المستشار الدبلوماسي سامح المشد يكتب: "ضياء رشوان.. ومحمد إمام"

مقالات الرأي

المستشار الدبلوماسي
المستشار الدبلوماسي سامح المشد



الكاتب الصحفي الكبير نقيب صحفيين مصر الصديق الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للإستعلام، والصديق المحترم الأستاذ المهني محمد إمام مدير المركز الصحفي بالهيئة، كلاهما أهم أعمدة الصحافة والإعلام الأجنبي في مصر، يحاربان ويسارعان ويصارعان من أجل المهنية، ورفع راية مصر عالية خفاقة على إعتبار أن الصحافة والإعلام هما الواجهة والبصلة لأي بلد، إيمانا منهما أن الإعلام الغير مهني والصحافة المحرضة مثل الجزيرة والبي بي سي BBC والقنوات التركية المدعومة من قطر والصهاينة يمثلون استعمارا بغيضا، وإعلاما مغرضا، حرص هذا الإعلام الهدام على بناء أجيال هشة لاتنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية، بل تحركها الغرائز بكافة أنواعها، حرصا من هذه القنوات المأجورة، والمؤسسات الإعلامية الموجهة، التي لا تعلو بها همّة ولا يتنضّر بها جبين، وبالطبع نعلم أن الصحافة والإعلام الصهيوقطري والإيراني والتركي من هذا الصنف الهابط، بيد أن المركز الصحفي بالهيئة العامة للإستعلام بقيادة الدكتور المهني المحترف المحترم الصديق الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين، يقوم بتغير مفاهيم الإعلام لدى المؤسسات المذكورة التي لا تعرف ولا تعي ما تقول وتنشر وتبث في حق مصر المحروسة كما كبيرا من اللامهنية والأخطاء والمغالطات لتنفيذ أجندات دول وأجهزة مخابرات،  فيأتي دور الهيئة العامة للإستعلام.

ودور المحارب محمد إمام مدير المركز الصحفي إيمانا منه ومن جميع المحترفين المهنيين المثقفين أن الصحافة والإعلام هو دين وحق وجمال وأخلاق تعطي ثقلا حضاريا كبيرا، فيسير محمد إمام، من منطلق عمله مباشرة مع جميع المراسلين الأجانب، بعقيدته التي يؤمن من خلالها أن المهنية الإعلامية  تعني القدرة على بناء الإنسان قبل بناء الصحفي وصناعة الإعلامي، لأن العدل والصدق هما عمودان للمهنية الحقة والإحتراف الذي يبني أمم ويرفع دول وماىونهما باطل وخواء،  فعلى سبيل المثال: (اليونان) التي إمتد عمرها لنحو 500 عاما، بعدها فقدت وجودها الثقافي، لأن هناك ثقافات أخرى قد إبتلعتها، ولكن الثقافة الإسلامية قد مضى عليها نحو 15 قرناً، ورغم ذلك تجدها باقية قائمة راسخة شامخة، وهذا هو التحدي الوحيد والأوحد والأكبر لجميع أنحاء العالم الذين صدقوا الصورة المشوهة الذي قدمها الإرهابيون والداعشيون والإخوان، الذين يقتلون ويفجرون بإسم الإسلام، فعلم الدين الصحيح والثقافة الإسلامية ثابتة كالجبال، راسخة كشجر السنديان، بل كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، جذورها تشق الأرض شقا، لذلك لا تُفنى الشعوب جسديا ومادياً ولكنها تفنى وتذوب ثقافياً مالم يتوفر عندهما الأمانة والصدق، والمهنية والإحترافية الحق التي يتمتع بهم أمثال رشوان وإمام.

المركز الصحفي المصري تحت القيادة الرشيدة للصديق محمد إمام، والقيادة العامة للدكتور ضياء رشوان، اللذان يعرفان جيدا أن المهنية والإحتراف في الصحافة والإعلام هما المعرفة الممزوجة بالكرامة، فلو بقي إعلام تركيا وقطر والبي بي سي كإعلام جوبلز بهذا الإفك والضلال، لحدثت معضلات وأزمات، لأن الذي يصنع الأزمة الدائمة هو إعلام شبيه جوبلز، أما الإعلام المحترم المحترف له بريقه وإشعاعه، فتجد له لمحة وضاءة، ونظرة براقة، وشعاع شمسي، يكشف الزيف، ويصارع التزييف، ويكسر المخاتلة.

 كيف يؤلف الإعلام المتحضر بين المتضادات، وكيف يربط بين الكم والكيف، ويخترق الحجب؟، لأنه من المسلم به أن الإعلام إن لم يكن مصاغا صياغة متقنة، تتسق فيها الكلمات مع المعاني، فقدت قيمتها وقامتها، وأساءت إلى المتلقي بدلا من أن تثري وجدانه، فمن يضحي بالقيمة الثقافية في سبيل القيمة الفكرية فإنه يتنكر للقيمتين معا.

