د.حماد عبدالله يكتب: ما بعد التعديلات الدستورية

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


نريد الوطن مختلف !!
مصر مركزية الإدارة منذ قرأنا فى تاريخها القديم ، والمعاصر فالنيل حدد سياسة الإدارة فى المحروسة فحول النيل يعيش المصريون "متشبثين" بالأرض ومن كان يغادر القاهرة إلى أسيوط  يودعه أهله فى محطات القطارات أو فى موقف " أحمد حلمى " 
( الأتوبيسات ) يبكى الأهل لفراق الحبيب ، حيث سيغادر أحد افراد العائلة! 
والقاهرة كانت هى ( مصر كلها ) وحتى اليوم يطلق على محطة قطارات القاهرة 
( محطة مصر ) !!
فالقاهرة هى مركز الحركة وهى مركز الادارة ، وهى محط أنظار كل الإدارات فى جميع أرجاء المحروسة !!
ولا يمكن أن يكون " الفولكلور " هو اساس للتنمية ، وللتقدم!!
لا يمكن أن ندير "مصر"  كدولة بنظريات "الأدب الشعبى المصرى" فالمركزية هى تراث مصرى قديم ، ورثناه عن أجدادنا الفراعنة ! ولا يمكن أن نعتبره " سنه " من السنن الحميدة فى الوطن !
فمركزية الادارة فى شركة صغيرة لا يزيد مسطحها الجغرافى عن بعض مئات الأمتار ، "أثبت فشله الذريع" ، وتراجع بمثل هذة المؤسسات المعتمدة على مركزية القرار إلى الخلف ، والى التدهور ، والإنتحار فى بعض الاحيان !
وإذا جاز لنا التعبير عن مركزية القرار فى الشركة ورفضة !!فالأحرى أن نرفض المركزية الإدارية على مستوى الوطن !!
فنحن فى اشد الاحتياج الى وطن يشبة الشركة الاقتصادية الكبرى ، نريد " مصر كوربريشن" مثل " دبى كوربريشن " " والولايات المتحدة كوربريشن " 


نريد دولة عصرية ، تتحرك فيها الادارة من خلال سياسات عامة متفق عليها مركزياً
 نريد لامركزية فى القرار الإدارى ، وفى "تعظيم القيمة المضافة" لكل جزء من الوطن  أرض أو صناعة أو تجارة أو خدمات ! 
ولن  يتأتى ذلك من خلال إدارات للمحافظات والمديريات والأحياء ورؤساء جامعات ومراكز ،كلها تتم إما "كمكافأة نهاية الخدمة " أو "لولاء شخصى" أو " لكوسة مصرية خالصة للمسئول الأكبر " !
إن "اللامركزية  هى نهج حياة" ولقد سعت الحكومة فى فترات سابقة من خلال توجيهات عليا ، بتجربة اللامركزية فى بعض المحافظات، وتم ذلك جزئياَ فى محافظتى الإسكندرية والمنيا على ما أعتقد !
ورغم عدم أكتمال عناصر اللامركزية فى الإدارة فى هذه التجربة إلا أن نتائجها كانت مبشرة جداَ !!
رغم أن المحافظين فى تلك المحافظتين لم يختاروا ، بنظام ومعايير إدارية معترف بها عالمياَ !! إلا أن الحظ فى أنهم يمتلكون موهبة الإدارة " بالصدفة " !! 
ومع ذلك لم يكتمل لديهم "عناصر اللامركزية" بل كانت شبة معزوفة ناقصة لمعدات وألات الأوركسترا المطلوبة ! 
ومع ذلك كانت تجربة ناجحة بنسبة محدودة !! 
والمطلوب فى قانون المحليات الجديد ، أن نؤكد على اللامركزية فى الإدارة ، لجميع أرجاء الوطن ! 
مطلوب تقسيم الوطن إلى مناطق تعتمد على ثرواتها البشرية والتحتية(الجيولوجية ) والإقتصادية والخدمية ! 
"مطلوب مديرين للأقاليم"، يمتلكون أدوات الإدارة الحديثة ، لكى يستطيعوا المساهمة فى التنمية الشاملة للدولة .. ونحن لن نخترع العجلة ، فهى قد أخْتِرُعَتْ فى كل دول العالم القائم ،أما النَّائِمِينْ فلهم ربنا " والله أعلم " !!