عجوز أسيوطية ترقص بعكازها وتصوت بـ"نعم للدستور" وتطالب السيسي: "نفسي في عمرة ياريس" (فيديو وصور)

محافظات

السيدة العجوز الأسيوطية
السيدة العجوز الأسيوطية


فوق كرسي بلاستيكي، جلست خديجة سعيد صاحبة الـ79 عامًا، داخل اللجنة رقم 10 بقرية المشايعة التابعة لمركز ومدينة الغنايم في محافظة أسيوط، تنتظر فحص بطاقتها للإدلاء بصوتها في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التي وافق عليها البرلمان، وبدأ التصويت الشعبي لها، السبت الماضي، واستمر حتى الحادية عشر مساء اليوم.

يحيا السيسي اللي محدش غلبه، كلمات رددتها العجوز التي تطمع في عمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، تجلس بجوار باب اللجنة من الداخل، ترمق عيناها الضعيفتان وبالكاد ترى بضعة أمتار أمامها واضعة إحد ذراعيها على ترابيزة تجاورها، مرتدية ثوب أسود قديم العهد كقدم عمرها.


حاملة في يدها الأخرى عكازها الذي لا يفارقها كظلها، تتراقص به داخل لجنتها الانتخابية بعد إدلاءها بصوتها تعبيرًا عن حبها لوطنها وابتسامتها لا تفارق ثغرها الذي يتفوه بأغاني شعبية قديمة كانت ترددها السيدات في أفراح الماضي الجميل، لم تتذكر العجوز الأغاني كاملة بسبب ذاكرتها الضعيفة التي بدأت في النسيان شيئًا فشيئًا، فباتت تردد الكلمات التي تتذكرها وتغنيها بصوتها الذي تأثر بتقدم عمرها لكنه ما زال جميلًا نال إعجاب الحاضرين اللذين طلبوا منها المزيد،"يحيا السيسي ولمته ومحدش بطًل كلمته.

داخل اللجنة كان الموظف المسؤول عن استقبال المواطنين والبحث عن أسمائهم داخل الكشوف الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات، يجلس على بعد خطوات من السيدة خديجة سعيد، وينصت جيدًا إلى أغانيها التي حركت شيئًا بداخله جعله يطلب منها بكل عفوية، "زغرودة بقا يا حاجة، وترقع بها المسنة الفرفوشة بكل براعة وكأنها ما زالت في العشرينيات من عمرها تفتقد إلى الأنس والفرحة وحاولت أن تفرغ طاقتها السلبية في اللجان الإنتخابية.

لكن السعادة لم تدم طويلًا على وجه السيدة خديجة التي كانت تتراقص بعكازها وتغني وتزغرد، "عاوزة أعمل عمرة قبل ما أموت"، كالرصاصات خرجت كلماتها، أصابت الجميع بالسكوت والذهول في آن واحد، حلم بسيط عن الكثيرين عظيم في عينيها التي لمعت حينما تذكرت أمر العمرة التي حلمت بها طوال حياتها طامعة أن يتحقق.

وانتهى منذ قليل، فرز صناديق الاقتراع بجميع اللجان الفرعية البالغ عددها 609 لجنة موزعة على قرى 13 مركز وحي بمحافظة أسيوط، حيث توجه جميع القضاة المشرفين على اللجان إلى مقر اللجنة العامة، وعددها 15 لجنة موزعة على مستوى المحافظة لتسليم محاضر الفرز.