تقارير أمريكية:الدوحة نقطة ضعف الناتو العربي وحان الوقت لطرد أردوغان

العدد الأسبوعي

أردوغان وتميم
أردوغان وتميم


ما بين حلف الناتو الذى يحتفل بمرور 70 عاماً على تأسيسه، والمساعى العربية لتأسيس حلف عسكرى مشابه، يعمل على توحيد الجهود العربية ضد الإرهاب، تلعب تركيا وقطر دوراً فى الحد من تلك الجهود العربية.

ومثلما تُعرض سياسات تركيا مفهوم الناتو للدفاع المشترك لإشكالية، فإن دور قطر فى التحالف العربى، يشكل حصان طروادة ضد الحلف العربى.

فى هذا الإطار، شهد هذا الأسبوع نشر عدد من التقارير الأمريكية التى تصف قطر بالشوكة التى تقف فى طريق الناتو العربى، وتركيا بالدولة الخائنة التى يجب طردها من حلف الناتو.

1

الحلقة الأضعف

على غرار حلف الناتو، هناك جهود عربية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تأسيس ناتو عربى، يقوم على أساس تجميع تحالف من الدول العربية تحت مسمى التحالف الشرق أوسطى الاستراتيجى MESA، وإنشاء قوة عسكرية متعددة الجنسيات، تهدف إلى أن تكون بمثابة حصن ضد العدوان الإيرانى والإرهاب والتطرف.

مثل هذا التحالف سيسمح أخيرا للولايات المتحدة بالحد من بصمتها فى الشرق الأوسط، كما أوصت استراتيجية الأمن القومى لعام 2017، والسماح للبنتاجون بإعادة نشر بعض القدرات تجاه الصين وروسيا - وهما من الدول «الأربعة الكبار» التى تشكل أكبر خطر على الولايات المتحدة، وفقا لآخر تقييم لمخاطر التهديدات العالمية فى مجتمع الاستخبارات الأمريكى.

ولكن حسب تقرير لمجلة ناشونال ريفيو، فإن قطر تقف فى طريق هذا التحالف العربى العسكرى ضد الإرهاب، حيث وصفها التقرير بالحلقة الأضعف.

حسب التقرير، الذى كتبه ماثيو برودسكى، الباحث فى مجموعة دراسات الأمن فى واشنطن، هناك دولة واحدة فقط من منظمة MESA تعمل بنشاط على الترويج للإخوان المسلمين فى الخارج، من أجل تقويض الأعضاء الآخرين فى الائتلاف، فى ظل إقامتها لعلاقة قوية مع إيران: إنها دولة قطر.

يكشف برودسكى أن منذ بداية هذه المحاولة الأخيرة لتأسيس MESA فى عام 2017، ظهرت مدرستان فكريتان فى واشنطن للتصدى لعقبة قطر، تقوم المدرسة الأولى على فكرة ضرورة تجاهل أى خلافات بين الدول العربية من أجل تأسيس هذا التحالف، كوجهة موحدة من أجل التصدى لإيران والإرهاب، خاصة أن أمريكا فى حاجة للإمكانيات الاقتصادية لدول الخليج جميعا من أجل تنفيذ خطة السلام التى تسعى لتطبيقها كحل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى.

وتستهدف المدرسة الثانية فى واشنطن، إلى دفع قطر من أجل التخلى عن تلك السياسات التى تشق الصف العربى.

يضيف التقرير أن قائمة المظالم ضد قطر طويلة، لقد أشعلت لهيب الاضطرابات فى جميع أنحاء العالم العربى، مع دعم مالى وسياسى لا مثيل له للجماعات الإرهابية، ومن خلال مزيج من عائلة آل ثانى الحاكمة بالتعاون مع الممولين القطريين الأثرياء، تدعم الإمارة الغنية بالنفط الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وغيرها، بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين، كما تستخدم محطة الجزيرة المدعومة من الدولة، كمكبر صوت عالمى لترويج الدعاية الإسلامية الأكثر تطرفاً.

لا تقتصر أنشطة قطر الخبيثة على بث عدم الاستقرار فى المنطقة، بل إنها تستهدف مباشرة المصالح الأمريكية كذلك، وتواصل قطر إجراء مجموعة واسعة من العمليات الإعلامية، بما فى ذلك الدفع للمؤثرين، والتجسس عبر الإنترنت، ووسائل التمويل، وشراء مراكز الفكر والرأى، إنهم يسعون أيضا إلى تحقيق مكاسب طويلة الأمد من خلال عمليات التأثير حيث تنفق الأموال ببذخ على الجامعات الأمريكية.

