"الفجر" تخترق عصابات سرقة سكر الحكومة فى الحوامدية وقنا وقوص وأسوان

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تضم موظفين وهاربين من أحكام وأرباحها اليومية مليون جنيه

4 نقاط للتهريب مؤمنة بالسلاح الآلى وأهم زبائنها مصانع الخمور والدخان والعطور

فيديوهات توثق عمليات السطو.. والطن يباع للقطاع الخاص بخصم 200 جنيه مقارنة بالسعر الرسمى


تسيطر الحكومة المصرية، وتحديداً وزارة التموين والتجارة الداخلية، من خلال شركة السكر والصناعات التكميلية، على قطاع كبير فى إنتاج السكر الخام، عبر مجموعة مصانع تتركز معظمها بصعيد مصر، والتى تعتمد على مزارع القصب، والبنجر. وينتج عن تصنيع السكر، مخلفات تفتح أبواباً لصناعات أخرى، مثل صناعة الورق، والخشب الحبيبى، كما ينتج من المخلفات سائل «المولاس»، الذى يستخدم فى صناعات عديدة، بينها خميرة الخبز الجافة، والأحبار، والعسل الأسود، والكحول، وهو ما يشعل المنافسة بين مصانع الخمور والأدخنة والأعلاف للحصول عليه.

ويصل سعر الطن إلى 2800 جنيه، قبل توقف المصانع الحكومية عن بيعه منذ 6 أشهر، بسبب عمليات التصدير التى تدر ربحاً عالياً مقارنة ببيعه محلياً، وهو ما أدى لظهور عصابات تخصصت فى سرقته، عن طريق عمليات مخططة بدقة، تتبعت «الفجر» تفاصيلها.

تتمركز بطول شريط نهر النيل بصعيد مصر بالمنيا وقنا وأسوان، عصابات همها اليومى جمع أكبر كمية من المولاس من الصنادل الحكومية، بغرض بيعها لشركات إنتاج الكحول والخمور، أو لمصانع إنتاج الأدخنة الذى تستخدمه فى إنتاج المعسل، ومن أهم المتعاملين مع تلك العصابات مصنع شهير بمحافظة المنوفية.

يقول راجح محمود، أحد العاملين بمصنع قنا للسكر، إن تلك العصابات أنشأت عدة موانئ غير شرعية، تحميها بأسلحة غير مرخصة، وتستخدم كمراسى بالتنسيق مع ريس الصندل، حيث يتم تفريغ ما يقرب من نصف الحمولة، وتعبئتها على سيارات نقل.

و«المولاس» هو سائل أسود اللون عالى اللزوجة، وهو المادة الرئيسية المفصولة من بلورات السكر، ويسمى فى مصر باسم «الدبس»، ونسبته 3.5 – 5% من وزن القصب، ويحتوى على نوعين من السكر، هما السكروز وسكريات أحادية «الجلوكوز – الفركتوز»، بالإضافة إلى 20% من وزنه ماء، و80% مواد صلبة، وله ثلاثة أنواع، الأول هو السائل الناتج من عصارة القصب بعد فصل بلورات السكروز، لأول مرة، والثانى هو السائل الناتج من عصارة القصب بعد فصل بلورات السكروز، لثانى مرة، والثالث هو السائل النهائى الناتج من عصارة القصب بعد فصل بلورات السكروز لآخر مرة، وخصصت مصر 80% من الإنتاج للتصدير، و20% فقط يعاد تصنيعه محلياً.

أمدنا أحد العمال، الذين تتركز مهمتهم فى تفريغ المولاس من الصندل إلى سيارات النقل، بصور وفيديوهات حصرية لعمليات السرقة، حيث أظهرت أن «ريس الصندل» حرص على عدم إيقاف الموتور، ما يعنى الاستعداد للهروب سريعاً عند الشعور بالخطر، وعلى الأرض وقفت سيارة نقل لتعبئة خزانها، من خلال ماكينة رفع تم تثبيتها على الصندل.

يقول المصدر إن الجزيرة التى يتم على أرضها عملية السرقة، يمتلكها أحد الخارجين على القانون، ومطلوب بمجموع أحكام بلغت 30 عاماً، ما يعنى أن جميع العمليات التى تتم على أرضها مؤمنة تأمينا يصعب اختراقه.

ويوجد 4 موانئ مخصصة لسرقة المولاس، 2 فى سوهاج بمركز طما وقرية أولاد رياج، فيهما يبيع ريس الصندل الطن بقيمة 1000 جنيه، وعن لماذا لا ينكشف أمره، قال المصدر إن حمولة الصندل تُعتمد بما يعرف بالمقاس، ولا توزن، ويعنى متر المقاس 45 طناً.

بعد التحميل على السيارات تذهب الطلبيات إلى مصانع العطور بالحوامدية، ومصانع الأعلاف والدخان لإنتاج المعسل، بسعر للطن يصل إلى 4000 جنيه.

وتتم سرقة «المولاس» فى المتوسط بمعدل 900 طن يومياً، بحساب مرور 10 صنادل فى 90 طناً من الصندل الواحد، ويباع الطن بخدمة التوصيل بقيمة 2600 جنيه، أقل من سعر الشركة الحكومية بنحو 200 جنيه، ما يعنى أن المكسب اليومى للعصابة يقترب من مليون جنيه.

ويستقبل مركز الحوامدية بالجيزة، كميات كبيرة، حيث تنتشر مصانع كيماويات، وعطور، ومصنع تقطير، وفيها تتم المعالجة كميائيا لإنتاج الكحول الذى يدخل فى العديد من الصناعات، مثل الخمور، والأدوية، والعطور، والأسيتون الذى يستخدم فى ورش الإطارات، وهناك أبحاث حديثة لتحويله لوقود، وينتج طن المولاس 225 لتر كحول، و85 كجم ثانى أكسيد الكربون.

وتلقت الأجهزة الأمنية عدة شكاوى من متضررين من عمليات سرقة وتهريب «المولاس»، حصلت «الفجر» على نسخة منها، وتتعلق بقيام سائقى النقل النهرى – الصنادل، بالتنسيق مع القائمين على تحميل المولاس من شركات السكر، والقائمين على الاستلام بمرسى الحوامدية، بتشكيل عصابة لسرقته وتهريب كميات كبيرة منه لصالح شركات قطاع خاص، وذلك بشكل يومى ومستمر. وذكرت إحدى الشكاوى بتاريخ يناير 2019، أن السرقة توقفت فى قنا، بعد مشاجرات مع الأهالى حدث خلالها إطلاق نار، لكنها عادت إلى سوهاج، وتم عمل محضر بهذا الخصوص حمل رقم 25ح/ ساقلته/ فى1/1/2019، وبمركز طما برقم 71 لسنة 2019/ إدارى.

وكشف مصدر أن عمليات السرقة تتم بالاتفاق مع القائمين على تعبئة الصندل بالمصانع، وذلك بتحميله بكميات أكبر مقابل 5000 جنيه، ثم التنسيق مع القائمين على تفريغه بالحوامدية، بغرض «تظبيط الأوراق».

وأوضح أن مالك جزيرة أولاد إلياس، يقوم بالنقل إلى مخازن مبارك السعودى، بمركز دار السلام بطما، وهناك يتم تحويلها بـ «فناطيس» للوجه البحرى.