فضيحة تمثال رمسيس تهدد وجود معبد الأقصر بقائمة التراث العالمي

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الخبراء اتهموا "الآثار" باستخدام مواد مجرمة دوليًا فى ترميمه


أثارت وزارة الآثار حالة من الجدل بعد افتتاحها تمثال رمسيس الثانى الأسبوع الماضى بواجهة معبد الأقصر، والتى وصفها أثريون بـ «الفضيحة متعددة الأوجه»، متهمين بعض المسئولين فى الوزارة بالبحث عن ضجة إعلامية ومجد زائف حتى وإن كان الثمن سمعة مصر وتشويه معبد من أهم المعابد الأثرية الموجودة على قائمة التراث العالمى.

أعلنت الآثار الانتهاء من تجميع وترميم تمثال ضخم للملك رمسيس الثانى، حيث كانت أجزاؤه مكسورة منذ 1400 سنة، لإعادته مرة أخرى بمكانه بواجهة المعبد.

وخلال احتفالية ضخمة دعت إليها الآثار كبار رجال الدولة والمسئولين وعددا من ممثلى البعثات الأثرية، تم كشف النقاب عن «مسخ» كما وصفه الأثريون.

وأثار التمثال المعروض بواجهة معبد الأقصر، الجدل حول كونه لرمسيس الثانى أم لا، حيث أكد بعض الأثريين أن التمثال ليس لرمسيس الثانى ولا حتى يعود لعصره ومن المحتمل أن يكون للملك أمنحتب الثالث، وازداد الخلاف حول الوضعية الخاصة بالتمثال وهى الوضع الأوزورى «وضع الذراعين معكوسين أمام الصدر» حيث أكد أثريون استحالة وجود تمثال بالوضع الأوزورى فى أى من المعابد.

كذلك اتهم البعض «الآثار» باستخدام مواد غير مطابقة للمواصفات ومحرمة دوليا فى ترميم التمثال كالمواد الأسمنتية، وأضافوا أن القطع المستخدمة فى تجميع التمثال ليست لتمثال واحد.

قال مصدر أثرى إن الصرح الخاص بمعبد الأقصر يمثل المدخل الرئيسى للمعبد وأنه قبل ثلاث سنوات لم يكن أمامه سوى تمثالين جالسين للملك رمسيس الثانى ومسلة واحدة لأن المسلة الثانية موجودة بميدان الكونكورد فى فرنسا، ومنذ ثلاث سنوات قرر بعض المسئولين إكمال الواجهة كما كانت فى عهد رمسيس الثانى. وأضاف، لـ«الفجر» أنه من الطبيعى وضع دراسة للموضوع وتشكيل لجنة من علماء الآثار لدراسة بقايا التماثيل الموجودة وكيفية تركيبها وترميمها، ولكن هذا لم يحدث مما تسبب فى هذه الكارثة.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبدالمقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، إنه لابد من إزالة هذا التمثال فورًا حيث تم وضعه فى عجالة بدون دوافع علمية وبالمخالفة لما وثقه الملك رمسيس الثانى فى المعبد نفسه من واقع نقوش الواجهة وموضع التماثيل.

وأوضح عبدالمقصود أن الترميم الذى تم للتمثال لم يكن على المستوى اللائق، بالإضافة لاستخدام مواد تسىء لعملية الترميم.

وأشار إلى أن معبد الأقصر مسجل على قائمة التراث العالمى وأى تغيير فى معالمه تخالف ما كان عليه أو تضيف له قطعا غير حقيقية ستؤدى إلى اعتراض لجنة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، وتهدد بقاءه على تلك القائمة.

ولفت إلى أنه ما كان يجب التسرع بوضع هذا التمثال بواجهة المعبد، وخاصة أنه موضع خلاف، مضيفًا أن دعوة رئيس الوزراء لمثل هذا الحدث كان خطأً.