وينتهى التقرير بالإشارة إلى أنه عندما زار الرئيس ترامب الرياض فى مايو 2017، ناشد العشرات من الزعماء المسلمين المجتمعين فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية لطرد الإرهابيين فى وسطهم، والتوحد للرد على إيران.

وبدلا من تغيير سلوكها، وسعت قطر نطاق علاقاتها مع النظام الإيرانى، وعملت على تعزيز جماعة الإخوان المسلمين فى تركيا.

2

طرد السلطان التركى

اعتبر الباحث الأمريكى برودسكى، أن الدور القطرى فى تهديد التحالف العربى ضد الإرهاب، يتشابه تماما مع الدور التركى فى حلف الناتو.

فى هذا الإطار نشر موقع أمريكان كونسرفتيف، تقريراً بعنوان «يجب طرد سلطان تركيا أردوغان من الناتو»، ويستعرض التقرير سياسات أردوغان الذى تجعل منه حليفاً مشكوكاً فى ولائه ضد منظمة حلف شمال الأطلسى.

وكتب تقرير دوج باندو، كبير الباحثين فى معهد كاتو، والمساعد الخاص السابق للرئيس الراحل رونالد ريجان، وهو مؤلف كتاب «الحماقات الأجنبية: الإمبراطورية العالمية الجديدة لأمريكا»: خلال عقد من الزمان كان أردوغان يتحرك فى اتجاه استبدادى تحت مظلة إسلامية، مستهدف رجال الأعمال الذين يدعمون المعارضة، والسيطرة على وسائل الإعلام المستقلة، ومعاقبة النقاد، بمن فيهم الصحفيون والأكاديميون وحتى تلاميذ المدارس، ومنحته محاولة الإطاحة بالنظام فى 2016، ذريعة لتطهير أى شخص لديه أدنى صلة حقيقية أو مزعومة مع رجل الدين المسلم المسن فتح الله غولن، الذى ألقى باللوم عليه بشكل غير ملائم فى محاولة الانقلاب.

ويؤكد التقرير أنه تم سجن نحو 80 ألف شخص، من بينهم سياسيون وصحفيون معارضون، كما أفرجت الحكومة فعلا عن المجرمين لإفساح المجال للسجناء السياسيين، ويستمر التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، وتم إجبار أكثر من 160 ألف تركى على ترك وظائفهم سواء العامة والخاصة.

علاوة على ذلك، ابتعدت سياسة أنقرة الخارجية عن أمريكا وأوروبا، وسمحت تركيا فى البداية لداعش بالعمل داخل حدودها ضد حكومة الأسد، وتدخلت لاحقا عسكريا فى سوريا، لاستهداف حلفاء أمريكا الأكراد، وبزعم أن ابن أردوغان قد أثرى نفسه من بيع النفط الذى توفره داعش، كادت حكومة أردوغان أن تنفصل عن موسكو، خاصة بعد أن أسقطت طائرة روسية فى سوريا، لكنها سرعان ما عكست مسارها لتقارب دراماتيكى.

بعد ذلك، تعاون أردوغان مع روسيا وإيران فى سوريا، كما اشترت تركيا نظام الدفاع الجوى الصاروخى الروسى S-400، على الرغم من تهديدات واشنطن بوقف مبيعات الطائرات F-35 المستمرة.

وحسب التقرير، فإن أنقرة ليست صديقة لأمريكا أو الغرب، فى الواقع، وأهدافها الدولية متباينة للغاية، ومؤسساتها المحلية استبدادية للغاية، وشكا أندرو داوسون، رئيس بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمجلس أوروبا: «أخشى أننا لسنا مقتنعين تماما بأن تركيا تتمتع حاليا بالبيئة الانتخابية الحرة والنزيهة اللازمة لإجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية تتوافق مع القيم والمبادئ الأوروبية».

وينتهى التقرير بالإشارة إلى أن بدلا من محاولة يائسة لإبقاء أنقرة فى حلف الناتو، يجب على الحلفاء البدء فى التفكير فى كيفية التخفيف من دور تركيا، ستظل هناك مشكلات يحتاج فيها الحلف إلى التعاون مع أنقرة.