رقصة الإرهابي الأخيرة بـ"الشيخ زويد"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الإرهابي: مراهق من منطقة الحسينيات بمدينة رفح أقنعه المتطرفون بتفخيخ نفسه

رئيس المباحث يشتبه بالصبى ويمنعه من تنفيذ مذبحة لأهالى المدينة بـ "سوق الثلاثاء"


الثلاثاء الماضى، منعت يقظة ضباط الشرطة، تنظيمًا إرهابيًا، من تنفيذ مجزرة بين أهالى مدينة الشيخ زويد، فى وقت حساس للغاية، كانت ستشكل ضربة مؤلمة للغاية خصوصاً مع النجاح الذى تحققه قوات إنفاذ القانون فى مواجهة الإرهابيين على جميع الأصعدة.

عند مدخل سوق الثلاثاء فى المدينة، اشتبه الرائد ماجد صبرى، رئيس مباحث قسم شرطة الشيخ زويد، فى مراهق، 15 عاماً، يرتدى ملابس ثقيلة رغم حرارة الجو، فنزل من سيارته المتوقفة عند مدخل السوق، وأسرع للإمساك بالصغير لاكتشاف الأمر، ولكن الأخير كان مفخخاً وفجر نفسه بمجرد شعوره بأنه سيسقط فى أيدى الشرطة.

الانفجار تسبب فى استشهاد الرائد صبرى والنقيب محمد شلبى، معاون المباحث وفردى شرطة، و2 من المواطنين بالإضافة لإصابة 26 فرداً من أهالى المدينة، بينهم طفل عمره 6 سنوات، ما يعنى أن عدد الضحايا والمصابين كان سيكون أضعاف العدد خصوصاً حال وقوع التفجير وسط السوق المزدحم، الذى تتولى الشرطة تأمين مدخليه، إذ إن السوق تمثل هدفاً مثالياً للإرهابيين الذين تلقوا ضربات قاصمة طيلة الشهور الماضية، من جانب قوات الجيش والشرطة التى استطاعت إعادة الهدوء إلى المنطقة التى كان الإرهابيون يحلمون بالسيطرة عليها منذ سنوات، وبذلوا جهوداً كبيرة للوصول إلى هذا الهدف الذى لم يتحقق.

شهود العيان قالوا إن الانتحارى لا يتجاوز عمره 15 عاماً، وبعضهم تعرف على هويته ووصفوه بأنه مراهق متطرف وقاطع طريق من منطقة تدعى الحسينيات فى مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، وهارب من تنفيذ أحكام جنائية.

وقبل وصول الشهداء والمصابين إلى المستشفيات أعلن تنظيم إرهابى مسئوليته عن العملية، وهى من المرات القليلة التى يسرع فيها التنظيم للإعلان عن عملية إرهابية نفذها أحد عناصره، والذى اسماها أبوهاجر المصرى، حسب بيانه الذى نشره على موقع «فيس بوك».

وبدلاً من أن يحقق التنظيم الإرهابى مكسباً ونصراً يضيفه إلى سجله الدموى، كشف بيانه أن التنظيم يعانى فقراً فى العناصر المستعدة للانتحار، إذ إن اللجوء لاستخدام مراهق لتفجير نفسه يعنى أن عدد العناصر أصحاب الخبرة والمدربين أصبح أمراً من الصعب توفيره بالنسبة للتنظيم.

كما كشف الحادث أيضاً عن قدرة قوات إنفاذ القانون على حصار الإرهابيين لدرجة دفعتهم إلى هذه العملية الجبانة التى تهدف لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا وسط المواطنين العزل، لإقناعهم بأن الشرطة غير قادرة على حمايتهم، ولتشويه حجم الإنجازات التى جرت فى المنطقة خلال الفترة الأخيرة بتوفير الخدمات والسلع، والإعلان عن المشروعات التعميرية الضخمة ومنها إنشاء مدينة بئر العبد الجديدة.

اللواء أركان حرب محمد عبدالله الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، قال لـ«الفجر»، إن الواقعة محاولة يائسة من شراذم الجماعات الإرهابية بعد النجاحات الهائلة التى حققتها القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة فى مكافحة الإرهاب وضبط الأمن والنظام فى مدينة الشيخ زويد ورفح والعريش، والتى كانت معروفة فى الماضى بـ«مثلث الإرهاب».

ويرى اللواء الشهاوى، أن استهداف الجماعات الإرهابية لتجمعات المدنيين، محاولة للانتقام من المواطنين خصوصاً الذين يتعاونون مع القوات الأمنية من الجيش والشرطة، فى الإبلاغ عن العناصر الإرهابية وأماكن تواجدها، ما ساهم بدرجة كبيرة فى نجاح العملية الشاملة «سيناء 2018» والتى أدت إلى تراجع العمليات الإرهابية بدرجة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية.

أما اللواء أركان حرب عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، فأكد أن عملية سوق الثلاثاء، هدفها الأول إرهاب المواطنين فى المدينة بعدما بدأت الدولة عملية الإعمار فى شمال سيناء بالتزامن مع مكافحة الإرهاب، واتجاه كثير من المواطنين للعمل بالمشروعات التى نفذتها الدولة فى المحافظة من مزارع سمكية واستصلاح زراعى بجانب العمل فى المدن الجديدة التى تنفذها الدولة فى الشمال كمدينة رفح الجديدة والشيخ زويد الجديدة، لخدمة أهالى المدينتين فى حياة كريمة وعادلة، حيث يعمل فى هذه المشروعات 70% من القوى العاملة بسيناء.

ويرى اللواء العمدة، أن الحادث الجبان لن يؤثر سلباً فى أهالى سيناء لأنهم أصبحوا أكثر وعياً تجاه الأحداث التى تمر بها المنطقة، ويدركون جيداً أن القوات المسلحة تعمل جاهدة وفق خطة واستراتيجية واضحة من القيادة السياسية على تطهير البلاد من الإرهاب وبدء تنمية حقيقية لخدمتهم.