إن المركز الصحفي المصري بصفة خاصة، والهيئة العامة للإستعلام بصفة عامة، يذكراني بما صنعته الثقافة المصرية في مصر في الخمسينيات والستينيات لتجديد الإبداع والنقد والترجمة واللغات، فيحاول ضياء رشوان ومحمد إمام أن يعيدا هذا الفكر ويجدداه من جديد من خلال هذا الإنتاج القديم الذي إرتقي لأعلي المستويات، حيث دافعت الصحافة والإعلام في أنضج صورهما عن العدل والخير والجمال والحب والحرية والديمقراطية والتعددية والتسامح، فحصل نجيب محفوط في أواخر الثمانينيات علي جائزة نوبل.

ومن هنا أحب أن أنوه بأن الثقافة والصحافة والإعلام هما وجهان لعملة واحدة، يجب ترابطهما وأن يكون كل وجه من العملة حماية لوجهه الآخر، حتى لا يتزايد أي خطر في ظل العولمة التي تقوم علي الدعاية السافرة للقوي الإحتكارية التي تقوم بتهميش الكل من أجل فصائل إرهابية بعينها في صراعها غير المتكافيء مع من يملكون ، وهي نظرة طبقية تتعارض مع خصائص الثقافة العربية التي لا ينفصل فيها الهامش عن المتن، وقد يكون الهامش فيها أهم من المتن، وتحرص دائما علي ابراز التفرد في الشخصية، والتباين بينها وبين غيرها، لا علي التلقين، وفرض النمطية، والصب في قالب واحد.

لهذا كله لابد أن تسير جميع المراكز الصحفية العربية والعالمية على نهج المركز الصحفي المصري بقيادة محمد إمام. 

ولابد أن تكون الثقافة بكل مؤسساتها وأنواعها النصف الثاني والتوأم الروحي للإعلام، وينتفع كل منهما بالآخر في الإطار الطبيعي له، إذا أردنا أن نحمل رسالة الثقافة كصناعة ثقيلة، ويجري فيها التوسع علي المستويين الأفقي والرأسي، أو علي مستوي السطح بالنسبة للإعلام، والعمق بالنسبة للثقافة، بعيدا عن السعايات والمسميات والسحابات الدخانية والفقاعات والقوقعات التي نعاني منها في كل وقت، لأننا للأسف الشديد نعتبر الثقافة حرفة التعساء.. لذا أخرج بتوصية من هذا العرض أو الدراسة أو المقال، بأن يتحرك المثقفون والصحفيون والإعلاميون الحقيقون في الماضي والحاضر والمستقبل.

ونفتح النوافذ علي الثقافات الأجنبية بالترجمات والدراسات ودوائر المعارف، لكي يزدهر وينمو ويتطور الفكر الإنساني، وتتوطد العلاقات بين الشعوب، كما توطدت العلاقة بين الشعوب العربية ماعدا قطر. بينما تفشل المراكز الصحفية الأخرى التي تتحرك في الحاضر فقط، وتتعصب للقطرية والشئون الداخلية، ولا يعرفون أن الثقافة هي التي تسجل عصور التاريخ، وهي التي تشكل الحضارة. والحق أنه من الصعوبة بمكان حصر الفروق بين الثقافة والإعلام، فصحيح أن كل منهما مغاير للآخر، وان كان لكل منهما دوره الحضاري الذي لا ينكر، ونموه وتقدمه وإزدهاره وخصائصه وعلينا أن نحافظ علي هذه الخصائص حتي ينمو كل منهما ويزدهر في سياقه الصحيح، إلا أنه لا يجب أن يستغني أحدهما عن الآخر، ومن هنا نستطيع الوقوف أمام الإعلام المغرض المأجور والمشبوه مثل إعلام قطر وتركيا، (إعلام الإرهاب).

وختاما أحب أنوه إلى أن وزارة الثقافة المصرية قد تأسست في عام 1957 بأذكى وأكبر وأقوى وأنبه العقول وأصحاب الفكر العالي السامي الباني، أيضا هي أول وزارة ثقافة في الوطن العربي على الإطلاق، والثامنة علي مستوي العالم، وفي هذه الفترة وأثناء هذا التاريخ الناصع، الذي تعدى النصف قرن، أقولها وبكل فخر كمصري عربي، أن هناك كثير من الأبنية القوية القويمة التي إرتفعت عالية خفاقة، فنهضت بالثقافة والصحافة والإعلام والعلم والمعرفة والوطن والمواطن، فغرست الثقافة والصحافة المصرية المصيرية أشجارا باسقة، وثمارا ناضجة، وصروحا رائدة، وارتفع شأن الثقافة عاليا كعلم يرفرف اسمه الثقافة المصرية لأنها مصيرية، انتصرت في الشكل والمضمون، فلا يجب التخلي عن هذه الإنجازات والنجاحات الثقافية والصحفية والإعلامية، أو العدول عن سيرتها أو مسيرتها، لان ذلك لو حدث (لاقدر الله) سيكون خسارة فادحة لمكانة مصر ودورها الحضاري، والتنويري، وسوف لايحدث أبدا بوجود هيئة مثل هيئة الإستعلامات برئاسة الدكتور ضياء رشوان، ومركز صحفي تحت إدارة الأستاذ المهني الوطني محمد إمام.