فضيحة.. كتب سيد قطب والقرضاوى وحسن البنا لا تزال بمكتبات "الثقافة"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


17 مؤلفاً لمفتى التطرف بن تيمية و«فتاوى المرأة المسلمة» لابن باز والنووى والألبانى

الوزارة وعدت منذ عامين بتطهير المكتبات من كتب التطرف ولن تفى بوعدها حتى الآن


رغم مرور ما يقرب من العامين على وعد وزارة الثقافة بإخلاء المكتبات التابعة لها والمنتشرة فى جميع المدن وعدد كبير من القرى من الكتب التى تحرض على العنف والإرهاب، والتشدد، وتساهم فى صنع إرهابيين، إلا أن «الفجر» كشفت أن ما زعمته الوزارة بوضع هذه الكتب فى المخازن مجرد وهم.

وتكفى زيارة إلى أى قصور ثقافة فى محافظات القاهرة أو الجيزة أو القليوبية، على سبيل المثال والتجول بين أرفف المكتبات الضخمة الموجودة ليكتشف الزائر بسهولة جديدة أن الأرفف ممتلئة بكتب تروج أفكار الجماعات الإرهابية من خلال كتب الأسماء الشهيرة التى صنعت أيدولوجية الدم.

فى قصر ثقافة المطرية فى شارع ترعة الإسماعيلية، توجد مكتبة ضخمة تتسع آلاف الكتب فى مختلف المجالات واكتشفنا أنه لم يتم أى جرد للكتب لتنفيذ قرار الوزارة بإخلاء المكتبات من الكتب المحرضة على التطرف والتشدد والإرهاب حيث قال أحد موظفى قصر الثقافة المسئول عن المكتبة، إنه لم يتم فرز الكتب أو إضافة أى كتاب جديد منذ سنوات، ولا تزال كتب موجودة تعود لعشرات السنوات رغم سعى الدولة لتجديد الخطاب الدينى.

من بين الكتب التى وجدناها، «التصوير الفنى فى القرآن»، ومؤلفة سيد قطب، أحد منظرى العنف فى الجماعة، وهو أيضاً عضو سابق فى مكتب الإرشاد التابع للجماعة، ما يثبت أن الخلايا الإخوانية لا تزال ناشطة فى واحدة من أهم الوزارات المسئولة عن تشكيل العقل المصرى.

كما توجد 6 كتب من تأليف محمد الغزالى، أحد أعضاء الجماعة وصاحب فتوى تكفير الكاتب فرج فودة، والذى تمثل كتبه أحد روافد فكر جماعة الإخوان ومنها «الواعظ فى الأحاديث القدسية» و«هذا ديننا»، و«مشكلات فى طريق الحياة الإسلامية».

ما يجعل الأمر يدعو إلى الشك، وجود سلسلة كتب تروج للفكر الشيعى وتدافع عنه وتدعو لدمج أصحابه فى المجتمعات العربية وترفض تصنيفه ضمن الأقلية وتحمل تلك السلسلة عنوان «وصايا الإمام شمس الدين».

وفى قصر ثقافة بهتيم فى محافظة القليوبية سألنا الموظفة المسئولة عن المكتبة عن مراجع للاستعانة بها فى بحث دينى لتقديمه إلى إحدى كليات جامعة الأزهر فأشارت إلى أحد الأرفف وهناك وجدنا كتاب «خواطر على طريق الدعوة»، للداعية السلفى محمد حسان، كما وجدنا ما لا يقل عن ١٧ كتاباً لـ«بن تيمية»، مفتى التطرف المعروف، والدكتور يوسف القرضاوى، أحد أعضاء جماعة الإخوان، والمعروف بتحريضه ضد مصر، بالإضافة إلى كتب لحسن البنا، مؤسس الجماعة، ومحمد الغزالى، الذى أشرنا إليه فى السابق.

ولكن الموظفة أخبرتنا أن هذه الكتب لا يمكن استعارتها وأنها موجودة على الأرفف لوجود تعليمات منذ 4 أيام بمنع استعارتها والحفاظ عليها لحين حضور مندوب من الهيئة للاطلاع عليها.

