسروي إلى "الفشل المستمر للجيش الأمريكي في مواجهة الأزمات الاقليمية" قائلا: "من المستبعد أن يكون لدى قادة الجيش الأمريكي الرغبة لاختبار قدرات القوات المسلحة للجمهورية الإيرانية المثبتة".

 

دعا القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي جميع القوات المسلحة للتأهب للحرب والاستعداد لأي هجوم ليلي، ومواصلة المناورات لتعزيز القدرات الدفاعية، بحسب وكالة مهر، وأشار اللواء موسوي إلى أهمية تقدير قائد الثورة الإسلامية للجيش والقوات المسلحة والتأكيد على تمسك القوات المسلحة بقيم الثورة والتعاليم الإسلامية.

 

وشدد اللواء موسوي على اعتبار التهديدات التي تعنونها إيران بجدية، موضحا أنه في البداية من الممكن أن لا تكون هذه التهديدات برية لكن القوات البرية يجب أن تكون على أهبة الاستعداد.

 

نشاط نووي

 

قالت هيئة إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن إيران تستأنف برنامجها النووي المتوقف ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم عام 2015، كما تعلن طهران عن إجراءات "للمعاملة بالمثل" ردا على هذا الانسحاب.

 

ونقلت هيئة الإذاعة عن مصدر مقرب من لجنة رسمية تشرف على الاتفاق النووي القول، إن الرئيس حسن روحاني يعلن أن بلاده تقلص بعضا من تعهداتها ”البسيطة والعامة“ بموجب الاتفاق في الثامن من مايو/أيار أي بعد سنة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق.

 

وأكد المصدر وفقا للوكالة، "ردا على خروج أمريكا من الاتفاق النووي والوعود الجوفاء من الدول الأوروبية في تنفيذ التزاماتها، قررت الجمهورية الإسلامية الإيرانية استئناف جزء من الأنشطة النووية التي توقفت بموجب إطار الاتفاق النووي“موضحا أن إيران أبلغت بعض زعماء دول الاتحاد الأوروبي بقرارها بشكل غير رسمي.

 

عقوبات صارمة

 

تريد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجفيف منابع العملات الصعبة التي تحصل عليها إيران، فتذهب بشكل مباشر نحو النفط، النبع الرئيس الذي يغذي خزينة طهران بما تحتاجه لتصنع تأثيرا ممتدا ومثيرا للجدل في منطقة الشرق الأوسط.

 

 عندما تصبح إيران غير قادرة على تأمين ما يكفي من دولار ويورو، لن يكون بإمكانها تسديد فواتير حلفائها ودفع رواتبهم وصناعة دعاية موالية لها تساهم في تثبيت أجندتها الإقليمية المناهضة لواشنطن وحلفائها في المنطقة.

 

 أثرت خطة تؤامب بشكل كبير على اقتصاد إيران وعلى تحويلاتها لحلفائها في المنطقة، تحديدا حزب الله في لبنان والفصائل الفلسطينية، لكن الأثر الذي كان يبحث عنه ترامب لم يقع،  وأصبحت الحاجة أكبر لتشديد الخناق، وإن كان هذا على حساب بعض حلفاء واشنطن في العالم .

 

اقتصاد مقاوم

 

نجحت طهران في مقاومة العقوبات التي فرضتها أمريكا علي النفط الإيراني من خلال تخفيف الاعتماد على النفط مقابل صادرات أخرى، في ميزانية 2019 /2020 كانت نسبة الواردات النفطية من إجمالي الواردات أقل مِن 30%، لكنها لا تزال بعيدة بنسبة 12% عن معدل 15%، والذي يجب أن تصل إليه بحسب توصيات خطة التنمية الوطنية السادسة.

 

فرضت إيران خطة الاقتصاد المقاوم، والتي تقوم على إنهاء الاعتماد على النفط وتعزيز الاكتفاء الذاتي وصناعة نموذج اقتصادي يمكنه الاستمرار تحت الضغوطات الخارجية، ويسير الصراع بين طهران والولايات المتحدة على الاتفاق النووي بموازاة اشتباك داخلي إيراني حول جدوى التفاوض مع الغرب بشكل عام وعقد اتفاقيات معه.