"نقش البيض والاستيقاظ مبكرًا".. "شم النسيم" عند قدماء المصريين

منوعات

بوابة الفجر




قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، والخبير الأثري المعروف، إن الأكلات التي ارتبطت بعيد شم النسيم مثل الفسيخ والبصل والخس والملانة هي ذات أصول مصرية قديمة، لأن العيد نفسه عيد مصرى قديم ولا علاقة له بأى دين،  وكان البيض يرمز إلى خلق الحياة كما ورد فى متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون.

وأشار ريحان في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إلى أن نقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين في ذلك وهي نقش الدعوات والأمنيات على البيض، ثم يعلق البيض فى الأشجار والحدائق العامة، لتحقيق الأمنيات مع الشروق، وذلك طبقًا لما جاء فى دراسة علمية للدكتور علي الطايش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.  

وعيد شم النسيم هو عيد مصري لا علاقة له بأى دين سواء المسيحية أو اليهودية أو الإسلام، وارتباط العيد بالمسيحية واليهودية هو مصادفة، حيث احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 ق. م، حيث تتجدد الحياة، وكان يطلق عليه "شمو" أى بعث الحياة، ثم تحرفت إلى شم وأضيف إليه النسيم، وكانت السنة عندهم تبدأ بعد اكتمال القمر الذى يقع عند الانقلاب الربيعى فى 11 برمودة "باراحاموت بالهيروغليفية"، وكان يعتقد المصري القديم في ذلك اليوم أنه يوم بدء خلق العالم، وسجل على جدران المعابد، أن المعبود رع يقوم فى ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب، يبدأ رحلته عائدًا للأرض صابغًا الأفق باللون الأحمر رمزًا لدماء الحياة، التي يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنًا موت المعبود "ست" إله الشر.

ونشأت العلاقة بين المسيحية واليهودية بالمصادفة حيث أن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر، كان خروجهم يوافق موعد احتفال المصريين بعيد بدء الخلق، وأول عيد الربيع "عيد شمو"، وأطلق عليه اليهود يوم الخروج أو الفصح، وهى كلمة عبرية معناها "اجتياز" واشتقت منها كلمة "بصخة" إشارة إلى نجاتهم، وهكذا اتفق عيد الفصح العبري مع عيد شمو المصري.

ثم انتقل عيد الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته موعد عيد القيامة ولما انتشرت المسيحية في مصر أصبح عيد القيامة يلازم عيد المصريين القدماء، حيث يأتى شم النسيم يوم الاثنين الذي يلي عيد القيامة وهو العيد الأكبر عند المسيحيين، ويكون الاحتفال بهذا العيد يوم الأحد بعد فصح اليهود لا معهم ولا قبلهم.