وفى منطقة المشروع الأمريكى بحلوان، يوجد قصر ثقافة حلوان، وفى المكتبة الموجودة فى المبنى كانت موظفتان تقومان بجمع بعض الكتب الدينية فى دولاب خاص أغلقته إحداهما وفسرت تصرفها بأن المكتبة تحتوى على كتب متطرفة وإخوانية إرهابية، وأن هناك قرارا صدر منذ يومين بإرسال أسماء هذه الكتب خصوصاً الخاصة لابن تيمية ومحمد الغزالى ويوسف القرضاوى ومحمد حسان وسيد قطب وحسن البنا، لافتًة إلى أن الهيئة ستودع هذه الكتب فى مخازن.

فى المكتبة عثرنا على نسختين من كتاب «فتاوى المرأة المسلمة»، وكتب أخرى لابن تيمية والنووى وابن عثيمين وبن باز والسعدى والصنعانى والألبانى والفوزان، فارتبكت الموظفة عندما وقع الكتاب فى أيدينا، وقالت: «ده كتاب هنبعته للهيئة».

وتمتد الرحلة إلى قصر ثقافة الجيزة، ورغم أن محررة «الفجر» دخلت المكتبة كزائرة تريد الاطلاع على بعض الكتب للاستفادة منها فى بحث علمى، إلا أنها لم تتمكن من الاطلاع على الكتب التى تريدها بزعم غياب موظفة المكتبة، وعندما ظهرت الأخيرة رفضت أن أتجول بين الأرفف ولكن زميلتها التى تُدعى «حنان»، قالت إنه كان يوجد فى المكتبة كتب للغزالى وحسن البنا ويوسف القرضاوى ومحمد حسان، ولكن كثيرا من النسخ تم إرسالها للمخازن.

وبعد محاولات فى زيارة أخرى عثرنا على نسخ كثيرة من كتب الغزالى، ومنها «الإسلام والاستبداد السياسي»، ويتحدث فيه عن سجنه، كما وجدنا كتاباً للدكتور يوسف القرضاوى، المصنف على قائمة الإرهاب، بعنوان «رعاية البيئة فى شريعة الإسلام»، وقبل معرفة بعض التفاصيل عن الكتاب دخلت الموظفة ومنعتنا من مواصلة البحث، وقالت: «اذهبى لمديرة القصر أستاذة شيماء هاتى منها موافقة إنك تطلعى على الكتب».

أما قصر ثقافة 15 مايو فكان مغلقاً للتطوير منذ 3 شهور، فتوجهنا إلى قصر ثقافة المستقبل فى مدينة 15 مايو، قرب حلوان، ولكن أحد المواطنين أخبرنا أن المبنى مغلق بقرار من الهيئة العامة لقصور الثقافة لجرد المكتبة، وأنه تم نقل بعض الكتب إلى مكتبة 15 مايو التابعة لدار الكتب والوثائق القومية.

توجهنا للمكتبة الأخيرة، وطلبنا الاطلاع على بعض المراجع بشأن بحث علمى، فاكتشفنا فى ركن الكتب الدينية، وجود 6 مجلدات لكتب بن تيمية حملت عنوان «الفتاوى الكبرى» لابن تيمية، وبسؤال موظفة المكتبة عن قرار حظر هذه الكتب قالت :«لماذا يتم حظرها؟، لم يأت لنا أى قرار بذلك وهى موجودة مع عدد كبير من الكتب الدينية للشيخ الشعراوى والغزالى».

حاولنا التواصل مع الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، للرد، حول هذه الوقائع، لكنه لم يُجب وطلب من عماد فتحى، مدير مكتب الإعلام بالهيئة التواصل معنا، حيث أكد الأخير لـ«الفجر»، أنه تم تشكيل لجنة مختصة لفحص كتب التطرف، ومعاقبة موظفى ورؤساء القصور المخالفين لقرارات وزارة الثقافة، لافتًا إلى أنه تم فرز كافة الكتب الموجودة فى مكتبات الهيئة على مستوى المحافظات، بينما رفض ممدوح أبو سيف، المسئول عن لجنة الفرز بالهيئة الرد على وجود مجموعة كبيرة من الكتب المخالفة داخل مكتبات الهيئة فى 3 محافظات مختلفة.