اليوم الثّاني من شهر رَمَضَان المُعَظَّم 1440هـ

أبراج

بوابة الفجر


*المغناطيسيّة الشّخصيّة**

*مُقدّمَة فى علم النّفس....

(تعريف علم النفس)
علم النفس هو العلم الذى يبحث فى الخواطر النّفسيّة ، فيصف كل خاطر على حدة ويشرحه شرحاً يزيل خفاءه ، ويرد الأشياء المُتشابهة إلى أصول واحدة.


(الخواطر النفسيّة)
"إن كنت جالساً فى غرفة تقرأ كتباً ، فأحسست بالبرد ، فتوقفت عن القراءة ، وأخذت تدفع البرد عن نفسك بإغلاق نوافذ الحجرة"

بتحليل هذا المثال نجد أن هناك ثلاث خواطر قامت فى نفسك..

1-إحساسك بالبرد.
2-تفكيرك فى الوقاية منه.
3-إنعقاد عزيمتك على إغلاق النوافذ.
كل ماسبق هى خواطر نفسية أنت فقط تعرفها لأنها حدثت داخلك ، أما تحرك جسدك إلى النوافذ لإغلاقها فهو عمل جسدى يراه غيرك وهو مبنى على خواطرك السابقة.


(النّفس)
كثير من علماء النفس حاولو أن يُعرّفوها لكنهم عرفوها بآثارها وأعمالها لكنهم لم يتعرضو للكلام عن حقيقتها وماهيّتها ، وغاية ما يُمكن قوله عنها بأنها قوّة أودعها الله تَعَالى فى الإنسان ليُكوّن منها وجدانه وإرادته ، وهذا أشبه بعلماء الفيزياء من يقومون بتعريف الكهرباء والمغناطيس والذرّة فيعرفون كلاً منهم بآثاره ونتائجه دون التطرق لماهيّة العنصر ذاته .

(العقل)
العقل لامادّة له ولايشغل حيّزاً من الفراغ ، وقد أجمع علماء النفس بأنه جميع مايجول من خواطر الوجدان والإرادة والفكر.(العقل يختلف عن المخ)

(الرابطة بين الجسم والنفس)
نعلم أنه عندما يحل ضعف بجسم الإنسان يستتبعه ضعفاً فى النفس ، فنشاط الفكر يتضاءل فى آخر ساعات النهار عندما ينتهى الإنسان من عمله ويعود لمنزله متعباً فلايقوى على التفكير ، فإذا ما نام واستراح جسده إستيقظ وهو فى أشد حالات النشاط العقلى من جديد.

وأيضاً فالتفكير الوائد عن الحدّ وتحميل النفس مالا تُطيق بسبب القلق أو الديون أو الفقر وماشابه يهزل الجسم ويُصبح معه مُعرّضاً للأمراض والعلل.
وقد أظهر علم منافع الأعضاء إلى وجود رابطة توضح تلك الصلة بين الجسم والنفس فقامت الأدلة والبراهين على أنّه كلما جال فى النفس خاطر من حب أو كره أو قلق إقترن معه حركة عصبيّة جسديّة ترتبط بهذا الخاطر النفسى وهذا الرابط عن طريق الروابط العصبيّة وهى أصل الرابطة بين الجسم والعقل.


(الشّعور)
يثراد به معرفة الإنسان لنفسه بما يجرى داخل نفسه بنفسه من وجدان وفكر وإرادة ، و(درجة) شعور الإنسان بخواطره يختلف إحتلافاً كبيراً فمرة يكون هذا الشعور قوياَ ومرة ضعيفاً ومرّة بين وبين ، مثالاً على ذلك ، إن كنت تقوم بتأمّل صورة لوالدك مُعلقة على الحائط فأنت تشعر بالصورة ومشاعر الحب نحوها وأنت بمقدوورك أن تصف لنا شعورك وهذا هو الشعور الرئيسى الطاغى ، لكنك أيضاً تشعر بإطار الصورة إن كان جميلاً أو سيئاً ، تشعر بأثاث الغرفة ، تشعر باصوات الناس خارج منزلك ، تشعر برائحة الطعام إن كانت سيدة الدار تطبخ ، لكن كل تلك المشاعر ثانوية جانبيّة لاتأخذ النصيب الأكبر من شعورك لكنك تشعر بها وتتأثر بها وتدخل فى حجم شعورك بالصورة.

(مظاهر الشّعور)
إذا قرر الإنسان أن يصف ما يجرى داخل نفسه من خواطر وجد إختلاطاً كبيراص فى الوصف الدقيق لمشاعره وخلط بين المفاهيم ، لكن مع التأمل الهادئ بالإمكان إرجاع تلك الخواطر كلها إلى ثلاثة أنواع....

1-الوجدان: ويدخل تحته الجوع والعطش والحب والبغض والخوف والغضب وتلك المشاعر تُسبب شعوراً بالسرور أو بالألم.

2-الفكر: ويدخل تحته الإدراك الحسّى والمُلاحظة والتخيّل والتعليل والإتنباط وكل العمليات العقلية التى تساعد على فهم حقائق العالم من حولنا.

3-الإرادة: ويدخل تحتها الإنتباه والرغبة والنية وتلك الخواطر التى تدعو النفس إلى الشروع فى عملٍ ما.

**وقد يتغلب على أحد تلك العناصر على العنصرين الآخريْن ، فعند النظر فى المسائل الهندسيّة أو العمليات الرياضيّة الحسابيّة يسود فى الإنسان تفكيره ، وعند بذل المجهود البدنى تتغلب الإرادة وينخفض الفكر والوجدان كلاهما مُؤقتاً.


***المَصْدَر:
كتاب المغناطيسيّة الشخصيّة أو طرق الجاذبيّة وتقوية الإرادة لجمعيّة المباحث النفسيّة بأوروبا بقلم أحمد بهجت***