مباحثات واتفاقيات.. ملخص زيارة "السيسي" الخارجية لأمريكا ودول أفريقيا

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي



شهدت جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخارجية التي شملت زيارة كلٍ من غينيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال، العديد من التفاصيل منها الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية،  ودفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة الإفريقية، فضلاً عن انعقاد قمة "مصرية –أمريكية"، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية.

وجاءت جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب أفريقيا في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لا سيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية، خاصةً في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

في هذا الصدد، تستعرض "الفجر"، ملخص زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ودول أفريقيا، فيما يلي.

وعقد الرئيس خلال الجولة الأفريقية سلسلة مكثفة من المباحثات الثنائية مع زعماء كلٍ من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلا عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي والهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة.
 
غينيا
ووصل الرئيس السيسي إلى العاصمة الغينية كوناكري، في مستهل جولته الخارجية، حيث كان في استقباله الرئيس "ألفا كوندي"، رئيس جمهورية غينيا، إلى جانب عدد من كبار المسئولين بالحكومة الغينية، وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. كما توجه الرئيس السيسي بعد ذلك إلى مقر جامعة "جمال عبد الناصر" بكوناكري؛ حيث شهد إزاحة الستار عن تمثال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحرم الجامعة، إلى جانب افتتاح مبنى المجمع الجديد بالجامعة والذي يحمل اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الغيني "ألفا كوندي"، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك على هامش الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية غينيا.

وأعرب الرئيس خلال المباحثات عن سعادته بزيارة غينيا، مشيدًا بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنوع مجالات التعاون المشترك بينهما، مؤكدًا عزم مصر على تطوير آفاق التعاون مع غينيا، في ضوء اهتمام مصر بمد جسور التعاون مع الجانب الغيني بهدف تعزيز التنمية والاستقرار والبناء، واستثمارًا للرصيد التاريخي الممتد بين البلدين، لا سيما من خلال الدفع نحو عقد الدورة المقبلة من اللجنة المشتركة بين الجانبين في شهر سبتمبر القادم على مستوى وزيري الخارجية.

وشهدت المباحثات التوافق حول ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي للعمل على صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية، خاصةً في منطقة الساحل، من خلال رؤية جماعية لمواجهة التحديات المتعلقة بانتشار بؤر الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة.

كوت ديفوار
كما عقد الرئيس السيسي، جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الإيفواري "الحسن واتارا" بمقر القصر الجمهوري بأبيدجان، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية كوت ديفوار. 

وأعرب الرئيس خلال المباحثات عن اعتزازه لكونه أول رئيس مصري يزور أبيدجان، وتطلع مصر لأن تساهم هذه الزيارة في فتح آفاق التعاون بين البلدين بما يحقق نقلة نوعية في مستوى العلاقات الثنائية، مؤكدًا حرصه على تضمين كوت ديفوار في أول جولة أفريقية عقب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك انطلاقًا من تقديرنا لدورها الهام في إقليم غرب أفريقيا.

السنغال
كما عقد الرئيس السيسي اليوم جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس السنغالي "ماكي سال" بمقر القصر الجمهوري بالعاصمة السنغالية داكار، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار الزيارة الحالية للرئيس إلى جمهورية السنغال.

وأعرب الرئيس السيسي خلال المباحثات عن سعادته بزيارة السنغال، مجددًا التهنئة للرئيس "ماكي سال" بمناسبة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، والذي يؤشر إلى ثقة الشعب السنغالي في شخصه لاستكمال مسيرة النمو والازدهار في البلاد.

كما أعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية التي تربطها بالسنغال في أبعادها المختلفة، لا سيما السياسية والثقافية والدينية، بالإضافة إلى تلاقي رؤى ومواقف البلدين إزاء مجمل القضايا الدولية والإقليمية، والذي تجلى في التفاهم والتنسيق المشترك خلال فترة عضوية البلدين في مجلس الأمن (2016/ 2017)، خاصةً فيما يتعلق بالدفاع عن مصالح القارة الأفريقية المشتركة ومواقفها الموحدة، مؤكدًا حرص مصر على استمرار التشاور السياسي مع السنغال بشأن مختلف ملفات السلم والأمن بالقارة، إيمانًا منها بالدور المهم الذي تضطلع به السنغال في هذا الصدد على المستوى الأفريقي.

واشنطن
وشهدت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن نشاطا حافلا، حيث استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأول من زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن باستقبال مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة، بمقر إقامة الرئيس في "بلير هاوس". 

وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الإستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، معربًا عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الأمريكي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.

ورحب وزير الخارجية الأمريكي بزيارة الرئيس إلى واشنطن، مؤكدًا ثقته في أن مباحثات الرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي "ترامب" ستدعم مسيرة العلاقات بين البلدين على نحو بناء وإيجابي، خاصةً في ظل التزام الإدارة الأمريكية بتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات، ومشيدًا في هذا الصدد بجهود الرئيس لمكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر والمنطقة بأسرها، مع الإعراب عن دعم بلاده لتلك الجهود.

وشهد اللقاء أيضًا التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا وسوريا واليمن، حيث أكد الرئيس أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضي دولها وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.

استقبال جاريد كوشنر
كما استقبل الرئيس السيسي جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، بمقر إقامة الرئيس بواشنطن في "بلير هاوس".

وتناول اللقاء التباحث حول تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط؛ حيث أكد "كوشنر" الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، ولما لديها من خبرات طويلة ومتراكمة في التعامل مع كافة الأطراف المعنية في هذا الخصوص.

 
قمة مع ترامب لتعزيز الشراكة الاستراتيجية
كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، المؤتمر الصحفي مشترك، والذي شهد العديد من الرسائل، أبرزها توجيه السيسي الشكر لترامب على دعم واشنطن للقاهرة، وأن العلاقات "المصرية- الأمريكية" في أفضل حالاتها، فضلاً عن التطور الكبير الذي أحرزته الولايات المتحدة الأمريكية مع مصر في ملف مكافحة الإرهاب.