بالأدلة.. "الآثار" ترد على المشككين في وضع تمثال الملك رمسيس أمام معبد الأقصر

أخبار مصر

بوابة الفجر


ردت وزارة الآثار، خلال بيان لها منذ قليل، على ما تم تداوله في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن الجدل حول تمثال الملك رمسيس الثاني الذي تم إزاحة الستار عنه بمعبد الأقصر مساء يوم 18 أبريل 2019.

حيث شكك البعض في صحة وجود هذا التمثال أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر بهيئة أوزيرية تخالف التماثيل الأخرى الواقفة التي تقدم الساق اليسرى، وذلك استناداً إلى المنظر المنقوش على الجدار الجنوبي الغربي لفناء الملك رمسيس الثاني، والذي يوضح وجود 6 تماثيل، اثنان منهم في هيئة الجلوس، وأربعة في هيئة الوقوف ذات قدم يسرى متقدمة.

وأوضح المجلس الأعلى للآثار في البيان عدة نقاط هامة أولها، يوجد منظر منقوش في خلفية الصرح الأول للملك رمسيس الثاني يوضح شكل الصرح الأول يتقدمه تمثالان جالسان ومسلتان فقط، هذا المنظر الذي تم نقشه بالنقش الغائر يرجع لعصر الملك رمسيس الثاني، وكان يوضح شكل واجهة المعبد خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني، ويتطابق أسلوب النقش لهذا المنظر مع كل نقوش ومناظر الصرح، بما يؤكد تأريخه لعصر الملك رمسيس الثاني.

ثانيها أن المنظر المنقوش على الجدار الجنوبي الغربي لفناء الملك رمسيس الثاني، فإنه يوضح شكل الصرح الأول يتقدمه تمثالان جالسان، وأربعة تماثيل واقفة مقدمة القدم اليسرى بالإضافة إلى المسلتان. هذا المنظر الذي تم نقشه بالنقش المحدد (حفر الخطوط الخارجية لعناصر المنظر) يخالف في أسلوبه باقي النقوش الغائرة المجاورة له في نفس الجدران، ويرجع هذا النقش إلى عصر تال للملك رمسيس الثاني. وبالتالي تعتبر التماثيل الأربعة الواقفة إضافة للصرح والتماثيل الجالسة في عصر بعد رمسيس الثاني (ربما أحد الرعامسة).

ثالثها يوجد تمثال مشابه لذلك يتمثل في المنظر المشهور للملك رمسيس الرابع أثناء كتابة اسمه على شجرة "الإيشد" في مقدمة الصرح الأول لمعبد الملك رمسيس الثالث الجنائزي (مدينة هابو)، فعلى الرغم من استخدام الملك رمسيس الثالث أسلوباً مميزاً في النقش الغائر جداً حتى يستحيل إعادة النقش عليه مرة أخرى، إلا أن الملك رمسيس الرابع قام بتغيير بعض الكتل في واجهة الصرح واستبدالها بكتل أخرى وقام بنقش منظره الشهير بالنقش المحدد مثلما حدث في منظر فناء الملك رمسيس الثاني.

رابع النقاط التي أوضحها المجلس الأعلى للآثار، أنه  على الرغم من أن المنظر السابق قد صور التماثيل الأربعة للملك واقفاً مرتدياً النقبة الملكية (الشنديت)، مقدماً قدمه اليسرى، متوجاً بتاج مصر المزدوج، إلا إنه لم يلتزم بهذا التصميم، حيث أن التمثال الأول من الجهة الغربية يرتدي التاج الأبيض وليس التاج المزدوج، كما أنه تم تأريخه لعصر الملك أمنحتب الثالث وليس رمسيس الثاني، بما يدل على أنه قد جلب من مكان أخر وأن هذا ليس هو مكانه الأصلي، حيث قام المصري القديم بوضعه في هذا المكان.

وخامس النقاط قال البيان إنه فيما يخص التمثال الذي تم إقامته مؤخراً، فقد تم العثور على قاعدته في مكانها الذي أقيمت فيه بواسطة الدكتور  محمد عبدالقادر عام 1958 وبها بقايا القدمين المتجاورتين، بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التمثال له وضع مختلف عن أقرانه. كما تم العثور على باقي أجزاءه في نفس موقع تهشمه بجوار قاعدته. وهو ما يؤكد إقامة هذا التمثال في هذا المكان.

وفي آخر البيان يهيب المجلس الأعلى للآثار المصرية، بالسادة الباحثين والدارسين توخي الحذر قبل إطلاق أي أراء دون إتباع المنهج العلمي في البحث مع عدم الانعزال عن متابعة كل ما هو جديد في علم الآثار من خلال ما يتم اكتشافه حديثاً من أعمال الحفائر المصرية والأجنبية التي دائماً ما تضيف معلومات جديدة لعلم الآثار.