تعرف على سر الثقب الأسود الذي انتشرت صورته مؤخرا (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الدكتور أشرف شاكر، أستاذ علوم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مرصد حلوان، إن الكثير من الأفراد ركزوا على صورة الثقب الأسود وأحدثوا ضجة حوله، موضحا أن مجرة "M87" هي مجرة عدسية ليس لها أذرع لولبية، تم اكتشافها عام 1781 عن طريق عالم فرنسي.

وأشار "شاكر" خلال لقاء مع فضائية "TEN" اليوم الخميس، إلى أنه في عام 1918 لوحظ أن هناك مادة تخرج من مركز المجرة سالفة الذكر إلى الخارج، وكان التفسير الوحيد لخروجها هو وجود ثقب أسود في مركزها، ولذلك يركز العالم منذ هذا العام، على تصوير هذا الثقب.

وأوضح أنه في نفس العام (1918) تم رصد ما يسمى بإنحناء الضوء أو عدسة الجاذبية، مشيرًا إلى أنه من الممكن رؤية 4 مجرات في نفس التوقيت ولكن في الحقيقة هم صورة لمجرة واحدة يوجد جاذبية مرتفعة بيننا وبينها مما يؤدي لرؤيتها بهذا الشكل، مشيرًا إلى أن ما نراه حول الثقب الأسود في الصور التي انتشرت ما هو إلا مجرد انحناء للضوء نتيجة جاذبية هذا الثقب الشديدة.

كما تابع أنه داخل كل مجردة عدسية كبيرة يوجد ثقب أسود، والذي ينتج عن جاذبية كبيرة تحدث عند انضغاط الجسم، ولكن العلم مازال امامه الكثير لاكتشافه فيما يخص علوم الفلك وهذه الظواهر المختلفة.

منذ طرح أول ورقة أكاديمية تتنبأ بوجود الثقوب السوداء قبل ثمانين سنة بالضبط، داعبت هذه الفكرة الصادمة خيال العلماء والفنانين والأدباء، وباتت ساحة خصبة لسيناريوهات عجائبية تصل حد اختراق جدران الزمن عبر تلك الثقوب الأسطورية، لكن فضول الإنسان لرؤيتها ظل حلما بعيد المنال حتى تحقق مساء أمس الأربعاء.

ففي كل من واشنطن وبروكسل وسانتياغو وشنغهاي وتايبيه وطوكيو، عقدت اليوم ستة مؤتمرات صحفية متزامنة لإطلاق هذا النبأ التاريخي مشفوعا بأول صورة حقيقية لثقب أسود يراها الإنسان، حيث نجح تلسكوب "إيفينت هورايزون" -وهو مشروع دولي مشترك بدأ عام 2012 باستخدام شبكة عالمية من المراصد- في التقاط الصورة.

والصورة لثقب أسود يقع في مركز مجرة "مسييه 87" التي تقع على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية عن الأرض. وكان العلماء قد بدؤوا برصده قبل عامين إلى جانب ثقب آخر يقع في مركز مجرتنا درب التبانة. لكن الصورة الأولى لم يكن ممكنا التقاطها إلا اليوم، حيث دمج العلماء بيانات ثمانية مراصد من أربع قارات للحصول على الصورة المركبة.

وقبل هذا اليوم، لم تكن لدينا سوى رسوم تخيلية للثقوب السوداء، فهي لا تُرى لأن جاذبيتها الهائلة تمتص كل شيء بما في ذلك الضوء، ولكنها تكشف عن نفسها من خلال المادة التي تبتلعها. لذا ظهر الثقب الأسود في الصورة اليوم كبقعة سوداء مظلمة وسط هالة من دوامات الغبار والضوء الأحمر.