بالـ"حب والحور - بيك والياسمون".. احتفل المصري القديم بعيد الربيع

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، والخبير الأثري المعروف، إن المصري القديم كان له عادات معينة في الاحتفال بعيد الربيع "شم النسيم" حيث كان يأكل عدد من الأطعمة المعينة منها الخس.

الـ "حب"

وأشار ريحان في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، أن الخس عُرف منذ الأسرة  الرابعة، وكان يقدم فى سلال القرابين وعلى موائد الاحتفال بعيد الربيع، وكان يسمى بالهيروغليفية "حب" واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود "من" إله التناسل، ويوجد رسمه منقوشًا دائمًا تحت أقدام المعبود "من" في معابده.

"الحور – بيك"

وعن الملانة قال ريحان إنها ثمرة الحمص الأخضر أطلق عليها "حور –  بيك" أي رأس الصقر لشكل الثمرة التي تشبه رأس حور الصقر المقدس وقد ذكر الخس والملانة فى البرديات الطبية وكانت الفتيات يصنعن من حبات الملانة الخضراء عقودًا وأساور يتزين بها في الاحتفالات بالعيد كما يقمن باستعمالها في زينة الحوائط ونوافذ المنازل في الحفلات المنـزلية

"الياسمون"

وأضاف ريحان أن من بين تقاليد شم النسيم المصرية القديمة التزين بعقود زهور الياسمين وهو محرف من الاسم المصرى "ياسمون" وكانوا يصفون الياسمين بأنه عطر الطبيعة التي تستقبل به الربيع وكانوا يستخرجون منه فى موسم الربيع عطور الزينة وزيت البخور الذي يقدم ضمن قرابين المعابد عند الاحتفال بالعيد

وعيد شم النسيم هو عيد مصري احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 ق. م، حيث تتجدد الحياة، وكان يطلق عليه "شمو" أى بعث الحياة، ثم تحرفت إلى شم وأضيف إليه النسيم، وكانت السنة عندهم تبدأ بعد اكتمال القمر الذى يقع عند الانقلاب الربيعى فى 11 برمودة "باراحاموت بالهيروغليفية"، وكان يعتقد المصري القديم في ذلك اليوم أنه يوم بدء خلق العالم، وسجل على جدران المعابد، أن المعبود رع يقوم فى ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب، يبدأ رحلته عائدًا للأرض صابغًا الأفق باللون الأحمر رمزًا لدماء الحياة، التي يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنًا موت المعبود "ست" إله الشر.

ونشأت العلاقة بين المسيحية واليهودية بالمصادفة حيث أن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر، كان خروجهم يوافق موعد احتفال المصريين بعيد بدء الخلق، وأول عيد الربيع "عيد شمو"، وأطلق عليه اليهود يوم الخروج أو الفصح، وهى كلمة عبرية معناها "اجتياز" واشتقت منها كلمة "بصخة" إشارة إلى نجاتهم، وهكذا اتفق عيد الفصح العبري مع عيد شمو المصري.

ثم انتقل عيد الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته موعد عيد القيامة ولما انتشرت المسيحية في مصر أصبح عيد القيامة يلازم عيد المصريين القدماء، حيث يأتى شم النسيم يوم الاثنين الذي يلي عيد القيامة وهو العيد الأكبر عند المسيحيين، ويكون الاحتفال بهذا العيد يوم الأحد بعد فصح اليهود لا معهم ولا قبلهم.