النهضة التونسية تفاجئ الجميع بشأن انتخابات الرئاسة وتوجه رسالة إلى السبسي

عربي ودولي

تونس
تونس


أكد رئيس مجلس شورى حركة "النهضة" التونسية، القيادي عبد الكريم الهاروني، أن الحركة لن تكون محايدة في الانتخابات الرئاسية كما كانت عليه في الانتخابات السابقة عام 2014، مشددا على أن الإعلان عن مرشحها سيكون في الوقت المناسب.

 

وقال الهاروني، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "حركة النهضة في 2019 لن تكون محايدة في الانتخابات الرئاسية، كما كانت في 2014"، موضحا "في 2014 لم تقدم النهضة مرشحا، بحثت عن مرشح توافقي، ولكن لم تجد هذا المرشح التوافقي للأسف، لذلك أعطت الحرية لأعضائها لانتخاب من يرونه الأفضل لتونس".

 

وأضاف الهاروني "الآن النهضة هي الحزب الأول في البلاد، وقررت أن يكون لها مرشحا، ولكن مسألة من يكون هذا المرشح، من داخلها، أي رئيس الحركة كما يقول القانون الأساسي للحركة، أو شخصية أخرى من خارجها، أمر لا زلنا لم نقرره بعد".

 

وأكد الهاروني "من يقرر هذا الأمر [تسمية المرشح] هو مجلس الشورى، وسنجتمع قريبا وندرس هذا الأمر لأنه مهم، فحركة النهضة بعد 50 سنة أصبحت معنية بالانتخابات الرئاسية، وبتقديم مرشح للانتخابات الرئاسية، سواء من داخلها أو أن تدعم شخصية من خارجها أو قريبة منها، لكن لم نتخذ قرارا في هذا الأمر بعد".

 

وتابع: "لا نريد أن نستعجل بالإعلان عن مرشحنا، وكذلك لا نريد أن نتأخر، لذلك سنختار الوقت المناسب، حتى يكون هذا الإعلان مفيدا للتجربة التونسية، وللمنافسة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية".

 

وأكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة التونسية، أن "زعيم الحركة راشد الغنوشي أعرب عن عدم رغبته خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها أواخر العام الجاري، إلا أن من يقرر هذا الأمر هو مجلس شورى الحركة، ومادامت مؤسسات الحركة لم تقرر بعد فيبقى ترشح الشيخ راشد الغنوشي واردا".

 

وقال:"الشيخ راشد الغنوشي شخصية وطنية، إضافة إلى أنه زعيم حركة النهضة، وشخصية لديها إشعاع عالمي، وله دور كبير في نجاح تجربة الانتقال الديمقراطي التونسية"، موضحا "عندما رجع الغنوشي من المهجر بعد الثورة قال إنه ليس معنيا بمنصب في الدولة، وكان هذا موقفا تاريخيا  يعبر عن أن هذه الرجل خدم البلاد قبل الثورة وبعدها، وليس لديه رغبة في منصب في السلطة أو لغاية شخصية، وهذا مهم".

 

وقال الهاروني: "نحن نرجح أن السيد رئيس الجمهورية الحالي لن يترشح لدورة أخرى، وقد أخذ الدرس من تجربة الزعيم بورقيبة، لأنه لا يجب أن نعيد نفس الأخطاء بالحكم مدى الحياة".

 

وأضاف الهاروني: "الرئيس دخل من الباب الكبير إلى قصر قرطاج عبر انتخابات حرة ونزيهة عام 2014، ومهم بالنسبة لرئيس دولة أن يخرج أيضا من الباب الكبير، وهذا ليس من السائد في العالم العربي، حيث يدخل الرئيس من باب لا نعرف كيف سيخرج منه".

 

وكان الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، قال في وقت سابق، "إنني لا أرغب في الترشح مجددا للرئاسة وتونس تستحق التغيير".

 

وأضاف أنه لا يرغب في الترشح لرئاسة الجمهورية، لأن تونس تزخر بالرجال الأكفاء، لكن ولسوء الحظ ليسوا في السلطة وهم خارج البلاد، حسب تعبيره. ودعا خلال كلمة في افتتاح أشغال مؤتمر "نداء تونس" في المنستير، هذه الشخصيات للعودة إلى تونس.

وتابع: "نحن نريد أن نرسي تقاليد التداول السلمي للسلطة، ولا نريد أن نقول أن تونس لا يحكمها فلان أو فلانة"، موضحا "تونس بها كثير من الرجال والنساء، وتداول السلطة يجعل البلاد تختار في كل مرحلة أفضل ما عندها، ونحن نرجح بأن رئيس الجمهورية قام بدور مهم في المرحلة السابقة، والأفضل له وللتجربة الديمقراطية أن نرسي هذه التقاليد في تداول السلطة، وهذا الأقرب للواقع".

 

كما اعتبر رئيس مجلس شورى حركة النهضة التونسية، أن تونس دخلت الزمن الانتخابي، وهذه رابع انتخابات خلال 8 سنوات، وهذا دليل على أن التجربة الديمقراطية الناشئة في تونس تتقدم رغم كل الصعوبات.

 

وأضاف: "نحن مستبشرون بأن التجربة التونسية تتقدم باتجاه أن تكون أول ديمقراطية في العالم العربي".

 

وتابع: "المشهد السياسي لم يستقر بعد، وهناك محاولات لتشكيل أحزاب، وتحالفات، هناك قوى وسطية، ونحن نريد أن يكون الوسط واسعا على حساب الأطراف، حتى لا ينمو خطاب التطرف لا على اليمين ولا اليسار"، مؤكدا أنه بنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة أواخر 2019 تتوج تونس الانتقال الديمقراطي بدون إقصاء بعد ثورة سلمية بدون انتقام. كما أكد أن "حركة النهضة هي الحزب الأول في البلاد، والكتلة الأولى في البرلمان، والحزب الأول في الانتخابات البلديات/ المحليات، وحتى في سبر الآراء [استطلاع الرأي] هي الأقرب للفوز بالانتخابات البرلمانية المقبلة".