وجهة نظر أمريكية: ليبيا أفضل مع "حفتر"

العدد الأسبوعي

خليفة حفتر
خليفة حفتر


التحرك الأخير للمشير خليفة حفتر، صوب طرابلس لتخليصها من الميليشيات الإرهابية، هو أفضل خيار من أجل استعادة الاستقرار مرة أخرى فى بلاده، حسب مركز الدراسات الأمنية الأمريكى.

بعنوان «فى ليبيا حفتر هو أفضل خيار»، أشار المركز فى تقرير له، إلى أنه فى عام 2011، قررت إدارة الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، دعم الإطاحة بنظام الرئيس الليبى الراحل، معمر القذافى، الذى كان يدعم التنظيمات الإرهابية منذ ثمانينيات القرن الماضى، ولكن فى أعقاب غزو العراق عام 2003، سلم القذافى برنامجه النووى للولايات المتحدة مقابل ضمانات أمنية.

ويقال إن أوباما نفسه قاوم الدفع من أجل الحرب فى ليبيا، لكنه استسلم لوزيرة خارجيته هيلارى كلينتون، لتجنب ظهور عراق آخر، ولذا قادت واشنطن الأحداث «من الخلف» وكان لديها قوات قليلة على الأرض، ولم تكن لديها القدرة على التحكم فى المشهد غير المستقر فى ليبيا.

فى 8 سنوات من الفوضى التى تلت ذلك، انتشرت أسواق العبيد، فى ليبيا وتم إجبار اللاجئين على شن حرب لصالح الجماعات الإرهابية المسلحة، كما لم يتم حتى الآن استرداد ملايين الدولارات من الأموال المسروقة اللازمة لإعادة إعمار ليبيا.

هذا الوضع هو الخلفية التى حركت المشير حفتر، بشكل مفاجئ على ما يبدو، باتجاه العاصمة طرابلس، بعد سيطرته على حقول النفط المهمة فى البلاد، قبل الضغط على ميليشيات العاصمة.

ويجيب المركز عن سؤال: لماذا يعد حفتر هو الخيار الأفضل فى ليبيا؟ بالقول فى تقريره إن حفتر ضابط لديه معرفة تمتد على مدار عقود بالوضع السياسى فى ليبيا، ولديه أيضاً حلفاء أقوياء محلياً ودولياً، وتخطيط طويل الأجل لليبيا فى مرحلة ما بعد القذافى، كما يتمتع بالسيطرة على إمدادات النفط فى البلاد، الأصول الهامة فى ليبيا، مؤكداً أن الجنرال الليبى هو أفضل بديل لبلاده للتغلب على تركة إدارة أوباما.

يواجه حفتر الذى يسيطر على ثلثى ليبيا، مجموعات متنافسة لا تسيطر على كثير من الأراضى، رغم أنها تسيطر على العاصمة طرابلس التى تتنافس عليها أكثر من حكومة منها حكومة الوفاق الوطنى، المدعومة من الأمم المتحدة بالإضافة لمجلس النواب الموجود فى الشرق الأقصى الليبى، ولكن حفتر يسيطر على ليبيا أكثر من أى منهما بالفعل، رغم أنه يفتقر إلى الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبى، إلا أنه مدعوم من مصر المجاورة والإمارات العربية المتحدة الغنية، فضلا عن أنه يتمتع ببعض الدعم من فرنسا.

من ناحية أخرى، فإن سيطرت حفتر على الحقول المنتجة للنفط تشير إلى الاستقرار، مقارنة بالسيطرة من قبل الحكومات الضعيفة نسبياً والتى لا تملك إلا القليل من القوة للقتال ضد الجماعات الإرهابية المسلحة.

وعلى النقيض من ذلك، طرد حفتر الإرهابيين الذين يحتلون بنغازى، وهم نفس الأشخاص الذين هاجموا البعثة الأمريكية هناك، ثم هاجموا موقعاً تابعا لوكالة الاستخبارات المركزية، ويرى المركز أن حفتر سيستطيع مواجهة الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة وغيرهما.

حالياً دعت الولايات المتحدة، حفتر إلى وقف تقدمه نحو طرابلس، بزعم أن القتال قد يتسبب فى كارثة إنسانية، كما أن هناك ضرورة إلى الاستسلام التفاوضى لتلك المدينة إلى حفتر.

وشهد الأسبوع الجارى تغيراً جوهرياً فى الموقف الأمريكى، حيث قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، اٌلإثنين الماضى، وتناولا «الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب، والحاجة لإحلال السلام والاستقرار فى ليبيا».

وجاء فى بيان للبيت الأبيض أن ترامب «أقر بدور المشير الجوهرى فى مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية»، وأنهما «تناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسى ديمقراطى مستقر».

ويأتى إفصاح البيت الأبيض عن هذه المكالمة، بعد يوم من رفض الولايات المتحدة وروسيا تأييد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار فى ليبيا.

وينتهى التقرير بالإشارة إلى أنه من نواح كثيرة تعد الولايات المتحدة مسئولة عن الفوضى فى ليبيا، وأنه قد يكون من المفيد التفكير فى دعم الفصيل الأكثر احتمالاً لإعادة الاستقرار إلى تلك الأمة، لمواءمتها مع الحلفاء الإقليميين الأمريكيين، وبالتالى مع أمريكا نفسها.

وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تزدهر ليبيا بالكامل، ولكن على الأقل ستنتهى أيام أسواق العبيد المنتشرة فى الهواء الطلق والمتشددين المتطرفين الذين لم يتم ترويضهم فى وقت قريب، كما أنه بمجرد الاستقرار، ستكون المهام الإنسانية وإعادة الإعمار أسهل بكثير فى التنفيذ.