د. نصار عبدالله يكتب: فى ذكرى رحيل صلاح جاهين

مقالات الرأي



يا إلهى ما أسرع ما تمر السنوات، من يصدق أن الشاعر الكبير صلاح جاهين قد انقضى على رحيله ما يقرب من ثلث القرن، ثلث القرن كما نعلم هو ثلاثة وثلاثون عاما وأربعة شهور، إذن فقد بقى أربعة شهور فقط، لكى يكتمل ثلث القرن على رحيله فلقد رحل شاعرنا العبقرى عن عالمنا فى أبريل 1986، وبذلك يكون قد انقضى على رحيله فى أبريل الحالى ثلاث وثلاثون عاما كاملة، وإن كان شأنه فى ذلك شأن كل فنان عبقرى أصيل ما زال حيا فى وجداننا نترنم بأغانيه ونردد كلماته ومأثوراته فى شتى المواقف والمناسبات، ولا أجد خيرا فى ذكرى رحيله من أن أستعيد نماذج من رباعياته الخالدة التى لا تقل فى تصورى شأنا عن رباعيات الخيام التى انقضى على كتابتها ما يقرب من تسعمائة عام لكنها ما زالت حية وباقية وسوف تبقى حتى تتجاوز الألف عام بل إنها ستبقى ما بقى الوجدان الإنسانى، لا أجد خيرا فى هذه المناسبة من أن أستعيد بعض الرباعيات الجاهينية التى سوف أبدأها برباعيته عن الربيع «بمناسبة أنا ويالها من مفارقة فى شهر الربيع وهو الشهر الذى رحل فيه»

دخل الربيع يضحك لقانى حزين

نده الربيع على اسمى لم قلت مين

حط الربيع زهوره جنبى وراح

وإيش تعمل الزهور للميتين؟

عجبى!!!

ومن رباعياته الجميلة والموجعة أيضا عن الربيع رباعيته عن غصن الخوخ التى يقول فيها

تسلم يا غصن الخوخ يا عود الحطـــــــــب

بييجى الربيع.. تطلـــــــــــع زهورك عجب

وانا ليه بيمضـــــــــــى ربيع وييجى ربيع

ولسه برضك قلــــــــــــــــــبى حتة خشب

عجبى!!!!

ومن الرباعيتين السابقتين عن الربيع ننتقل إلى نماذج أخرى من رباعياته الخالدة نبدأها برباعيته عن عش الطائر التى يقول فيها

يا للى انت بيتك قش مفروش بريش

تقوى عليه الريح. يصبح مفيش

عجبى عليك حواليك مخالب كبار

وما لكش غير منقار وقادر تعيش

عجبى!!!!

قالوا الشقيق بيمُصّ دم الشقيق

والناس ما هيَّاش ناس بحق وحقيق

قلبى رميته وجبت غيره حجر

داب الحجر.. ورجعت قلبى رَقيق

عجبي!!!

يا خالق الكون بالحساب والجبر

وخالقنى ماشى بلختيار والجبر

كل اللى حيلتى زمزمية أمـــــــل

وإزاى تكفينى لباب القــــــــــــبر؟

عجبى!!

ما انتاش بتلعب ليه يا روح بابــــا؟

و لا عسكرى ولا لص فى عصابة؟

إلعب أسد أو ديب رهيب أو غـــــزال

دى الدنيا فى نهاية المطاف غابـــــة

عجبي

سهير ليالى وياما لفيت وطفت

وف ليلة راجع فى الضلام قمت شفت

الخوف.. كأنه كلب سد الطريق

و كنت عاوز أقتله.. بس خفت

عجبى!!