مبادرة الإمارات والسعودية تعكس البعد الإسلامي والإنساني

عربي ودولي

سيول ايران
سيول ايران


أكدت نشرة أخبار الساعة، أن المبادرة المشتركة التي أعلنتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر السعودي، للتخفيف من معاناة المواطنين الإيرانيين المتضررين من السيول والفيضانات المدمرة وغير المسبوقة التي شهدتها إيران أخيراً، تمثل حلقة في سلسلة المبادرات الإنسانية، والإغاثية العديدة التي تقوم بها الإمارات، سواءً بشكل مستقل أو بالشراكة والتعاون والتنسيق مع السعودية، أو الدول والمنظمات الأخرى العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية.

وتحت عنوان "مبادرة تعكس البعد الإسلامي والإنساني"، قالت النشرة إنه "مع ذلك، فإن هذه المبادرة، ربما وبحكم ظروف ومعطيات مختلفة، تكتسب أهمية خاصة، حيث تنطوي على اعتبارات ودلالات متعددة، تؤكد البعد الإسلامي في العلاقات الخارجية للإمارات، حيث تجسد المبادرة في الحقيقة، حرص الدولة ومعها السعودية على تحقيق التضامن الإسلامي عملاً وليس قولاً فحسب؛ وقد أشارت هيئتا الهلال الأحمر الإماراتي، والهلال الأحمر السعودي، إلى أن هذه المبادرة تأتي من منطلق أواصر الأخوة الإسلامية، وتؤكد التضامن مع الشعب الإيراني".
رغم الخلافات السياسية

وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم الأحد، أن "هذه المبادرة تؤكد أن المساعدات التي تقدمها الدولة تنطلق من البعد الإنساني، وتحكمها اعتبارات الحاجة فقط، ولا يوجد هناك حسابات سياسية أو اعتبارات غير موضوعية، فبرغم الخلافات السياسية الكبيرة بين الإمارات والسعودية، وحتى المنطقة والعالم من جهة، وبين إيران من جهة أخرى، والتي سببها الأساسي سلوك وتصرفات قادة إيران وصناع قرارها في المنطقة، وسياستهم العدائية والتوسعية والطائفية المدمرة، فإن ذلك كله لم يمنعهما من تقديم يد العون للشعب الإيراني الذي يعاني تبعات سياسات حكامه، وفي الوقت نفسه من كوارث طبيعية متعددة ومتكررة كان آخرها الفيضانات المدمرة".

وأشارت إلى أن "هذه المبادرة تمثل رسالة واضحة وصريحة لقادة إيران، بأن دول المنطقة وعلى رأسها الإمارات والسعودية لا تعادي الشعب الإيراني، ولا تستهدف الضرر به، وإنما تريد من طهران أن تغير سياستها التي لم تجلب على إيران وشعبها سوى الفقر، والفساد، وتدهور الأحوال المعيشية، حتى أصبح الشعب الإيراني من أكثر شعوب العالم معاناةً وفقراً، ومن ثم فإن المبادرة تتضمن دعوة للنظام الإيراني إلى التغيير، وكفّ يده عن المنطقة وتدخلاته السافرة في شؤونها وشؤون دولها".

ونوهت إلى أن "تغيير إيران سياستها سيعود بالنفع عليها وعلى المنطقة بأكملها، وسيساعد في إعادة الأمن والاستقرار لها، حتى تنعم شعوبها بالرفاه والحياة الكريمة التي تستحقها".

وأوضحت أن "المبادرة أيضاً رسالة إلى العالم، بأن المساعدة الإنسانية والإغاثية، يجب أن تكون بمنأىً عن أي اعتبارات مصلحية أو أنانية، ويجب أن تكون بعيدة عن أي حسابات سياسية ضيقة، حيث لا يجوز تحميل الشعوب نتائج أخطاء أو ذنوب حكامها، بل يجب أن تعلو قيم الأخوة الإنسانية على أي اعتبارات أو مقاييس أخرى".

التضامن الإنساني
وذكرت "أخبار الساعة" أنه "لا يخفى أن الكثير من دول العالم وعلى رأسها الدول الكبرى، تربط في معظم الأحيان، إن لم يكن كلها، مساعداتها الإنسانية والتنموية بالعلاقات السياسية، بل قد تستخدمها في أحيان، أدوات ضغط أو حتى عقوبات، حيث تستهدف من ورائها مواقف سياسية، ولهذا، فإن هذه المبادرة رسالة مهمة للجميع، بأن يغلبوا قيم الأخوة والتضامن الإنساني، على أي قيم أو معايير أخرى غير موضوعية، وعندها بالتأكيد ستتغير الأوضاع عالمياً نحو الأفضل".

وأكدت في ختام افتتاحيتها أن "تحرك الإمارات والسعودية لتخفيف معاناة الشعب الإيراني جراء السيول والفيضانات المدمرة التي تسببت في خسائر فادحة، إنما يجسد بوضوح إعلاء الدولتين للاعتبارات الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع معاناة الشعوب على أي اعتبارات أخرى، ولهذا فإنهما تقدمان نموذجين ملهمين في العمل الإنساني والخيري على الصعيد الدولي، إلى جانب أنهما تشجعان الدول الأخرى على اتباع النهج نفسه، ولهذا تترسخ صورتهما في أذهان وقلوب ملايين البشر في المنطقة والعالم، باعتبارها عنواناً للنجدة والتضامن الإنساني والأخلاقي".