كريم وزيري يكتب: القنبلة التي فككها الجيش في سيناء

مقالات الرأي

بوابة الفجر


علي مدار ثلاثون عاما سعت قوي الشر وحكماء الصهيون علي تمزيق أرض الفيروز، بعد أن أصبح احتلالها عسكريا شبه انتحار، فالقوات المسلحة والمقاومة المصرية لا تعرف إلا الشراسة في مواجهه كل معتد علي أرضنا.

وبات حلم إنشاء دولة من النيل إلي الفرات مرتبط بخطة أكثر مكرا من التدخل العسكري، بل أصبحت تلك الخطة مؤثرة وكانت أولي ثمارها هضبة الجولان السورية بعد أن تفكك الجيش السوري وحكمته العصابات والمريدين فأصبح لا حول له ولا قوة.

وعلي الرغم أن صفعة يناير كانت مرهقة للدولة ومفاصلها إلا أن المقاتل المصري، استيقظ لما يدور حوله بعدها، وبدء يفكر كيف يبطل تلك القنبلة التي كادت أن تنفجر في سيناء، فانفجارها سيكون بمثابة الإبادة الذرية لأنها جاءت من داخل سيناء وليس خارجها.

الأمور كانت مقلقة فالبدو علي مدار السنوات الماضية لا يعرف إلا القبيلة والتجارة المشروع منها والغير المشروع وشراذم حماس كانت تخطط للعمل في سيناء اكثر من عملها في إسرائيل، والجماعات المتطرفة أرادت فصلها واعلانها ولاية إسلامية، إلا أن الجيش أدرك كل تلك المخططات وأبطل ساعة الصفر في الوقت المناسب.

فبالتوازي مع اعلان سيل من العمليات العسكرية في سيناء لتطهيرها من عملاء الداخل، بداية من عملية حق الشهيد الأولي والثانية حتي العملية الشاملة سيناء 2018 التي قضت علي احلام الجماعات المتطرفة في ارض الفيروز واصبح صوت الواجب الميري يعلوا فوق كل الشعارات، ضخت الدولة ما يزيد عن 275 مليار جنية للاستثمار وإقامة المشاريع في سيناء.

وأصبح الوصول لسيناء عبر الأنفاق الجديدة اقصر من الوصول لعروسة البحر المتوسط في وقت الزحام، وأصبحت الاستثمارات في سيناء من الدول العظمي الحليفة لمصر مقلقة لدولة الجوار وشوكة لأي احلام يقظه في التوسع، وبات البدو من المشاركين الأساسيين في المشروعات القومية بداية من التجهيز والتنفيذ والحراسة، فأصبحت تلك المشروعات قوتا للمواطن السيناوي الذي نظرت له الدولة بعد عقود طويلة من الاهمال.

إلي جانب المدن الجديدة التي تنفذها الدولة في شمال ارض الفيروز والتي سكبت الحبر علي ورقة صفقة القرن، وأصبح الرد المصري علي تلك الأكاذيب مدنا جديدة ومنتجعات وتوطين مصري خالص.

والحقيقة أن القوات المسلحة استطاعت بعقلية فذة أن تبطل مفعول قنبلة كادت عن تأكل الأخضر واليابس كما فعلت في الجولان فتحيه لتلك القوة العاقلة التي تعرف كيف ومتي ترد في الوقت المناسب.