ماذا فعل "البرهان" بعد توليه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بالسودان؟

تقارير وحوارات

الفريق أول عبد الفتاح
الفريق أول عبد الفتاح البرهان


يقود الفريق أول عبد الفتاح البرهان المرحلة الانتقالية في السودان، بعد توليه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي خلفا لوزير الدفاع الفريق عوض بن عوف.

ومع الإعلان عن تولي عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس العسكري خلفا لعوف، أعلنت الرياض وأبوظبي دعمهما للأول ومجلسه وخطواته، السبت الماضي، في أول موقف منذ الإطاحة بالبشير.

وبعد ساعات من أداء البرهان اليمين الدستورية، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بتقديم حزمة مساعدات إنسانية للسودان، تشمل أدوية ووقود وقمح.

دعم بقيمة 3 مليار جنيه
أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الرياض وأبوظبي قدمتا دعما للسودان بقيمة إجمالية 3 مليارات دولار، وأن البلدين قدما حزمة مساعدات مشتركة للسودان، يصل إجمالي مبالغها 3 مليارات دولار، منها 500 مليون دولار كوديعة في البنك المركزي السوداني، لتقوية مركزه المالي.

ومنذ 2018، ارتفعت حدة أزمة أسعار صرف العملة المحلية في السودان، بالتزامن مع شح النقد الأجنبي وزيادة الطلب عليه، ليبلغ سعر صرف الدولار 80 جنيها في تعاملات السوق الموازية، و47.5 جنيها في السوق الرسمية.

واعتبرت السعودية والإمارات، أن الوديعة في البنك المركزي، ستكون هامة في الوقت الحالي لتخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف، وسيتم صرف باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني، تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.

التزام المجلس بنقل السلطة للمدنيين
أكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح برهان، التزام المجلس بنقل السلطة إلى المدنيين، موضحا أن المجلس شكل وفدا للسفر إلى الولايات المتحدة لمناقشة رفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب.

وأضاف برهان، أن المجلس ملتزم بنقل السلطة إلى الشعب، وذلك في أول مقابلة تلفزيونية له منذ إقالة سلفه (عوض ابن عوف) بعد أقل من 24 ساعة من توليه رئاسة المجلس العسكري، عقب الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، مضيفا أن القوى السياسية قدمت "أكثر من 100 رؤية" تدرسها اللجنة السياسية، موضحا ان المجلس سيرد عليها قبل نهاية الأسبوع.

تشكيل مجلس عسكرى مدنى
وأوضح البرهان، إن تشكيل مجلس عسكري مدني "مطروح للنقاش"، وأن حزب المؤتمر الوطني (الحاكم سابقا) سيكون بعيدا عن العملية السياسية خلال الفترة المقبلة، مجددا التأكيد على أن ما جرى في السودان "ليس انقلابا وإنما استجابة" لرغبات الشعب السوداني.

تحقيق العدالة
وأكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي، حرص المجلس على تحقيق العدالة، وأن التعديلات التي أدخلت مؤخرا في عدد من المؤسسات كالقضاء ومفوضية الفساد، تصب في هذ الاتجاه، قائلا: "أوكلنا للنيابة التحقيق في جرائم قتل المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين عنها"، مؤكدا إحالة البشير وكبار المسؤولين السابقين إلى السجن.

إعادة هيكلة الأمن والمخابرات
وبالنسبة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني أعلن برهان، تشكيل لجان لإعادة هيكلته وأنه "ستتم مراجعة قانونه وشركاته وواجهاته غير القانونية".

أما فيما يتعلق بالمعتقلين السياسيين، فقد أعلن إطلاق سراحهم جميعا "بلا استثناء".

تحسين الأوضاع المعيشية
وكشف برهان، عن إجراءات لتحسين الأوضاع المعيشية مشيرا إلى ضخ مبالغ مالية في البنوك ما أسهم في انخفاض الدولار مقابل الجنيه، قائلا: "لا مشكلة في المنظور القريب بالنسبة للوقود، وكشف عن وعود لتلقي مساعدات من دول عربية على رأسها السعودية".

علاقات خارجية
وأعلن برهان، حرص المجلس على إقامة علاقات خارجية تخدم مصالح السودان، مؤكدا تفهم الاتحاد الأفريقي لما يحدث في السودان، قائلا: "أوضحنا لهم أن ما يجري ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا".

كما أكد المسؤول السوداني وجود اتصالات مع الحركات المسلحة لتحقيق السلام في درافور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.

يشار إلى أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كان قد أدى اليمين لتولى مهام رئاسة المجلس العسكرى في السودان بعد إعلان الفريق عوض بن عوف، تنحيه عن منصبه برئاسة المجلس الانتقالى.

وفي 11 أبريل الجاري، عزل الجيش السوداني "عمر البشير" من الرئاسة، بعد 3 عقود من حكمه البلاد، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.