خبراء يكشفون مكاسب زيارة السيسي للصين: تجذب الاستثمارات وتزيد التبادل التجاري

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين، استمرارا للعلاقات الاقتصادية والسياسية وتحقيق منفعة التبادل بين الدول، حيث جاء حضورة بمنتدى الحزام والطريق، تلبية للدعوة الموجهة له من الرئيس الصيني تشي جين بينج، لحضور قمة منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي"، بمشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات.

 

 ويشكل هذا المنتدى أهمية اقتصادية كبيرة ومنفعة متبادلة بين الدول المشاركة، وهو ما سيكون له انعكاس كبير على العلاقات الاقتصادية في مصر خاصة أن القاهرة كانت من أوائل الدول التي وقعت على هذا المنتدى.

 

جذب الاستثمارات الصينية

 

وفي هذا السياق، أكد أحمد أبو على الباحث والمحلل الاقتصادي، لاشك أن مجمل العلاقات بين مصر والصين هي علاقات جيدة ومثمرة جدا، وخلال هذه الزيارة ومشاركة مصر في منتدى الحزام والطريق سوف تقوم مصر والصين بتقييم ماتم إنجازه من مبادرات خلال العاميين الماضيين بين مصر والصين وخاصة أن مصر كانت من أوائل الدول التي وقعت على مبادرة الحزام والطريق.

 

وتعتبر مصر محورا رئيسية في بناء مايسمى الحزام والطريق، على إعتبار ان مصر هي الرابط بين قارات ثلاث والمكان المحورية التي تحتلها قناة السويس خاصة فيما يتعلق بطريق الحرير البحري.

 

وأشار "أبو على "، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أن الصين تولي أهمية خاصة لمصر خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الصينية الإفريقية وتعتبر مصر شريكا إستراتيجيا قويا للتنسيق بين الصين وإفريقيا لاسيما في ظل ترأس مصر للاتحاد الإفريقية، وأن مبادرة الحزام والطريق تقوم على عده محاور هامة منها المحور الاقتصادي، والذي يحتوي في جزء كبير منه على قطاع مهم وهو قطاع البنية التحتية، والتي تعتبر الصين واحدة من أكثر الدول تميزا في الاستثمار داخلة وخاصة في إفريقيا من خلال الدخول في شراكات لإنشاء مشروعات بنيه تحتية تخدم الدول المشتركة في تلك المبادرة، ولعل مايميز الصين في إطار علاقاتها الاقتصادية هو أنها تحرص في المقام الأول على أن تحقق مكاسب ثنائية لكل الأطراف والابتعاد عن فكرة المعادلة الصفرية التي تحقق مكاسب لطرف واحد، ولعل مصر تشارك الصين نفس الرؤية من خلال مفاهيم مشتركة كمفهوم التنمية السليمة للدول.

 

وأضاف الخبير الاقتصادي، أنه لاشك أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين شهدت زخمًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، وهو مايؤكد عليه الرئيس السيسي دائما بأن الصين تمثل شريكًا استراتيجيا لمصر اقتصاديا وتجاريًا، وهو ما أتضح جليا خلال الفترة الماضية.

 

حيث فتحت مصر أبوابها أمام الصين بالعمل على جذب الاستثمارات الصينية في كافة القطاعات الاقتصادية، كما أن انشاء المدينة الصناعية الصينية(نيدا) بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس يعد تأكيدا قويًا للرغبه الحقيقه لكلا الدولتين في بناء علاقات اقتصادية قوية تقوم على المنفعة المتبادلة لكلا الدولتين، وربما تدرك الصين مكانة مصر إقليميا الآن على كلا الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجي وهو مايمثل للصين نقطة انطلاق جديدة بمعايير اقتصادية مختلفه نحو أثنين من أهم الأسواق العالمية وهو منطقة الشرق الأوسط والسوق الإفريقي، لاسيما في ظل ترأس مصر للاتحاد الافريقي والرغبة المصرية القوية في أن تصبح مركزًا إقليميا للطاقة والاستثمار في منطقتي حوض البحر المتوسط وإفريقيا، وهو مايمثل ميزه نسبية للجانب الصيني للتواجد اقتصاديًا واستثماريًا في هاتين المنطقتين برعاية مصرية وشراكة مع الجانب المصري.

