"إرهاب محتمل" و"اعتقالات عشوائية".. لماذا رفعت أمريكا مستوى تحذيراتها من السفر لتركيا؟

عربي ودولي

الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي


شددت الولايات المتحدة، تحذيراتها لرعاياها من السفر إلى تركيا وإيران، بسبب ما قالت إنه عمليات إرهابية محتملة في فنادق تركيا ومولاتها ومواقعها السياحية، فضلا عن الاعتقالات العشوائية بدوافع سياسية، ودعت مواطنيها إلى إعادة النظر في قرار السفر إلى أي مناطق قريبة من الحدود السورية والعراقية، حيث تتزايد احتمالية وقوع حوادث إرهابية وعمليات خطف للأجانب.

عمليات إرهابية محتملة واعتقالات عشوائية
وأضاف منشور تحذيرات السفر لشهر أبريل الجاري، أن الجماعات الإرهابية تواصل التخطيط للقيام بعمليات محتملة تستهدف المناطق السياحية والفنادق ومراكز التسوق التجاري والمطاعم والأندية ودور العبادة.

وأشار المنشور إلى قيام السلطات التركية بعمليات اعتقال عشوائية، بدوافع سياسية، شملت عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم مواطنون أميركيون، بزعم انتمائهم إلى منظمات إرهابية استنادا إلى أدلة مزعومة ضعيفة.

وذكر منشور الخارجية الأميركية: أنه تم "منع المواطنين الأميركيين من مغادرة تركيا، وأنه ربما يؤدي انتقاد الحكومة التركية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاعتقال".

المدن التركية في مرتبة المناطق شديدة الخطورة
ورفع المنشور، الذي يتم تحديثه دوريا على الموقع الإلكتروني للخارجية الأميركية، درجة خطورة السفر إلى تركيا إلى المستوى (3) الذي يضع المدن التركية في مرتبة المناطق شديدة الخطورة.

كما أوضحت النشرة: "أن الجماعات الإرهابية من المرجح أن تقوم بشن هجمات دون سابق إنذار على المرافق الحكومية وخلال أي فعاليات رياضية أو ثقافية حاشدة وضد المؤسسات التعليمية والمطارات وغيرها من الأماكن العامة".

وشددت النشرة على جميع منسوبي الولايات المتحدة العاملين في تركيا بعدم السفر إلى العديد من المدن والأقاليم دون إخطار مسبق بالوجهة، مع التأكيد على أن قدرة الولايات المتحدة على تقديم خدمات إغاثة ضئيلة للغاية في عدد 14 مدينة تركية.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الخارجية الأميركية قامت بإضافة وسم "K" إلى منشور تحذير سفر مواطني الولايات المتحدة إلى تركيا والذي يشير إلى تزايد احتمال تعرض الأجانب لعمليات اختطاف في الوجهات التي يضاف إليها هذا الوسم.

أمريكا تطالب مواطنيها بإعادة النظر في السفر إلى تركيا
وطالبت واشنطن مواطنيها بإعادة النظر في قراراتهم المتعلقة بالسفر إلى تركيا بسبب الإرهاب والاحتجاز التعسفي، ورفعت درجة الخطر في بعض المناطق مطالبة بعدم السفر نهائيا إلى المواقع القريبة من حدود تركيا مع سوريا والعراق بسبب مخاطر الإرهاب والاختطاف.

اعتقالات للمئات في تركيا بذريعة غولن
وتشهد تركيا حملة اعتقالات واسعة النطاق أطاحت بالأخضر واليابس بعد فشل الانقلاب العسكري، وأوقفت السلطات التركية، الثلاثاء، عشرات الأشخاص الذين يشتبه بأنهم على صلة برجل الدين المعارض فتح الله غولن العدو اللدود لأنقرة التي تتهمه بإعداد محاولة انقلاب، وتبحث عن مئات آخرين من المشتبه بهم.

وأصدرت السلطات مذكرات توقيف في حق أكثر من 400 شخص في إطار عدد كبير من التحقيقات في جميع أنحاء تركيا، مشيرة إلى أنه جرى إيقاف 127 منهم حتى منتصف النهار.

ويشتبه بأن الأشخاص الموقوفين أو الملاحقين، ينتمون إلى جماعة غولن التي تصفها أنقرة بأنها "مجموعة إرهابية".

ويتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رجل الدين غولن، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016.

ويرفض "غولن"، 70 عاما، الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ حوالي عشرين عاما، هذه الاتهامات.

ومن بين الموقوفين أو الذين صدرت في حقهم مذكرات توقيف الثلاثاء، عناصر سابقون في الشرطة أو الجيش، وأشخاص يشتبه باستخدامهم تطبيق بريد إلكتروني يلقى رواجا في حركة غولن، وفقا لوكالة فرانس برس.

ومنذ محاولة الانقلاب، لاحقت السلطات بلا هوادة مؤيديها، وبدأت عمليات تطهير غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث.

فقد قُبض على حوالى 55 ألف شخص وعُزل أكثر من 140أالفا أو أوقفوا عن مزاولة أعمالهم، وبعد حوالي ثلاث سنوات على محاولة الانقلات، لاتزال التوقيفات تتواصل أسبوعيا، مما يؤدي إلى حالة من الغليان داخل تركيا بسبب انعدام الحريات والتعسف مما يريد من احتمالات استقطاب الإرهاب وتنفيذ عمليات إرهابية بداخلها.