باحث أثري: "شم النسيم" عيد المصريين عبر العصور ورمزية البيض والسمك المملح

أخبار مصر

علي أبودشيش
علي أبودشيش


قال علي أبو دشيش، الخبير الأثري والباحث في الآثار المصرية، إن الشعب المصري يحتفل في كل عام بعيد شم النسيم ويخرجون إلى المتنزهات والحدائق للاستمتاع بالطبيعة في جو يسوده السعادة والمرح والترابط الأسرى.

وأشار "أبو دشيش" إلى أن هذا العيد المعروف بشم النسيم يرتبط بتجدد الحياة، فحافظ المصري القديم على الجسد إلى ابد الابديين، لتجدد واستمرار الحياة فيما بعد الموت.

وأضاف "أبو دشيش" أن شم النسيم يرجع إلى أكثر من 5000 عام، حيث يرجع إلى الدولة القديمة، وكان معروفًا في مدينة أون (هليبوبليس مدينة الشمس) التي كان بها اللبنة الأولى للخلق ومذهب التاسوع وهو عيدًا للبعث وخلق الكون وأول أيام الزمان.

وترجع تسمية شم النسيم بهذا الاسم، إلى المصريين القدماء، حيث كان المصري القديم يقسم السنة إلى 3 فصول، وهي أخت فصل "الفيضان"، برت وهو فصل "الإنبات"، شمو وهو فصل "الحصاد"، ومن هذه التمسية أخذت كلمة شم وهى تعني فصل شمو أي الحصاد، وتجدد الحياة واستمرار الوجود، وأضيفت لها في لغتنا العربية كلمة النسيم.

وتابع أن اليهود أخذوا هذا العيد عن المصريين القدماء حيث كان وقت خروجهم من مصر في عهد "موسى" عليه السلام مواكبًا لاحتفال المصريين بعيدهم، وقد اختار اليهود على حد قولهم، ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم؛ واتخذ اليهود ذلك اليوم عيدًا لهم، وجعلوه رأسًا للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم  عيد الفِصْح  وهو كلمة عبرية تعني الخروج أو العبور.

وأورد أبو أنه عندما دخلت المسيحية مصر جاء عيد القيامة موافقًا لاحتفال المصريين بعيدهم، فكان احتفال المسحيين «عيد القيامة»في يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد "شم النسيم" يوم الإثنين، وذلك في شهر "برمودة" من كل عام.

وأكمل أن مأكولات المصريين القدماء المفضلة في هذا اليوم، دائمًا بعد غروب شمس يوم الأحد، قبل العيد، يلون البيض ويكتب عليه الأمنيات والدعوات ويتم تعليقه على الأشجار ومع شروق الشمس يقومون بتكسير البيض لتحقيق الأمنيات والدعوات كنوع من تجدد الحياة.

واختتم كلماته بأن البيض يرمز لبداية الخلق، والسمك المملح الذي كان رمزا للحياة والنماء والخير، وتجدد الحياة والبصل لطرد الأرواح الشريرة.