 

وتابع "أبو على "، أن حجم التطور الكبير الحادث في بيئة الأعمال المصرية يمثل حافزًا قويًا للصين بأن تتواجد داخل السوق المصري للاستفاده من كل تلك المزايا، ولعل مجمل العلاقات الاقتصادية الصينية في مصر يسمح بمزيد من التعاون والشراكة، حيث يصل عدد الشركات الصينية العاملة بالسوق المصري نحو 1345 شركة، وهو ما يجعل الصين تحتل المركز الـ21 من بين الدول التي تستثمر بالسوق المصري، ويمتد التعاون الاقتصادي بين البلدين أيضا إلى أحياء مبادرة الحزام والطريق والتي تستهدف الربط البري والبحري بين قارتي آسيا وأوروبا، وعلى صعيد القطاع السياحي تعتبر الصين رابع أكبر مصدر للسياحة إلى مصر.

 

تنشيط حركة الاستثمارات بكافة القطاعات

 

وأكد عز أحمد حسانين الخبير الاقتصادي، أن العلاقة بين مصر والصين علاقة تاريخية وقديمة وتعززت وأصبحت على مستوى استيراتيجي في عهد الرئيس السيسي، فعلاقة الصداقة القوية بين الزعيمين القت بظلالها على كافة النواحي السياسية والاقتصادية، ودائما ما يتم دعوة الرئيس السيسي في كافه المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية التي تستضيفها الصين .

 

وأشار "حسانين"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أن هذا هو اللقاء السابع بين الزعمين منذ تولي الرئيس السيسي المسئولية في 2014، وهذا اللقاء الحالي تم تحت مظله منتدي الحزام والطريق للتعاون الدولي والتي تشارك فيه مصر بممر قناة السويس الذي دخل ضمن المبادرة الدولية كممر دولي ضمن ممرات دولية بحرية لتكون إضافه للاقتصاد الدولي والمصري خاصة، وسيساهم هذا الاختيار في زيادة حركة المرور بممر قناة السويس وزيادة عدد المشروعات اللوجيستية على طول محور قناة السويس والمشروعات الصناعية بغرض التصدير، ومن الممكن أن تستفيد مصر من ذلك لتكون مركز دولي لتجارة الترانزيت وتصبح معرض طولي للأنشطة الاقتصادية المختلفة من تخزين للحبوب ومصافي للبترول وسيساهم في تنشيط حركة الاستثمارات الأجنبية الدولية المباشرة بالمنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس.

 

وأضاف الخبير الاقصادي، أن مصر سوف تستفييد من هذه الزيارة في الالتقاء بعدد كبير من رؤساء الشركات الاقتصاية الصينية العملاقة في الأنشطة الاقتصادية المتعددة التي تقوم بها مصر حاليا بالعاصمة الإدارية من البنية التحتية والقطار الكهربائي ومشروعات الطاقة والكهرباء وتحليه المياه والتنقيب عن الغاز والبترول والمنطقة الاقتصادية الصينية بالعين السخنه وشرق بورسعيد.

 

 زيادة في حجم التبادل التجاري

 

وبدوره، أكد إيهاب يعقوب الخبير الاقتصادي، أن الزيارة التي يجريها الرئيس السيسي حاليًا للصين تحتل أهمية خاصة على مستوى العلاقات المصرية الصينية، وأن هنك العديد من المكاسب، منها: "زيادة رائعة في حجم التبادل التجاري بين مصر وأكثر من ٦٥ دولة، وضخ استثمارات بالمليارات بين الصين ودول المبادرة في مقدمتها مصر، موضحًا أن سيكون لمصر النصيب الأكبر من حجم تلك الاستثمارات".

 

وأشار "يعقوب"، فى تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أن سوف تجلب هذة الزيارة نشاط ورواج كبير للصناعة والقطاع السياحي بالعين السخنة، لافتا النظر الى أن الصين تاني أكبر اقتصاد بالعالم وارتباط مصر معها في الفترة الحالية يزيد بصورة إيجابية جدا من حجم الاستثمارات ليست الصينية فقط ولكن أغلب دول العالم، وهو يعد بمثابة انعكاس قوي للمبادرة على قطاع السياحة للصورة الإيجابية عن مدى قوة مصر الاقتصادية.