علي أبودشيش يكتب: شم النسيم عند الفراعنة

الفجر الفني

علي أبودشيش
علي أبودشيش


يحتفل الشعب المصري في كل عام بعيد شم النسيم ويخرجون إلى المتنزهات والحدائق للاستمتاع بالطبيعة في جو يسوده السعادة والمرح والترابط الأسرى.

 

وهذا العيد المعروف بشم النسيم يرتبط بتجدد الحياة، فحافظ المصري القديم على الجسد إلى ابد الأبديين، لتجدد واستمرار الحياة فيما بعد الموت.

 

 ويرجع شم النسيم يرجع إلى أكثر من 5000 عام، حيث يرجع إلى الدولة القديمة، وكان معروفا في مدينة اون (هليبوبليس مدينة الشمس) التي كان بها اللبنة الأولى للخلق ومذهب التاسوع وهو عيدا للبعث وخلق الكون وأول أيام الزمان.

 

 وترجع تسمية شم النسيم بهذا الاسم  إلى «الفراعنة»، حيث كان المصري القديم يقسم السنة إلى 3 فصول، وهى (أخت فصل «الفيضان»، برت وهو فصل «الإنبات»، شمو وهو فصل «الحصاد»، ومن هذه التمسية أخذت كلمة شم وهى تعنى فصل شمو أي الحصاد، وتجدد الحياة واستمرار الوجود، وأضيفت لها في لغتنا العربية كلمة النسيم.

 

ثم أخذ اليهود هذا العيد عن الفراعنة الاحتفال بهذا العيد، فقد كان وقت خروجهم من مصر في عهد «موسى» عليه السلام مواكبا لاحتفال المصريين بعيدهم، وقد أختار اليهود على حد قولهم، ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم؛ واتخذ اليهود ذلك اليوم عيدا لهم، وجعلوه رأسا للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم  عيد الفِصْح  وهو كلمة عبرية تعني الخروج أو العبور.

 

وعندما دخلت المسيحية مصر جاء عيد القيامة موافقًا لاحتفال المصريين بعيدهم، فكان احتفال المسحيين «عيد القيامة» في يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد «شم النسيم» يوم الإثنين، وذلك في شهر«برمودة» من كل عام.

 

وعن المأكولات المفضلة لهذا اليوم، كان المصري القديم بعد غروب الشمس يوم الأحد، قبل العيد، يلون البيض ويكتب عليه الأمنيات والدعوات ويتم تعليقه على الأشجار ومع شروق الشمس يقومون بتكسير البيض لتحقيق الأمنيات والدعوات كنوع من تجدد الحياة.

 

وترمز البيض لبداية الخلق، والسمك المملح كان رمزا للحياة والنماء والخير، وتجدد الحياة والبصل لطرد الأرواح الشريرة.