ظهور البغدادي يكشف فروع داعش في العالم

عربي ودولي

أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي



كشف ظهور رئيس تنظيم داعش الارهابي، أبو بكر البغدادي وحديثه في فيديو بثه تنظيم داعش أمس، عن فروع جديدة للتنظيم الإرهابي في أفريقيا وبعض دول العالم وعن اعتزام التنظيم السعي للتواجد في الجزائر والسودان وآسيا.

ويكشف الفيديو عن ملفات "لولايات جديدة للتنظيم في الصومال والقوقاز".

ويأتي بث شريط الفيديو أمس بعد أكثر من شهر على هزيمة التنظيم المتطرف في الباغوز بشرق سوريا، آخر جيوب "الخلافة" التي سيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية أواخر مارس بدعم من واشنطن.

ويؤكد موقع "سايت"، المركز الأمريكي لمراقبة الحركات المتطرفة، والخبير العراقي في شؤون التنظيم هشام الهاشمي أن الرجل الذي يظهر في التسجيل هو البغدادي بالفعل.

ويقول تشارلز ليستر، من "ميدل ايست انستيتيوت" إنه "شريط الفيديو الاول للبغدادي منذ نحو 5 سنوات، ويأتي في وقت حرج بالنسبة لمنظمة إرهابية خرجت لتوها من هزيمة".

وأضاف ان التنظيم يسعى إلى "إعادة توطيد نفسه كحركة دولية قادرة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم".

من جهته، يقول المحلل بيتر نانينجا إن الهدف من ذلك هو "رفع معنويات مؤيديه من خلال إظهار أن تنظيم داعش ما زال قوياً وأنه لا يزال زعيماً لديه القوة".

وفي الفيديو الذي تم بثه على تطبيق تلجرام، يقر "الزعيم" بالهزيمة في الباغوز، مؤكداً أن مقاتلي التنظيم "سيثأرون" وأن "معركة الإسلام وأهله، مع الصليب وأهله، معركة طويلة".

ويرسخ الفيديو عودة التنظيم مجدداً إلى الانكفاء، وبداية مرحلة جديدة.

وبدوره، يقول الباحث في "انستيتوت فور ستراتيجيك ديالوغ" امارناث اماراسينغام إن "الغرض من كلمة البغدادي هو إظهار أن المجموعة تمر "بفترة انتقالية".

وخلال هذه الفترة، ستتركز الجهود "على أماكن خارج سوريا والعراق" حسب قوله، رغم وجود "خلايا نائمة" في هاتين الدولتين ما زالت تشن هجمات دامية.

وقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن سلسلة اعتداءات استهدفت كنائس كاثوليكية وفنادق فخمة في سريلانكا يوم عيد الفصح في 21 أبريل ما أدى إلى مقتل أكثر من شخصاً.

أما الباحث في كينغز كوليدج في لندن، تشارلي وينتر، فقال إن "البغدادي يريد أن يؤكد أن الأيديولوجية تعولمت بشكل غير مسبوق رغم خسارة الارض".

واعتبر ليستر في هذا السياق إن شريط الفيديو "ليس فقط بمثابة تذكير بأن مشروع داعش ما زال حياً، بل أنه من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى إبراز التنظيم من خلال أعمال العنف".

ويطلق على البغدادي المصاب بداء السكري وقد جرح مرة واحدة على الأقل، كما أفيد عن موته عدة مرات، لقب "الشبح" أحياناً.

ورداً على استفسار لصحفيين من وكالة فرانس برس اثناء مغادرتهم الباغوز، ندد أنصاره أحيانا بالتزام زعيمهم الصمت مع انهيار الجيوب الاخيرة للتنظيم.

ويعتقد بعض الخبراء، أن شريط الفيديو يعتبر دليلاً على أن زعيم التنظيم لا يزال على قيد الحياة ويمسك بزمام الأمور في المجموعة الإرهابية.

يقول ليستر: "هناك كثير من الشائعات حول صحة البغدادي وهذا الفيديو ينفيها. فهو يبدو بحال جيدة تماماً وواثقاً من نفسه كلياً".

وفي نهاية شريط الفيديو، يمكن رؤيته جالساً في اجتماع ينظر في ملفات سلمها له رجل كتب عليها "ولاية اليمن"، "ولاية الصومال"، "ولاية القوقاز".

ومن جهته، يقول أيمن جواد التميمي، الخبير في الحركات الجهادية إن "الفيديو يرد على الانتقادات من داخل التنظيم التي وصفت البغدادي بانه "الزعيم الغائب".

وأضاف: "يحاول الفيديو إظهار أنه ما زال يسيطر على التنظيم وأنه يدرك كل ما يحدث في العراق وسوريا ، وكذلك في الخارج".