وزارة الثقافة تحوّل منزل العلامة ابن خلدون إلى متحف ثقافي وتاريخي

تونس 365

بوابة الفجر


انطلقت وزارة الشؤون الثقافية رسميّا في تهيئة دار العلاّمة والمؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون، حيث سيتمّ تحويلها إلى متحف حضاري وتاريخي يضم أعمال ابن خلدون ومؤلفاته والكتب التي روت سيرته وحياته الأدبية.
وتحمل الدار الذي ولد فيه عبد الرحمان ابن خلدون قيمة تاريخية هامّة وهو مصنّف معلماً تاريخياً لدى منظمة اليونسكو.
 ولد العلامة عبد الرحمان بن خلدون في غرة رمضان سنة 732 للهجرة الموافق 27 ماي 1332 ميلادي بدار تقع بنهج تربة الباي القريب من جامع الزيتونة المعمور. 
وتتكون هذه الدار من طابق أرضي وآخر علوي يحومان حول فناء مكشوف، وقد تم كساء أغلب جدران البيوت والصحن بمربعات الخزف الملوّن.
وما زال البيت الذي شُيّد في القرن الثامن الهجري متماسكا وهو دار عتيقة تتكون من طابقين تمتاز بطابعها العربي الإسلامي والأندلسي، وتقع الدار ورقمه 33 في نهج “تربة الباي” وهو قريب أيضا من الكتاب الذي تعلم فيه ابن خلدون القرآن الكريم.
وأكد مدير المعهد التونسي للتراث فوزي محفوظ أن وزارة الثقافة تعمل على إعادة إحياء وترميم العديد من المعالم الثقافية والتاريخية والدينية بالمدينة العتيقة على امتداد العام الجاري ضمن برنامج متكامل بمناسبة الإعلان عن تونس عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2019.
وأضاف محفوظ في تصريح “للجزيرة نت”، أن المنزل الذي ولد به العلامة ابن خلدون له رمزيته الحضارية والعلمية والتاريخية وهو يأتي ضمن المعالم التي تعمل تونس على إعادة ترميمها وجعلها متحفا للزوار للاطلاع على الموروث الثقافي خلال الفترة التي نشأ فيها العلامة”.
وتابع أن ترميم دار ابن خلدون سينطلق خلال الأشهر القليلة المقبلة حيث سيتم تحويل جزء منها إلى متحف لآثاره وسيخصص الجزء الأكبر لإنشاء متحف “عصر ابن خلدون” ويضم كل المخطوطات والآثار الأدبية والحضارية التي شهدتها تونس خلال العهد الحفصي بما أنها كانت منارة علمية لها وزنها في المنطقة.
ويعدّ ابن خلدون أحد أهم الفلاسفة والمؤرخين ومؤسّس علم الاجتماع وأوّل من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريّات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. 
وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصّل إليه لاحقًا بعدّة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.